المراة في الملاحم ودورها المشرف



صباح فتحي
2006 / 2 / 12

الاسطورة ليست بالسذاجة التي تبدو عليها في نظر القارئ العادي
الرموز الاسطورية التي استخدمها الانسان القديم ليست سوى وسيلة ايصال لدور المراة
الاسطورة لغة متميزة تحاول من خلال مفرداتها ايصال حقائق معينة
اذا اخذنا العملية التطورية البطيئة التصاعدية التي سار بها عقل الانسان منذ الازمان فهي كالتالي
لم تكن افكار السومريين عن الخلق والتكوين افكار بدائية بل افكار ناضجة حسب ما اتاحت افكار ومعارف تلك الفترة
اثبت السومريون والبابليون مقدرة فائقة على الملاحظة الذكية والربط واستخلاص النتائج وهكذا جاء التسلسل الكوني
اعتبرت الاسطورة المراة هي المياه الاولى والمحيط انها المياه العذبة البدئية تبدأ في التناسل وتنجب اعداد كبيرة من الالهة التي تتناسل بدورها
لتدوم الحيات المراة هي الاساس والغطاء والتاريخ يبدأ من المراة ومن سومر
تقول الاسطورة في البدء
كانت الالهة نمو ولا احد معها وهي المياه الاولى التي انبثق عنها كل شيئ
انجبت نمو ولداً وبنتاً الاول ان اله السماء المذكر والثانية كي الهة الارض المؤنثة
وهكذا تستحل المراة الدور الاول في التاريخ الانساني هذا ما توحي به الاساطير
كم الفرق شاسع الان بين المراحل البائية والحالية
الان نرى المراة مظطهدة في قانون العمل وضمن اطار الاسرة ..داخل البيت ويطاق عليهن ربات البيوت
عملها ضمن البيت غير منظور وغير مأجور وغير معترف به ....ضمن اعمال الانتاج في المجتمع ولا نطلق على المراة العاملة في البيت اسم المراة العاملة
مع ان عملها في البيت انتاجي 100100
وهو بغير مقاييس اقتصادية مع انه يبدأ اول النهار وينتهي في اخره وبمقياس العمل يزيد عن اي معدل لاي عمل خارج البيت
هذا سلب انتاجية المراة وسلب لانسانيتها ....وسلب لحقوقها الاقتصادية
لقد ذعر المجتمع الانساني من قوة المراة الصاعدة التي فرضت شروطاًجديدة في المجتمعات المتطورة
فرضت شروطاًجديدة للعمل ....في البيت وتطالب باجر من دولها عن عمل البيت والانجاب وتربية الاولاد والرضاعة وحاولت النساء ان تثور ضد
هذه الوظائف ورفضت الزواج والانجاب وسعت الى منع الحمل استعادة لحقوقها
الاشتراكية حاولت تحرير المراة الا انها ظلمتها اكثر حيث باتت المراة تقوم بدورين خارج وداخل البيت مما سببلها الارهاق النفسي والجسدي

اما في مجتمعاتنا العربية فلا زالت المراة مسخرة مجاناًودون اي اعتراف لمجهودها الا من قبل ازواجهن واولادهن
ما الذي عطل المراة عن الحصول لحقوقهن
اكيد لانهن لم يكن يوماًمجموعة قوية مسيسة متماسكة عليها ان تشكل حزباً تنخرط فيه كل نساء العالم ولا خوف من احزابهن
حتى تفرض شروطها الضاغطة الاجتماعية والسياسية وبهذا لا يمكن لاي مجموعة ان تنال من حقوقهن عليها ان ترسم لحياتها
خريطة سياسية جديدة لقوة عملها وانا معهن