(( المرأة والثقافة المضادة ))



حسين عجمية
2006 / 2 / 1

المرأَة شرٌ كلّها ....! ثقافة متمسكة بوجودها ألذكوري, غايتها إبراز الجوانب المتعارضة مع وضعيتها , مدركة لطاقة الاتهام المعادية لكينونة كائن يتعارض معها , ملتفة ومهملة للجانب الهام من الحقيقة لتكامل البناء الحي , قائمة على الجوانب التي لا يمكن تحويلها إلى نظام متوافق مع الذكورة نفسها , فتخرج المفاهيم مواقف مضادة تدرك مدى أبعاد الهجوم على الجانب الأنثوي في مسار الكينونة الحية ليتم الخلط بين طبيعة الثقافة وطبيعة الحياة لأن المسار لم يكتمل بين الطبيعتين فالتخلف الجاري على بنية الثقافة البشرية يقو لب محتواها وفق بناء محدد لطبيعة الوعي المنتشر بوضوح صارخ في مهمة الهجوم العلني على كائن بشري لا يمكن توجيه طبيعته بالاتجاه القابل للبرمجة والتحكم به في كل لحظة وفق الإرادة الذكريّة, ومن المؤسف كائنٌ قد يعادي طبيعته من أجل هذه الإرادة , والمحصلة النهائية رفض المحتوى الكلي لهذه الطبيعة , فكل امرأة في هذا الوجود يجب أن تدور على كل رجل فيه لتستلم منه مطالبه الذكورية وعند وصولها إلى الرجل الأخير تتلقى العقوبة المناسبة منه نظراً لما قامت به من عمل إنساني كوني.
كل إمرأه في العالم تجد نفسها في حيرة من وجودها على قواعد الاتهام المتوارث بأساليب متنوعة مبطنة بالاحتيال أحياناً
ليبقى الضياع جارياً في نظامها العقلي وفي طريقة تعاطيها مع الثقافة لأن كمية الأفكار في نظام الأقوال الموجهة إليها بالذات اكتسبت طابعاً عاماً وتحولت إلى نهج في طبيعة الحياة البشرية , بالرغم من التفاوت الكبير في التعاطي ألتعاملي مع النساء في العالم , تبقى الفجوة قائمة ولم تحل المسألة النسوية بعد بما يتوافق مع الطبيعة الحقيقية لوجودها.
من يتجرد من إرثه الثقافي يرى بوضوح مدى الحقن الجاري في بنيته عن الطبيعة العدائية القادرة على إحداث الإرباك لأي نهج واضح المعالم ويتسم بالوعي مع علاقته بالجانب الأنثوي البشري لأن الجانب الأنثوي المحدد كطبيعة تمّ تشويهها وبشكل كلي يرفض من تلقاء ذاته أي علاقة قائمة على المساواة , فالمرأة مشحونة بطاقة فكرية معادية لوجودها ومستسلمة لقدرية الوجود الذي وجّه ونسّق كافة الأفكار وأنواع السلوك المرتبطة بها ككائن من المفروض إدراك جانبه التمثيلي في الحضارة الإنسانية .
لأن الفكر الخارج عن الطبيعة الأنثوية بعيد عن الجانب الانفعالي ولا يدخل في متاهات العراك وأساليب الإنتقام لأنه وعي مؤسس على قبول الأخر بتجرد عن طبيعة الغطرسة الملازمة لبنية الذكورة , فلو تركنا المرأة تقيّم الرجل بحرية تامة لايمكن أن تصل إلى اتهامه بأنه محور الشر الوحيد لأنها تدرك مدى الأهمية الإنسانية من وجوده إلى جانبها لإعطاء الحياة صيغتها التكاملية , فالمرأة غير قادرة على التلاعب العنيف المؤدي إلى الاستهتار بقيم التواصل بين الجنسين , والثقافة الصادرة عن الطبيعة الأنثوية لا يمكن أن تصل إلى اتهامات قاطعة وحدية لحدود تغييب ثقافة الذكور من الوجود .
فالمرأة تفهم المفاهيم وتتعامل مع المعلوم والمجهول وفق حاجتها الإنسانية إليهما لأنها تحتضن الطفولة بتجرد عن طبيعتها الجنسية وتعمل بكل ما لديها من طاقات ومهام لتؤمن حق الحياة للجميع , فهل هناك من مبرر لاتهامها بنعوت لاتتفق مع طبيعتها الإنسانية.