حوار مع الكاتبة التقدمية والناشطة فؤادة العراقية وَ - المرأة الوطن- من - بؤرة ضوء- الحلقة الثانية



فاطمة الفلاحي
2017 / 3 / 9

حوار مع الكاتبة التقدمية والناشطة فؤادة العراقية وَ " المرأة الوطن" من " بؤرة ضوء" الحلقة الثانية

3.عمدت الى معالجة مشاكل المرأة والدفاع عن حقوقها المدنية والشخصية وتحررها من الأعراف والتقاليد ، وتقولين ماتودين قوله ، فما مدى الصعوبة التي تواجهينها في تحليل وتجريد القضية من سبغة التلعثم وتدلين برأيك الصريح ؟

الحياة عبارة عن صراع مستمر بين فئتين ,التنويريين والظلاميين, البعض من التنويريين فضّل الانزواء في زاوية ضيقة رغم وعيه ومعرفته ببعض الحقائق ,ربما لتعب أصابه أو لحالة يأس وإحباط عجز عن الخروج منها, ولكن البعض من هذه الفئة وهي العنصر الايجابي الفاعل لا يستطيع تذوق طعم الحياة بدون أن يواجه الظلام ويستنكر وجود أي فكرة لا يستطيع الاقتناع بها ومن ضمنها الأفكار الساكنة التي عششت بعقول الظلاميين فنجده متمتعا وسعيدا بالسباحة عكس التيار بل وستُكسبه السباحة قوة إضافية لمواجهة الحقيقة وبالتالي سيفهم كيف تكون الحقيقة أحلى من غيابها رغم ما تحمله من صدمات ومرارة لكنها ستكون صادمة فقط للضعفاء الذين يعانون من العجز في مواجهتها,فعندما تصل المرأة لقناعة كاملة بقضيتها وبكونها إنسان لا ينقصها شيئا عن الرجل سترفض وبشكل قاطع فكرة محدوديتها التي أوهموها بها وستعرف تماما مدى صغر وتفاهة الحُلم الذي رسموه وحدّدوه لها ( حُلم الأمومة وتكوين الأسرة )فعندما تدرك تفاهة الدور الذي حددوه لها ستُجبر على كشفها والمصارحة بها دون وجل.

* * * * *

4. تقول ألكسندرا دومونتوفتش : " إن البغاء هو ابن النظام الاقتصادي السائد وابن مؤسسة الملكية الخاصة. وما أن تلغى هذه المؤسسة، حتى تزول تجارة النساء من تلقاء نفسها." متى تقف المتاجرة بالنساء في العراق الجديد الديمقراطي ؟

بلا شك أن تشيئ النساء والمتاجرة بهنّ هو نتاج للنظام الرأسمالي الطبقي الأبوي والمرأة هي الخاسرة الوحيدة بهذه البلدان المسكونة بالخراب والفوضى وبلاء الفقر والجهل معا , وأود أن اطرح رأيي هنا بكل صراحة وأقول بأن القوانين لدينا وكل أنظمتها هي مبنيّة على أساس المتاجرة بالنساء وحتى مؤسسة الزواج وقوانين الأحوال الشخصية قد بُنيت على هذا الأساس ولكنها مُشرّعة وتُسجّل بأوراق ثبوتية ساهمت في سلب المرأة حقوقها فبعد التوقيع عليها تكون قد ساهمت في نسج خيوط العنكبوت التي ستلتف حولها وهو بمثابة تعهّد منها بالموافقة على جميع القيود التي نصّت عليها تلك القوانين ومن ثم تعجز عن الخلاص فتستسلم , فالمتاجرة بالنساء قائمة حتى بين الأزواج ولكنها متستّرة خلف المشرع والقانون.
ظرف العراق الحالي والذي تسبب في الفقر المزدوج , الفكري والمادي , أدى إلى الكبت وانعدام الحريات وإهمال الجانب المعرفي ومن ثم ازدياد عدد الأرامل وزواج القاصرات وبالتالي حالات الطلاق والتي هي بأعداد مهولة وكذلك الفقر وانعدام فرص العمل كل هذه الأسباب ساهمت في المتاجرة بالنساء ورجوع زمن السبايا وسوق النخاسة .
كل هذا يمكننا الخلاص منه ولكننا نحتاج إلى تغيير ثقافة مجتمعنا رجالا ونساء لكوننا لا نقدر على أن نُخلي مسؤولية الرجل من عملية المتاجرة بالنساء لكونه سيقابل البغي في شراء لذته منها فعليهم أن يفهموا بان المرأة ليست بشيء ,عندما تزول هذه المفاهيم السلبية التي حطّت من شان المرأة وأهانت كرامتها عندها سيتحرر مجتمعنا وستزول تلك المهنة تدريجيا .

ألتقيكم في الحلقة القادمة والسيدة فؤادة العراقية الناشطة في مجال المرأة في سؤالي ، . كيف السبيل الى منع الأسر المعنفة من التستر أو التغاضي عما يحدث فيها من تجاوزات حتى لا اخلاقية ؟ كونوا بالقرب وبخير وراحة بال يارفاق "المرأة الوطن"
______________________