للمرأة في يوم عيدها - تحية المحبة و الإنسانية.



نضال الربضي
2017 / 3 / 8

تحية المحبة و الإنسانية،

تدل البحوث الأركيولوجية و الأنثروبولوجية أن المرأة قديما ً كانت محور الاعتقاد الديني و العمل المجتمعي في التجمعات الإنسانية القديمة، و التي لم تكن تزيد ُ على 20 شخصا ً (أكثر أو أقل) لكل مجموعة، و التي منها انطلق الجنس البشري نحو الحضارة، فهي الكاهنة الأولى و الطبيبة المداوية بالأعشاب، و المُلهمة لرجال المجموعة.

حول النساء دارت أساطير الخلق السومرية و البابلية في أول تاريخ مكتوب عرفه البشر، و إليها أُعزيت عملية الخلق من الماء البدئي الأول. من خلال صراعها مع أبنائها الذكور تشكلت الدنيا التي نعرف، لكن بعد أن صار هذا العالم ذكوريا ً بالمطلق و عادت الأنثى إلى الخلفية.

في هذا اليوم 8 مارس، نستذكر الحب الأصيل الأول بين المرأة و طفلها ثم رجلها، و نستدعي الفطرة الإنسانية الأولى التي رأت في المرأة: الحياة، و جدلية التفاعل الإنساني، و دينمو الحركة، و أساس المجتمع، و ننقطع عن الواقع قليلا ً لنراجع الشكل المأمول لمجتمعاتنا، حين يعود للمرأة دورها الأول، خارج قولبة ذكرية جعلت منها شيئا ً، بعد أن غيَّبت فيها الإنسان بوجهه الأنثوي التلقائي، و أفرغتها من قوَّة الفعل، و اشتياق الانطلاق، هذا الانطلاق الذي بدونه لا يُمكن أن نرى حقيقة المرأة، و بالتالي لا يمكن على الإطلاق التفاعل مع ماهيتها، فيبقى كل فعل تفاعل حركة جدلية سطحية تمسُّ الجلد و لا تنفذ إلى الجوهر، فلا تحقق الاكتمال و النمو الإنساني بين الجندرين، وليس لها قدرة على السمو بالمجتمعات الإنسانية نحو أقصى ممكنات التَّحقُّق.

في هذا اليوم أتقدَّم ُ لكنَّ جميعا ً بمنتهى أمنيات الانعتاق و التَّحرُّر من الهيمنة الذكرية، لكي تكنَّ كما تعلمكنَّ الطبيعة البشرية: من أنتنَّ بالفعل! لا من أُريد لكن َّ أن تكُنَّ، كل ُّ عام و أنتن َّ نساء، فهذا أعظم ُ المبالغ ِ لمن يُدرك!