أينهنّ-؟!



ثائر زكي الزعزوع
2006 / 1 / 21

للمرة الأولى في تاريخ تشيلي تحلّ السيدة "ميشيل باشليه" كأول امرأة تصير رئيسة للجمهورية بانتخابات ديمقراطية، وفي ليبيريا التي عانى شعبها قمعاً لا مثيل له طيلة سنوات وعقود تصعد سيدة هي "إيلين جونسون سيرليف" أعلى السلم الحكومي لتصير رئيسة للجمهورية بانتخابات ديمقراطية أيضاً.
وكانت "أنجيلا ميركل" قد تبوّأت سدة المستشارية في ألمانيا الاتحادية بانتخابات ديمقراطية لا بلطجة فيها ولا رشىً ولا مخابرات ولا هم يحزنون.
في الانتخابات البرلمانية المصرية التي جرت قبل حوالي الشهرين نجحت أربع نساء بعضوية مجلس الشعب المصري وحسب الأخبار فإنهن نجحن بالتزكية، وفي انتخابات مجلس النواب العراقي لم تتصدر أيّاً من القوائم الكثيرة التي تنافست في الانتخابات سيدة تمثل "صوت العراق الجديد".
لن أقف طويلاً عند حلول ميركل مستشارة في ألمانيا الاتحادية لما لألمانيا من عراقة في مسيرتها الديمقراطية، على الرغم من أن ميركل هي أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ بسمارك وحتى يومنا هذا... لكن حسبي أن أنظر إلى تجربة ليبيريا شبيهتنا في مقارعة الاستعمار وفي "الفقر" و"الجهل" على الرغم من تفوقنا حضارياً على هذه الدولة الوليدة، ولكن ليبيريا بجماهيرها الحاشدة سارت غير مسيرة باتجاه صناديق الاقتراع لتنتخب أول امرأة رئيسة لجمهورية أفريقية، أمام مواجهة شرسة من نجم كرة القدم السابق جورج وياه الذي رشحته أغلب استطلاعات الرأي ليحرز الفوز بكرسي الرئاسة كما سبق له ونال من قبل الكرة الذهبية يوم كان لاعباً.
أسئلة كثيرة تتوافد في طريقها لتكون مادة لنقاش ربما يكون نقاشاً طويلاً... أولها: لماذا لم تزل النساء العربيات غير مقبلات على العمل السياسي كما ينبغي على الرغم من الكم الهائل من الشعارات الذي ترفعه المرأة العربية ومؤيدوها؟ وثانيها: أين المرأة العربية من العمل السياسي الفعلي أي لا أن تكون تتمة عدد في أية حكومة بل أن تكون العدد بذاته؟.
لم نسمع برئيسة حزب عربي، ولا بوزيرة خارجية عربية، أو وزيرة داخلية أو دفاع... بل تظل المرأة العربية محصورة في وزارات لا سيادية حسب التعبير السياسي، وزارة الشؤون أو العمل أو... وربما كانت سوريا في وقت ما استثناءً حين تعاقبت ثلاث سيدات على وزارة الثقافة، وحلّت بثينة شعبان وزيرةً في وزارة محدثة هي وزارة المغتربين، وبينما أقصيت النساء اللامحجبات العاملات في رئاسة الوزراء العراقية في حكومة السيد إبراهيم الجعفري المنتهية ولايتها، تبدو المرأة تنسحب شيئاً فشيئاً من المشهد...
تساؤلاتي هذه أتقدم بها مع توقّع حكومتين قد تتشكلان قريباً الحكومة الأولى هي الحكومة العراقية التي يبدو أنّ أمر رئاستها حسم لسيدٍ لا لسيدة، وتمّ طرح أسماء السادة لا السيدات الذين سيتولون الحقائب السيادية، وأمّا الحكومة الأخرى فهي حكومة قد تتشكل في سوريا بعد توقعات ونبوءات لم تحمل في طياتها أيضاً أي اسم لامرأة تكون بديلاً عن رجل... فلماذا؟!