حوار مع الكاتبة التقدمية والناشطة فؤادة العراقية وَ - المرأة الوطن- من - بؤرة ضوء- الحلقة الرابعة



فاطمة الفلاحي
2017 / 3 / 18

حوار مع الكاتبة التقدمية والناشطة فؤادة العراقية وَ " المرأة الوطن" من " بؤرة ضوء" الحلقة الرابعة


8. إن وجود مؤسسات المجتمع المدني ساعد بعض المعنفات في التخلص من العنف الواقع عليهن ، لكن هناك من تقطعت السبل في الحصول على البرامج التي تقدمها تلك المؤسسات وخصوصا بما يتعلق ببرنامج الإرشاد الهاتفي القانوني والنفسي والاجتماعي .. فكيف السبيل لتقديم المساعدة لمثل ظروفهن في مجابهة العنف الأسري وحماية أطفالهن ؟
- اغلب المُعنفات محاصرات وشبه عاجزات من التمكّن للوصول لتلك المنظمات لانعدام الوسائل التي تُكفل لهنّ الوصول سواء كان المانع لديهنّ هو الخوف أو العزلة والحصار المفروض عليهنّ من قبل الرجال أو لأسباب أخرى, اعتقد هي مسؤولية المنظمات والناشطات في ضرورة التركيز على هذه النقطة والتحرك للوصول لهنّ وللإعلام هنا دور كبير بسرعة الوصول للمعنيين أو من خلال عمل جولات مُنظّمة تتحرى البيوت بطرق آمنة وترك أرقام الهواتف الخاصة ببرنامج الإرشاد لنشر الوعي بينهنّ في كيفية التعامل مع مشاكلهنّ والحد من العنف الواقع عليهنّ ولا ننسى بان الجانب الاقتصادي للمرأة يلعب دور كبير في صمت النساء وتحملهنّ وهذا مرتبط ارتباط وثيق بوضع البلد .
* * *

9. متى ستستطيع المرأة أن تلجأ إلى القانون ليحميها من العنف الواقع عليها دون خوف أو وجل ؟
- عندما يُسن قانون عادل يقف إلى جانبها وينصفها ويحترم كيانها كإنسانة من حقها الاختيار والرفض عندها ستستطيع اللجوء إليه ولكن لا قانون لدينا تلجأ له المرأة أو بالأحرى القوانين وقفت ضدها لتضطر المرأة في النهاية للرضوخ لها فكيف لها في أن تواجه قوة كهذه بمفردها؟

* * *

10. أحدهم يوما قال لي من خلال موضوع كتبته عن التمييز والعنف ضد المرأة (....) هذا نصه :" إن موضوع العنف غريب على مجتمعاتنا ، هو موضوع مشاع في المجتمعات الغربية ، والتكلم عنه طبيعي ، لأنهم قليلو القيّم فلا يهمهم علاقات بناتهم العاطفية، أما بالنسبة لنا العنف الاسري فهو لايشكل معنا أي ظاهرة وكذلك العنف ضد الزوجة ، فلا يجب التركيز عليه فلدينا الكثير من القضايا أهم بكثير من ضرب امرأة لتأديبها أو سبها أو معاقبة الخادمة ..
- في عُرفه ( كأنها شيء هلامي لم تحدد ماهيته أو هويته، وأنها وجدت فقط لرفاهيته وضمان راحته وتأمين متطلباته)، فقد فصلها عن وحدة المجتمع وأسقط حقها في كرامتها المهانة وفي أساسيات حياتها ، فإلى ماذا توعزين ذلك؟ .ما نظرة المجتمع للعنف الواقع عليها و الذي أسقط حقها كإنسانة منه ؟ وتأثير ذاك العنف على نفسية الطفل ؟
- لا غرابة من تفكير هؤلاء لكون مقاييسهم قد انقلبت أو هم نشئوا بمحيط بلور رؤيتهم على نمط مقلوب لتنعدم الرؤية لديهم أو تنقلب موازينهم وأعرافهم فهي لم تأتي من فراغ وما نظرته تلك والتي أباحت له ضرب المرأة والاستهانة بها هي منصوص ومُعترف بها بقوانيننا وقوانين اغلب البلدان العربية لكونها مرتبطة بجذورنا وصارت شيء طبيعي ليدفع الأبناء ثمن هذا الغباء وليورثوهم الكراهية والعنف لهم فيبدأ الأبناء بمن هم الأضعف ليسلطوا قهرهم على الحياة ولهذا السبب نسمع عن حالات عنف تتقزز أبداننا منها .

* * *
ألتقيكم في الحلقة القادمة والسيدة فؤادة العراقية الناشطة في مجال المرأة في سؤالي ، الطبقة العاملة ظهرت قبل أن تظهر الصحف ، ماذا لو أنشأت تلك الطبقة صحيفة .... ؟ كونوا بالقرب وبخير وراحة بال يارفاق "المرأة الوطن"