المرأة في مجتمعاتنا .. بين الواقع والحلم



ماجدولين الرفاعي
2006 / 1 / 18

. نحن نحلم ياميشيل .؟
فازت المرشحة الاشتراكية ميشيل باشليت في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في شيلي كأول امرا ة تصل إلى منصب الرئاسة في أمريكا اللاتينية قد لايبدو الخبر هاما للبعض لكنه يعني الكثير بالنسبة للمرأة فميشيل أم لثلاثة أبناء من رجلين وهي مطلقة وتعيش بمفردها هذه الحقائق تعني أنها لم تتأثر بفشلها الأسري أو بابتعادها عن الرجل الذي يدعي الشرق أن المرأة لاتستطيع تحقيق أي نجاح إلا من خلال الرجل وفي ظله وإنها استطاعت السير قدما باتجاه حصاد النجاحات واحدا تلو الأخر فمن وزيرة دفاع إلى رئيسة
هذا مانريده إذ مازالت المرأة في مجتمعاتنا تحلم بالحدود الدنيا لإنسانيتها وحقوقها بالرغم من أن بعض هذه المجتمعات قد قطعت شوطاً لابأس به في مجال التعليم ..تعليم المرأة وبعضها شدد على إلزامية التعليم . سوريا – مثلاً .. إلا أن العملية لاتزال بين شد وجذب بين الدولة وشرائح كبيرة من المجتمع التي مازالت ترفض التخلي عن موروثها المبني على فكر منحرف عن السياق الطبيعي والسليم .. يعتبره مقدساً وهو في الحقيقة العلاقة له بأي بالمقدس .. إنما اصطنعته أنظمة استبدادية سوداء وربما أشد حلكة من اللون الأسود بحد ذاته. أنظمة حشرت مصالحها وظلمها وظلامها في المقدس على مدى قرون طويلة ليختفي الأساس السليم للمقدس فيصلنا مشوهاً ممسوخاً لاعلاقة له بالأصل . مكرسة ذكورية المجتمع وفق أسس مخالفة لأبسط مبادئ إنسانية الإنسان . مجتمع مازال يعيش أحلام أسواق النخاسة حيث كان الرجل يرتاد السوق يعاين البضاعة..يقلبها ..يتحسسها .ثم يخرج كيسه ويدفع .. والاختلاف في البالشراء.ر أن أسواق النخاسة قد انتقلت إلى البيوت.حيث يصل الراغب بالشراء ..يتفق مع الأب أو الأخ الأكبر يساوم يرتفع السعر حسب فراسة الأب ولحظه الرغبة في عيون الشاري.. ثم يقلبون الثمن إلى مفهوم المهر.. وتلك القابعة خلف الجدران في غرفة أخرى ..الرأي لها ولا دور .. تساق كالنعجة إلى المذبح والويل لها إن أظهرت اعتراضاً أو رفضاً.. التهم جاهزة .. والسكين أيضاً .
وسط كل ذلك .. تتطلع المرأة المتعلمة .. المثقفة.. خارج الحدود.. عبر الشاشة .. ترى كيف أن المرأة تخرج ..تنافس .. تبدع في شتى المجالات .. وهي هنا تتحسر ,, تشعر بأن لديها من الطاقات والوعي مايفوق تلك التي تراها عبر الشاشات .. لكن هناك يحترمونها .. يقدرون إمكاناتها .. لايفرقون بينها وبين الرجل .. لااضطهاد للجنس .. أما هنا فإنهم يحجمونها بكلمات مقززة.. لايجوز .. عيب .. كيف تكون المرأة متفوقة على الرجل . المرأة للبيت .. . للفراش . الله قال .. والله حقيقة لم يقل.. الأنبياء لم يقولوا.. هم قولوهم .. هناك من له مصلحة في تحيير الدين لصالح الرجل.
تشيلي مجتمعاً ودولة..ليسوا متطورين أكثر منا.. نحن نسبقهم بكثير .. لكنهم سبقونا بمفاهيم وتطبيقات الحرية والديمقراطية.. نجحت * ميشيل باشليت * من الدورة الأولى .الشعب نساء ورجالاً اختاروها رغم بعض التحفظ لأنها المرة الأولى.. ليست ناقصة عقل.. كما يقولون في بلادنا
معنى ذلك أن كل شعب تشيلي ناقص عقل.. فهل هو حقيقة كذلك .
مبروك ميشيل باشيت . لقد رفعتي معنوياتنا .. أنا وكل نساء بلادي.. نهنئك .. ولكننا نحسدك في الوقت عينه.. متى نرتقي مثلكم . سنرفع صورتك هنا على بعد آلاف الكيلومترات وبفواصل قارتان.. سنطالب . نقاوم . ولن نسكت بعد الآن . هذا هو الحلم .. نحن نحلم ياميشيل .