الدور المهم لتعليم البنات في المزرعة الشرقية



محمود الشيخ
2017 / 8 / 15

هل لإرتفاع نسبة التعليم بين الفتيات في بلدة المزرعة الشرقيه تأثير في ارتقاء وعيها ومكانتها المجتمعيه
بقلم : محمود الشيخ
اثبتت الأبحاث والدراسات ان درجة الذكاء عند المرأه هي الأعلى من درجة الذكاء عند الذكور،كما وتثبت ان درجة اهتمام المرأه هي الأعلى،ليس تحيزا اقول ذلك بل ان علماء الإجتماع في دراساتهم وابحاثهم يؤكدون ان المرأه هي التى تواجه الأمور بصلابة وقوة وعناد اكثر من الرجل،وان الصورة المأخوذة عن الرجل بأنه الأذكى والأصلب والأكثر اهتماما هي صورة غير صحيحه وغير دقيقه،صحيح ان الرجل هو من يواجه اعباء الحياة خاصه في العالم العربي،الا ان اعباء الحياة في الغرب يتقاسمها الرجل والمرأة معا بخلاف واقعنا نحن الشرقيين.
ما سقناه كان الهدف منه الوصول الى الأسباب الحقيقية التى تجعل مدارس الإناث في بلدتي المزرعة الشرقيه وربما في البلاد تتفوق على مدارس الذكور وتحصل على نتائج ممتازه في امتحانات الثانوية العامة افضل بكثير مما يحصل عليه الطلاب،من علامات متدنيه ونسبة نجاح اقل مما حصلن عليه البنات،فقد حصلت مدرسة الشيخه فاطمه للبنات على نسبة نجاح 100% بينما حصلت مدرسة الشيخ محمد بن راشد على نسبة اقل بكثير اي كان فيها رسوبا خلت منه مدرسة الإناث،وليس هذا فحسب بل ان البنات من اصل (28) طالبه حصلت (6) منهن على معدلات زادت عن ال 90% بينما حصلت (8 ) طالبات على معدلات زادت عن ال (80% ) اي ان (14 ) بنت متفوقات من اصل (28 ) والباقي بين ال 60% و ال 80% علامه.
يضاف الى ذلك ان (6) طالبات تخصص علمي يدرسن في مدرسة سلواد تفوقن في ترتيبهن وبمعدلات زادت عن الى (90 %) هنا لا بد من طرح سؤال هام للنقاش ما السبب الذى يجعل الفتيات في مدارس المزرعة الشرقيه ومدارس اخرى في البلاد يتفوقن في معدلاتهن وبنسبة نجاح 100% في حين لم تتوفر لهن الحرية المتوفره للشباب ولا حتى اعتقد المصاريف المتوفره للشباب ولا الظروف المتوفره للشباب،اليوم وفي حفل تخريج الناجحين في التوجيهي وخريجي الجامعات تفوقن البنات على الشباب من حيث العدد فقد بلغ عدد الخريجات (68) بينما عدد الخريجين (12) لذا تستحق هذه الظاهر ان جاز تسميتها ظاهره الدراسه والوقوف عندها لمعرفة .
هل الهيئات التدريسيه في كلا المدرستين مسؤولتان عن واقع التعليم وعن تدني او ارتفاع نسبة النجاح والتفوق ام ان البيوت والأهالي ام غياب القانون الذى خلق حالة من الفلتان الأمني متمثل في اشياء كثيره منها ( السيارات المشطوبه والمسروقه) ام في انشغال الذكور في التكنولوجيا ( الفيس بوك ) ( والبلي ستيشن ) اطول فتره ممكنه تلهيهم عن الدراسه في بحثهم عما يرضيهم ويشبع رغباتهم ،ام لم يعد للأب سلطة على اولاده كما كانت من قبل فغابت هيبة الأباء بعد انقلاب القيم والمفاهيم الإجتماعيه،وتراجعت لغة الإحترام بين المعلم والطالب ،وليس هذا فحسب بل ان الهجرة الى امريكا التى تميز البلد عن غيرها من البلدات لعبت دورا في اهمال الذكور لأن مستقبلهم امريكا وليس العلم وبذلك التغت فكرة ( بالتعليم نرتقي ) بين صفوفهم وانتقلت الفكره الى الطالبات لتصبح مبدأ حياة ،بينما الذكور اصبح همهم الإغتراب وجمع الثروه ولذلك لم يعد التعليم ذا قيمه لدى هؤلاء،وهل السهر حتى ساعات متأخرة من الليل يقضي على اي اهتمام ويقضي على اي وقت قد يغطي مساحة كبيرة من القراءة والمطالعه،وهنا لابد من تسجيل حقيقه تؤكد ابحاث الأمم المتحده ان معدل قراءة العربي في السنه فقط (6) دقائق في السنه، بينما يقول جمال بن حويرب ضمن أعمال اليوم الثاني لقمة المعرفة 2016 التي ناقشت نتائج مؤشر القراءة العربي، الذي أظهر أن متوسط عدد ساعات القراءة سنوياً لدى الإنسان العربي يصل إلى 35 ساعة ـ أن الاستبيان الذي تم الاستناد إليه في وضع مؤشر القراءة العربي شاركت فيه عينة بلغ عددها 148 ألفاً مثلوا 22 دولة،
وهنا لا بد من معرفة دور القراءة في تعزيز الثقافة المجتمعية، وحماية مضامين الهوية الوطنية، ودورها في التمكين من اللغة، ودورها في تكوين شخصية الطفل العربي،وبناء جيل يقرأ يتطلب توفير بيئات حاضنة وداعمة لممارسة القراءة والكتابة، مما يؤكد ان الأسرة تتحمل العبء الأكبر في صياغة رغبات وتوجهات الطفل، وتلعب المدرسة والأسرة التربوية التعليمية دوراً كبيراً في بناء شخصية الطفل بأهمية القراءة.
بينما تكشف بعض الإحصاءات… ( أن الأوروبي يقرأ بمعدل 35 كتاباً في السنة، والإسرائيلي 40 كتاباً في السنة، أما العربي فإنّ كل 80 شخصاً يقرؤون كتاباً واحداً في السنة. وطبعا هذا متوسط الإحصاءات..إذاً، لكي يتم قراءة 35 كتاباً باللغة العربية، فإننا نحتاج (2800 عربي) ولكي يتم قراءة 40 كتاباً، فإننا نحتاج إلى (3200 عربي)
الحصيلة:
ثقافة أوروبي واحد = ثقافة 2800 عربي
الأرقام التي تصدر عن دور النشر تشير إلى واقع أسوأ من ذلك بكثير.
و في إحصائية اليونسكو يتضح الاتي
الدول العربية أنتجت 6.500 كتاب عام 1991
أمريكا الشمالية أنتجت 102.000 كتاب
أمريكا اللاتينية والكاريبي أنتجت 42.000 كتاب ) كل ما سبق بين قوسين منقول عن نحن والقراءه
ما تقدم يثبت ان هذه الظاهره في كل الوطن العربي وليس في بلدة او قطر،فلا غرابة اذن ان تكون نسبة النجاح
متدنيه لأن درجة الإهتمام متدنيه ايضا ،كما وان هناك سؤال اكتر اهميه اذ ان هناك اكتر من (200) فتاة حصلن على درجة ال ( P A ) الجامعيه فمنذ عام 2006 جرى تقدم كبير على عدد الفتيات الدارسات في الجامعات وخاصه جامعة بيرزيت، وزاد اهتمام الأهالي في تعليم بناتهم ،السؤال الملح ما هو تأثير ارتفاع نسبة التعليم الجامعي بين الفتيات على مكانة المرأة ودورها في بلدة المزرعة الشرقيه،هل تخلصت مثلا من وهم ان السفر الى امريكا هو هاجسها وهدفها كما هو هاجس الشباب اللذين يرغبون في نحت مستقبل لهم يخلو من المديونية ومن التعب الجسدي وتوفر فرص عمل كثيرة غير متوفره في مجتمعنا،وهل وصلت الفتاه المتعلمه الى ان مسؤولية البيت هي مسؤولية مشتركه وليست مسؤولية الرجل،وهل ادركت ان مصاريف الزواج العاليه هي عبىء عليهما معا وليس على الرجل وحده،وهل ادركت ان دورها في المجتمع لا يقل عن دور الرجل،وهل تدرك ان الإرتقاء الإجتماعي وفي كافة جوانب الحياة يعتمد عليها وعلى رقي مفاهيمها،ومدى ارتقاء وعيها.
يلاحظ ان للفتيات اليوم دورا في نادي شباب البلد فمثلا قمن ومن خلال مجموعة ( ضحك البيدر ) بنشاط لثلاث ليالي رمضانيه وكذلك الشباب الجامعي قاموا بنشاط مسحي لشوارع البلد وطلائها هذه امثله تدل على ان للتعليم دور في تقدم دور الفتيات وكذلك الشباب.
المهم هناك اسئلة كثيرة تطرح في هذين المجالين واعتقد على الهيئات التدريسية في البلد وكذلك المؤسسات البلديه والنادي والجمعية الخيريه ان يعقدوا مؤتمرا وبحضور التربية والتعليم وبعض المثفقفين من ابناء البلد ومن المغتربين كذلك لمناقشة الأسباب الحقيقيه التى تؤدي الى فشل الذكور ونجاح الإناث وهي مسؤولية مشتركه مع مجالس الأباء ان وجدت،لمقاومة الأسباب التى يتعثر بها الشباب وتؤدي الى فشلهم ومن ثم انضمامهم الى سوق العمل الى البطاله وليس الى الجامعات
أعجبنيعرض مزيد من التفاعلاتتعليق