حوار مع الكاتبة التقدمية والناشطة فؤادة العراقية وَ - المرأة الوطن- من - بؤرة ضوء- الحلقة السابعة والأخيرة



فاطمة الفلاحي
2017 / 3 / 30


15. السيدة فؤادة العراقية الإنسانة عن قرب
• هل المرأة أكثر حرصا من الرجل على حميمية العلاقة الأسرية ؟
مما لا شك فيه بان المرأة قد سبقت الرجل عاطفيا وفكريا واجتماعيا وهذا ما يتجلى بوضوح من خلال قصة الخلق وكيف سبقت حواء آدم في التفكير والمجازفة لتعرف المجهول والغير مقبول لعقلها .
كذلك يتجلى حرص المرأة , وان لم تكن أم أو زوجة ,يتجلى في كل بيت ندخله حيث نشعر بشعاع من الدفء يلفح وجوهنا وشعور بالأمان بالاستقرار النفسي للنظافة والترتيب واعتناء الزوجة بأبنائها وحمل همومهم والخ...

• هل غاب صوتك يوما في نقاش أسري ، فخلدت لنفسك تتمحصين ماهية الأمر ؟ ‏
لا أبالغ لو قلت بأن صوتي لم يغيب في النقاشات يوما وإن غاب فلن يكون السبب لتجميله ولتزويقه ولكن أتعمد هذا وأكون مضطرة للصمت دون أن اخلد لنفسي لأعرف السبب وذلك لعلمي المسبق بانعدام الجدوى من تلك النقاشات .

• هل تمنيت يوما التوقف عند مرحلة الطفولة أو المراهقة؟
جمال الطفولة يكمن بالبراءة والنقاء ولكن سرعان ما تذهب البراءة ويتلوث نقائها بسبب المحيطين من الكبار الذين كانوا بدورهم أطفالا انقياء وتم تلويثهم من قبل الكبار وهكذا ...
الطفولة بمثابة الأساس الذي يقوم عليه أي بناء ولها اثر بالغ الأهمية في حياة كل منّا ولو توقفنا للدقائق وحاولنا تجريد فكرنا من شوائب الحياة ورواسبها سنجد بأن أحمالا طائلة كانت جاثمة فوق صدورنا وتم رفع هذه الأحمال التي تكدست بمرور الأيام وأثقلت كواهلنا بها.
نادرا ما نتوقف ونتأمل الطفل الذي قبع داخلنا بعد أن تم قمعه ووأد براءته الطبيعية , ولعل البعض يغفل عن هذه الحقيقة , حقيقة حُصرت بمجتمعاتنا غالبا ,وهي تشويه الطبيعة الإنسانية منذ الطفولة ليتم قتل أي محاولة للإبداع وخلق الجديد فيكون النسيان مصيرا محتوما لتلك المرحلة المهمة من تاريخ الغالبية ومحاولة محوها من الذاكرة لما تحمله من قسوة وعنف علاوة على كثرة المشاغل وصعوبة الحياة .
أتذكر دوما طفولتي وكيف كنت اشعر بآلام لم أكن أدرك ماهيتها ,وشعور بالغبن لكنه شعور خفي كان يُشعرني بانعدام إحساسي بالعيش الكريم ,شعوري بالغبن كان يلاحقني أينما ذهبت , غبن على الصعيد العام والخاص يعتليه ضباب لم أكن اعرف سببه وبالرغم من ضبابية الموقف كنت لا أكف عن تأمل المواقف اللامعقولة لكني لم احظ على جواب سوى الألم الذي رافقني لقلة حيلتي أو قدرتي على البوح بها آنذاك ولكني أعود لتأملاتي تلك وتزداد آلامي معها , اسأل ولا أجد الجواب الشافي لتساؤلاتي ككل الأطفال , أجد الأطفال من حولي يستسلمون للقيود المفروضة عليهم فيعجزون عن تحمّل فكرة أن يكونوا مخالفين لآبائهم والمحيطين بهم وبدوري عجزت لكن عجزي لم يكن أمام التحمّل بل كان أمام الاستسلام , لتستمر آلامي والتساؤلات ولكن بمرور الزمن أدركت الجواب لبعضا من تساؤلاتي الغير منتهية ثم أخذت التساؤلات في التناسل لتنجب عنها تساؤلات أخرى وهكذا .. من يعوم ببحر المعرفة يجده غير منتهي , كبرتُ وأنا أرى غالبية النساء من حولي يتفاخرنّ في قدرتهنّ على التناسل والإنجاب وأنا كنت أتفاخر بتساؤلاتي الآخذة بالتناسل لتنجب منها تساؤلات أخرى .

شكرا للرفيقة الجميلة الروح والمتسامحة فؤادة العراقية .. انتظرونا في لقاء جديد مع الفيلسوفة الجزائرية (....) .