دعوة لشرب الخمر



ماجدة منصور
2017 / 7 / 10

دعونا نثمل بالخمر
وحساب ربكم عندي أنا.
لم لا نُنشى يوما لنحتسي الخمر!! أنا جادة في دعوتي.
حررني النبيذ المعتق من كل مخاوفي و ظلال ألمي..ألمي الكبير الذي لا أستطيع إحتماله...إلا بكأس نبيذ باريسي عتيق.
لنتخاصم كسكارى محترمون.
اليوم دلفت الى قبو منزلي حيث تقبع خموري تحت الأرض.
أخترعت أرقى زجاجة نبيذ ..تجاوز عمرها 45 سنة ..بقليل.
في تلك الزجاجة الربانية..يقبع إله سبينوزا.
زجاجة النبيذ...عمرها من عمري...فاليوم هو عيد ميلادي.
وسأحتفل بعيد ميلادي،،و لأول مرة،،لوحدي.
ليس بي رغبة بدعوة أحد سواكم.
سوف اشرب الخمر في ليلتي هذه..الى أن أتوقف عن الكلام.
خذوها نصيحة شريرة مني...إشربوا الخمر فهذه ليلتي...فأنتم لن تكتشفوا الله،،مالم تتعطل حواسكم الخمس عن عملها.
لندع الخمر دليلنا إلى الإبداع...أو لتكن دليلنا كي نتقيأ كل ضعفنا و حزننا و ألمنا...أو لربما ستدعنا الخمر نتقيأ كل سفالتنا و نذالتنا .
اليوم سأحتفل بعيد ميلادي..لوحدي.ز.. لأني لا أستطيع أن أكتشف من أنا..إلًا حين أكون وحدي بمواجهة مع نفسي.
أنا نرجسية أصيلة أيتها السيدات و السادة... و طالما نادتني أختي الصغرى بإسم (نرجس).
روحي الحيوانية..الوحشية..تدعوكم كي تثملوا بالخمر...ألم يغرينا الله بجنة تجري من تحتها أنهار الخمور؟؟
لنشرب من خمر الدنيا...لأن هذا ما أرجوه في جنة الله.
أنا الآن على ضفاف (يارا ريفر) و بيدي زجاجة الخمر...و أمشي حافية تحت ضوء القمر برفقة حاسوبي...حاسوبي اللعين الذي سيحاسبني على كل أخطائي و هفواتي الصغيرة.
لنكن شرفاء ..ونشرب الخمرة...فأنا أريد الغرق في كينونتي...لعل و عسى أن أحصل على التوبة.
منذ لحظة فقط...مرً بي رجل ثمل و نظر إلي ثم قال: إنك يا سيدتي...تشعين طقوسا.
قال قوله هذا...و مضى الى حيث لا أدري.
أحس أنه بداخلي...وجودا آخر...لا أدري كنهه...ربما يكون هذا الوجود الآخر هو الله...أو لربما كان قريني من الجن!!! حقا أنا لا أدري.
ها أنا الآن...أُحس بأنني كثريا من الكريستال المهوغني....سهلة الكسر.
تبا لي ...فأنا قد إبتدأت بقضم أظافري الآن.
حولت نظري إلى النهر...فرأيت ظللي.
قال لي ظللي:أنت من سيكون في قلب الشمس و ضمير الله.
فجأة قفز خوفي القديم...وقال لي ...لا تخافي بعد الآن...فأنتِ ممتلئة بالله.
إبتدأت بالرقص على موسيقى صوفية...ها أنا أدور...طالما الأرض تدور.
لندور معا...كي نكتشف سر الدوران...فعبق الوردة النادرة...يحيا في الشوك.
سأمسك بقريني قريبا...و أضربه كوتر يسمعني اشجى الألحان.
أهو قريني!!! أم هو ظللي؟؟
حقا إني لا أدري.
ساقول لكم سري ايتها السيدات و السادة.
إني الآن...و الآن فقط....قادرة على الرحيل.
هنا أقف..ومن هناك أمشي...و لا أدري إذا كان للحديث بقية.