مراهقة تستغيث!



محمد مسافير
2017 / 9 / 27

تكره أخاها بشدة، هي مراهقة في الثالثة إعدادي، مجدة في دراستها، تحقق دوما النتائج الأعلى في المؤسسة، إلا أنها تكره أخاها كرها دفينا لم تصارح به أحد، أخبرتني بذلك وهي تذرف الدموع مدرارا...
قالت لي: إن نتائجه ضعيفة، ولا يتقن أي شيء، ورغم ذلك، يحظى بمعاملة خاصة، يخرج متى أراد، لا يعود إلا في وقت متأخر، يذهب مع أصدقائه في خرجات ترفيهية حيثما شاء، يعطيه والدي من النقود ما يكفي، وإن تناقشت وإياه في أمر انتصروا له، فقط لأنه ذكر، هكذا يقولون بصريح العبارة، إنه رجل، رغم أنه يصغرني بعامين، إلا أني ملزمة بطاعته كل حين، بالإضافة إلى أني محرومة من الخرجات، إني لا أحفظ حتى شوارع مدينتي، يحرصون دوما على بقائي في البيت، وويح لي إن حدثت غريبا ذكرا، أحس بالقذارة تحيط بي من كل جانب، فكرت في الفرار ألف مرة، ألتمس منك العون، وكلي آذان صاغية... ما أنا فاعلة؟؟
أريد أن أصبغ شعري، أن أقص حاجباي، أريد أن أستمع إلى الموسيقى، وأمي تمنعني من كل هذا، تخيل.. حتى صوري تمنعني من تعليقها، تقول لي إنها تجلب الجن، قريناتي كلهن يفعلن ما يحلوا لهن، ينصتن للموسيقى، يزينَّ غرفهن بصورهن وصور المشاهير، دون أن يمسهن إنس ولا جان، يصبغن شعرهن، بل إن أمهاتهن من يحرصن على ذلك، يطلقن سراح شعرهن كي يعبث به الريح، إني أحسدهن كثيرا... كثيرا ما يأتي الأولاد ليتحدثوا معي في الإعدادية التي أدرس بها، لكني أصدهم بتزمت ظاهري يخفي الكثير من الخوف في داخلي، أحب التحدث إليهم، لكني خائفة من أبي، ويا ليته لم يكن مدير الإعدادية، إنه لا يكف عن ترصدي، رغم أني لم أتورط قبلا في أية مشكلة، أحس كأن طفولتي تنتزع مني قسرا، سأعيش حياتي هكذا، محرومة في بيت والدي، وأنا على يقين تام، أن الحرمان سيمتد إلى حياتي الزوجية، لأن أبي لن يزوجني إلا لمن على طينته، أفكر في الهروب كثيرا، أنا أحب والداي، وهما كذلك يحبانني، لكني لا أستطيع التفاهم معهما، إنهما لا ينصتان لي أبدا، لذلك قررت أن أهجرهما، رغم خوفي الكبير من الهجر، إلا أني متعطشة إلى الحرية...