ظاهرة التحرش بين صمت القانون وشرع اليد!



محمد مسافير
2017 / 9 / 12

هي سيدة متزوجة، لها أربعة أبناء، تشتغل منظفة بإحدى الشركات، وكانت تتعرض بشكل مستمر للتحرش من طرف أحد سكان الحي الذي تقطنه، كان تحرشه مستفزا للغاية، لا يعدل عنه ولو كانت رفقة أحد أبنائها، فاضطرت غير ملومة إلى رفع شكوى ضده لدى أجهزة (الأمن).
استقبلوها بنفور وغطرفة ظاهرين، قبل أن يصدمها أحدهم بالسؤال:
- هل ترك في جسدك أي علامة دالة على الضرب أو الجرح أو أي تعنيف؟
- لا.. لكنه يلفظ كلمات قذرة كل مرة أغادر فيها البيت، تخيل، أصبحت أخشى مبارحة البيت، يهزأ بي أمام الملأ...
فجأة قاطعها:
- كفى كفى، ليس لنا وقت لسماع مثل هذه الشكايات، هناك قضايا أهم، شكايتك ليست ضمن اختصاصاتنا، القانون لا يجرم التحرش، ولو جرمه لاكتظت مكاتبنا أكثر من حالها الآن، نحمد الله على كل حال !
غادرتهم والأسى يجثم على صدرها بقوة، من سينصرها بعد أن خانها (الأمن) الذي توسمت منه الأمان، يفيض ذهنها بالوساوس، تقتحمها فجأة صورة ذاك المتربص، ترتعد شفتاها من الهلع والاشمئزاز..
قررت أخيرا حسم الموضوع نهائيا، اعترض سبيلها ذاك اليوم وهي تعود للبيت من المخفر، أرسلت نحو وجهه حجرة حادة حطمت به أنفه، ويا ليتها اكتفت بتحطيم الأنف، فقد أزهقت روحه في الحال..
صديقتنا هذه، حكمت عليها المحكمة بما لا أدري من السنوات، عقوبة نافذة في حقها، يجب أن تعاقب حسب منطوق القانون، لأنها مجرمة قتلت، لكن درء الجريمة في هذه الحالة، معلق إلى حين إزهاق أرواح أخرى، وإلى حين عودة الروح إلى الضمير!