بنات العصابات



ميسون البياتي
2017 / 5 / 1

في العام 1985 صدر ملصق جداري صادم يحتوي 3 ألوان فقط هي الأسود والأبيض والأصفر يحمل صورة ظهر إمرأة عاريه ممدده على سرير وهي ترتدي على رأسها رأس غوريلا وكتب في هذا الملصق (( هل يجب على المرأه أن تكون عاريه لتذهب متحف الميتروبوليتان ؟ أقل من 5% من الأعمال المعروضه في قطاعات الفنون الحديثه هي من إنتاج النساء ولكن 85 % من المعروضات الفنيه هي لنساء عاريات )) التوقيع : بنات العصابات

بنات العصابات حركه نسويه فنيه احتجاجيه على ضيق عقل المجتمع الذكوري التفكير الذي لم يزل الى حد اليوم ينظر الى المرأه كسلعه جنسيه ولا يتعدى تفكيره أبعد من ذلك في النظر إليها أو معاملتها أو تقييمها كإنسان بعيداً عن كل غرض جنسي

تشكلت الحركه عام 1985 في نيويورك , قامت بتأسيسها 7 من النسوه الفنانات لمناهضة التطرف في النظر الى جنس المرأه , والتطرف في اللامساواة في التعامل معها ككائن بشري من خلال طرح صورها في اللوحات والأفلام والأغاني لا بإعتبارها ( إنسان ) ولكن بإعتبارها أداة للمتعه والترفيه والتسريه عن الرجل , ومتى رفضت هي هذا الدور فإنها تطرد خارج قفص الإنسانيه , ومن هنا جاء إصرار منتسبات الحركه على إرتداء رؤوس الغوريلا والذي يعني ضمناً أنهن رافضات لهذا الدور ومطرودات خارج القفص

حين بدأت الحركه بالتمدد والإتساع أصبح لها 17 فرع حول العالم وبدأت تنشر البوسترات وتقيم المؤتمرات وتقود الإحتجاجات وسط البلد في مانهاتن وسوهو وإيست فيليج

بعد فترة وجيزة وسعت المجموعة تركيزها لتشمل العنصرية في عالم الفن ، وجذبت إليها فنانين يؤمنون بنفس أفكارها اتخذوا مشاريعهم خارج نيويورك ، مما مكنهم من التصدي للتحيز الجنسي والعنصرية على الصعيدين الوطني والدولي . وعلى الرغم من أن العالم الفني ظل محور تركيز المجموعة إلا أن أجندة عملهم تضمنت التحيز الجنسي والعنصرية في الأفلام ، والثقافة الشعبية ، والسياسة

تمثل ( التوكينيه ) مصدر قلق كبير لبنات الغوريلا فالتوكينيه هي بذل جهود ( رمزيه ) وليست حقيقيه من قبل المجتمع من أجل خرق الحركات الفاعله بجديه من أجل تحريف الأتهامات التي توجهها ( الحركات الفاعله بجديه ) الى مجتمعاتها بالتمييز العنصري والجنسي وغير ذلك , لأن المجتمعات تريد أن تبقى على حالها ولاترغب الإنصياع الى توجيهات الحركات الفاعله بجديه

أول إجتماعات الحركه ركزت على عقد لقاءات مع الفنانين لمحاولة إقناعهم بتبني نظرة إيجابيه إتجاه الجنس النسوي وتشجيعهم على ( تجسير ) الهوه الفاصله بين الجنسين وكل ما ينتج عنها من أفكار أو صور أو تعابير

في مقابلات صحفيه عديده تم سؤال بنات العصابات عن سبب إرتدائهن للأقنعه , فكان ردهن بأنهن كن بنات عصابات قبل أن يصبحن بنات غوريلا وأن الصحافه ومنذ البداية كانت تريد صور دعائية لمنتسبات الحركه في حين المنتسبات بحاجة إلى تمويه
وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز أكدن على أقنعتهن بالقول : يحمي الدستور حرية التعبير المجهولة وستفاجأ بما يأتي من فمك عند ارتداء قناع

على الرغم من أن الفن الاحتجاجي لبنات العصابات موجه إلى عالم الفن وما زال عملهن الأكثر شهرة لكن الجماعة استهدفت طوال فترة وجودها السياسيين أيضاً وخاصة الجمهوريين المحافظين وشملت تلك الانتقادات جورج بوش ، نيوت غينغريتش ، ومؤخرا ميشيل باخمان
في عام 1991 دعت بنات العصابات إلى العمل مع النساء المشردات لنشر أكبر عدد ممكن من الملصقات رداً على جورج بوش الأب وعلى التشرد في الولايات الأمريكيه وإشراك الجنود الأمريكان في أول حرب أمريكيه في الخليج
وفي الفترة بين عامي 1992 _ 1994 عالجت ملصقات بنات العصابات الانتخابات الرئاسية لعام 1992 والحقوق الإنجابية وحقوق المثليين والمثليات
وخلال انتخابات عام 2012 عرضوا إعلان ميشيل باخمان عن خطتها لحظر الزواج من نفس الجنس على لوحة بجوار ملعب لكرة القدم
أما ملصقات عام 2013 فناقشت نظام الإنذار من الإرهاب الداخلي وحملة حاكم ولاية كاليفورنيا أرنولد شوارزنجر

https://www.youtube.com/watch?v=FxBQB2fUl_g