الطلاق والمرأة الاخرى !!



عبله عبدالرحمن
2017 / 3 / 8

احتل الاردن المرتبة الاولى عربيا من حيث ارتفاع معدلات الطلاق. وحسب مصدر قضائي فأن الفيسبوك سهل الخيانة الزوجية. كما ساعد على اضعاف الروابط بين افراد الاسرة الواحدة. وحسب المصدر القضائي نفسه فأن مفهوم الطلاق من الناحية الاجتماعية ونتيجة تغير نظرة المجتمع للمرأة المطلقة سهل على المرأة طلب الطلاق.
ذلك ملخص لما يجري في معظم البيوت اذ الخلافات تتسع وتتطور في اروقة المحاكم الشرعية والحل دوما هو انهاء ذلك العقد والشراكة والتي عادة ما يكون نتيجتها ضياع حقوق الاطفال. احدى السيدات وقضيتها معلقة من عام مضى في احدى المحاكم الشرعية من اجل النطق بالطلاق قالت ما يشبه الغرابة بأن العلاقة الحميمية بينها وبين زوجها منتهية قبل عامين من وصولهما للمحكمة.
اغلب النساء المتزوجات اصبح الشعور لديهن بأنهن قد فشلن في الوصول الى معنى التجذر في نفوس ازواجهن، وحياة اطفالهن لانهن على طول الدرب هن متوترات بما يشغلهن ويضعفهن عن مواصلة ترسيخ الاستقرار الذي كان سابقا عنوانا للأسرة. فتصبح الروابط الأسرية في مهب الريح مادام الاستقرار والسكن الروحي مهمة تشبه المستحيل ثمارها الصبر لحين الانفصال.
ما زلت اتذكر حرج تلك الزوجة والتي تحتل مكانة مرموقة في مجتمعها كيف لم تجرؤ على اعداد القهوة وتقديمها للزوج كما فعلت مع ضيوفها ولا حتى استثنائيا في تلك السهرة والتي كانت لمناسبة عائلية سعيدة لانها ببساطة هي وزوجها مشتركان لغاية الان فقط في توقيع العقد الذي جمعهما معا ذات يوم.
كثير من النساء المتزوجات يشعرن بأن حياتهن الزوجية الهانئة لن تتعدى مرور الكرام مع ازواجهن وبأن فترة رعاية اسرهن لاجل طويل مهمة تشبه المستحيل. تلك السيدة كادت ان تفقد صوابها حين عرفت بوجود امراة اخرى بحياة زوجها فأخذت تراقب هاتفه بجنون حتى انها سرقت كلمة المرور لحسابه على الفيس بوك واصبح هاتفها وبفضل زوجها لا يتوقف عن الرنين تراقب عن بعد كلمات الحب التي تذهب لغيرها. سيدة اخرى قامت بمواجهة زوجها بشكوكها بسلوكة بعد ان ضبطت حبوب منشطة بجيبه رغم بؤسها ان تلك المنشطات ليست من اجلها صدقت انكاره ولكن هذا لم يمنعها من فقدان الثقة به وبحياتهما معا.
انظر ببؤس لما يجري من خلافات زوجية تتصاعد ضجيجا او صمتا. ارى بوضوح اجيالا ضعيفة غير مبالية بحياتها وحياة من حولها. السؤال غير محرم عن الاسباب التي تدفع لحدوث الطلاق بهذا الشكل المهين للنفس الانسانية والتي تصل الى اركان الاسرة كلها بحيث يتوجب على اهل الاختصاص اعادة فتح كل الملفات من اجل اجراء الابحاث والدراسات فليس من الواجب ان نمر عن معلومة تؤكد ان حالات الطلاق تكاد تتساوى مع عدد حالات الزواج.
كما ليس من العدل ان نقول ان اسباب الطلاق سببها الرئيسي مواقع التواصل الاجتماعي ونقف! وليس من العدل ان نغض الطرف ونحن نقرّ بان النسبة الاكبر من الطلاق هن من القاصرات. هناك مشكلة وظاهرة ينبغي البحث فيها بشكل مسؤول وحقيقي عن سبب وجود المرأة الاخرى او الرجل الاخر.