يوم المراة العالمي يوم جميل



محمود فنون
2017 / 3 / 8

يوم المراة العالمي يوم جميل
محمود فنون
8/آذار/2017م
لا زال يتوجب ان يكون يوم المرأة يوم كفاحي وتذكير بضرورة استمرار كفاح المرأة من أجل حقوقها وحريتها الإنسانية.
ومع ذلك هو يوم جميل.
يشتق يوم المرأة العالمي جماله كونه تعبير عن ارادة المرأة الإنسانة في حريتها وتكريس وجودها الإنساني وتمسكها بحقوقها في التصرف والعمل مثل الرجل . وحقها في اختيار الزوج والتحكم في الإنجاب ، وحقها في حماية القانون وحقها في ممارسة دورها في الحياة السياسية والاجتماعية في البيئة التي تعيش فيها . والنضال المستمر من أجل ذلك .
واليوم هو يوم ربيعي جميل يضفي على المناسبة رونقا آخر .
ملاحظة : كان الناس يحتفلون بيوم المرأة العالمي من زمان ، ومن زمان تواجد المسلمون في بلادنا ، ومن زمان كانوا يشاركوا في الاحتفال بيوم المرأة العالمي . وكذلك من زمان كانوا يؤكدون أن الإسلام انصف وينصف المرأة ويسوقون الأحاديث والآيات والقصص والروايات التي تؤكد أن الإسلام حرر المرأة وهي روايات ينقصها البرهان حيث المرأة في مرحلتي العبودية والإقطاع كانت الحرة والعبدة والجارية والقنًة والفلاحة ...
ما علينا ، هكذا كان الطرح وهو على ذلك كان متساوقا مع المرحلة التي اندرجت غيها مجتمعاتنا مع حقوق المرأة والإحتفال بعيد المرأة مثل المجتمعات الأخرى .
أي ان الإحتفال بيوم المرأة كان " حلالا"
واليوم أصبح حراما ، ولذلك منعته حماس في قطاع غزة ... لا بد ان هناك تنزيل جديد ، أو أن شبخا اصدر فتوى جديدة لها وزنها واعتبارها حتى تدفع حماس للتهديد بمعاقبة الذين لا يذهبون للمدارس وإلى أعمالهم .هذا مع العلم أن المجتمعات كلها حقيقة لا تعيش بالفتوى حتى وإن حاول المحاولون.
إن كلمة مرأة ، ونساء ، في الزمان القديم وعند مختلف الشعوب كانت تعني تلك الإنسانة الحرة أي غير العبدة وغير القنة وغير الفلاحة ومعها البدوية ( الفلاحات والبدويات الفقراء). أي تعني نساء الرجال الأحرار من المالكين للثروة باستثناء جميع النساء غير ذلك وبمن فيهن نساء الطبقات الفقيرة .
كل هؤلاء المستثنيات لم يكن لهن أية حقوق في المجتمع .إلى ان ظهرت طبقة النساء العاملات في عهد الرأسمالية وخلال المئة وخمسون سنة الأخيرة . حيث باشرت النساء العاملات المطالبة بحقوقهن في العمل والتعليم والحياة . الحياة الإحتماعية والسياسية . وأخذت كرة الثلج تتدحرج وتكبر بواسطة التجمعات النقابية وبعد ذلك من خلال الأحزاب التي تبنت دعم حقوق المرأة وكذلك الصحافة الداعمة واستمر الحال إلى اليوم . فحتى اليوم تناضل المرأة من أجل حقها في المساواة مع الرجل في مختلف شئون الحياة وتحقق الإنجازات المتراكمة دوما.
وتتفاوت أوضاع المرأة بين مجتمع وآخر فهي تنال حقوقا أكثر في المجتمعات المتقدمة عنها في المجتمعات المتخلفة .
وفي بلادنا لا زال امامها مشوار طويل مع ملاحظة أن مفهوم كلمتي مرأة ونساء اليوم قد تغير مضمونهما لتعني في نظر الغالبية الساحقة جميع النساء بما في ذلك نساء الطبقات الفقيرة . واليوم لا توجد الإماء والعبدات والجواري بالمعنى الطبقي للكلمة حيث تحررن مع تحرر المجتمع من الرق والإقطاع والتحرر من إرث العبودية والإقطاع في المجتمعات المتقدمة وبقاء العديد من مخلفات هذين العهدين في المجتمعات المتخلقة .