وصمة عارٍ على جبين الغرب قبل المملكة السعودية



يوسف حمك
2017 / 4 / 29

مصيبةُ ألمت بالمرأة ، وكارثةٌ إضافيةٌ حلت بها ، فأخذت تلطم حظها التعيس بانتزاع السعودية رئاسة لجنة حقوق المرأة – وفي أعظم هيئةٍ أمميةٍ ، وأعلاها شأناً بالنسبة لمصير البشرية جمعاء .
أية إهانةٍ لذات المرأة هذه ؟!
نكتةٌ سمجةٌ أن ترأس لجنة المدافعين عن حقوق المرأة و أنت العائق الفعلي لها .
وهزلٌ سخيفٌ أن تطالب بحقوقٍ وأنت أكثر الناس هضمتها ، و لك حصة الأسد في احتقار المرأة وإلحاق العار بوجودها ، والدعس على كرامتها .
أَذمة الأمم المتحدة رخيصةٌ لهذه الدرجة ؟! أم إن في أروقتها متجرٌ لبيع الذمم وشراء المناصب؟!
زيفٌ سياسيٌ لبائعي الضمائر ، ودجلٌ في المواقف كما كيلٌ بمكيالين للدول الغربية التي باعت ذممها بعد أن كانت تتبجح دفاعاً عن حقوق المرأة رياءً ومفاخرةً .
وي..... أًيُصدقُ أن تحصد المملكة سبعاً وأربعين صوتاً من أصل أربعةٍ وخمسينَ صوتاً وفي عقر دار أهم صرحٍ أمميٍ في العالم ؟!
أُحلمٌ هذا ، أم هي حقيقةٌ ؟! واعجبي ..... هل السعودية جمهوريةٌ ونظامها ديمقراطيٌ ، ومنحت المرأة كامل حقوقها ، وبعين العدل والمساواة تنظر للذكر والأنثى ؟!
وهل شطبت على دستورها ، واستبدلت تشريعاتها بنصوصٍ جديدةٍ فأعادت للمرأة اعتبارها الإنساني ابتداءً من منحها رخصة سياقة السيارات ، ورفع اللحاف السميك عن وجهها ، مروراً بقبول شهادتها في المحاكم أسوةً بالرجال , وإعادة حصتها المفقودة كأخيها من الميراث ، و انتهاءً بإعادة النظر في قدراتها العقلية على أنها ( كاملة عقلٍ ودين ) ؟! .
حكمةٌ تلح احتجاجاً : ( حاميها حراميها ) ، ومثل يطفو فوق السطح : ( وهل يشفي العليلُ العليلَ ).
لا يدهشني أن يتخلى العالم كله عن المرأة ، ويدير المدافعون عنها ظهورهم . فصانعوا القرار ذكورٌ نهلوا جميعاً أفكارهم من الثقافة الدينية الذكورية .
لكن أشد ما يحيرني موقف المرأة ذاتها ، كيف لا تخرج إلى الناس – لا لتطالب بحقوقها المنزوعة وحسب – بل لتحتج على عدم مصداقية الأمم المتحدة و اقترافها جريمة منح السعودية ترؤس لجنة حقوق المرأة ! .
أرضيت المرأة من أن تمثلها السعودية ؟! ، واعتبرت أن قضيتها أصبحت في أيدٍ أمينةٍ ، وحقوقها باتت في عهدة ذمةٍ نزيهةٍ ؟! أم قررت الاعتكاف في مخبئها والنكوص ، واختارت الخنوع ، فرفعت الراية البيضاء ، وسكتت ( على اعتبار أن السكوت من علامة الرضا ) ؟!