حول - صليب - سهير القيسي !!



ماجد ساوي
2017 / 10 / 13

حول صليب سهير القيسي

في البدء انا من اشد المعجبين بهذه السيدة الجميلة والشخصية المبدعة ذات القدرات والمهارات الخارقة لنواميس الصورة والمشاهد , وقد نظمت عدة قصائد في جمالها الذي خطف لباب شعري واعتبره من اجود واجمل ما نظمت , وايضا هي ابنة من بناتنا الناجحات في اعمالهن وقدوة ومثال لغيرها من النساء العاملات اللواتي يعشن في مجتمعات عربية - اسلامية احيانا - يهيمن عليها النفس الذكوري ذو الجور عليهن في الحقوق والخط المذهبي ذو التعدي على مكانتهن في الدين واللغة الحزبية ذات المصالح والاهداف الضيقة واخيرا الفكرالسائد المنتشر المستولي على المنابر والمجالس والحلقات والمؤلفات الحامل لبذور الارهاب والقتل والابادة والالغاء لمن يختلف معه وان كان من ذات الجماعة فضلا على ان يكون منتميا لمذهبه او مشاركا له في دينه او معتنقا لدين ما هو لا يراه حقا فيرى ان الموت كمصير له هو ادنى الحلول لهكذا معضلة !!

السيدة سهير ظهرت في الاونة الاخيرة في صور لها من على صفحات التواصل الخاصة بها ووسائل التواصل التابعة لها وهي ترتدي مجسما صغيرا على شكل رمز الجمع " + " , وقد تكرر ظهوره وظهور عدة نسخ منه في مختلف صورها سواء كقلائد او اقراط او اساور , وحقيقة انا في اول مرة رايتها ترتديه اعجبني جدا ورايته خلابا اخذا بمجامع الفؤاد – حيث كانت اول صورة لها فيه قبل عدة اشهر .

هذا المجسم الصغير – باشكاله المختلفة وانواعه الاخرى كالقلائد والاساور والاقراط – سالت عنه السيدة سهير من عدد من المتابعين لها من جمهورها المهتم بتفاصيل مظهرها ومنظرها قائلين لها انهم يتسائلون ما اذا كان صليبا وللحقيقة نفت السيدة سهير ان يكون كذلك وقالت بالنص " انه تصميمه هو لوردة لا اكثر وليس صليبا قدم لها من دار الازياء التي تتعامل معها " , واكدت على احترامها لمختلف الرموز الدينية وانفتاحها على الاخر وان كل صاحب ديانة يرتدى ما يناسب ديانته وان مثل هذا الامر يدخل في نطاق الحرية الشخصية وليس من داعي للانتقاد واكدت على الحرية في الاختيار .

انا اقول كاحد جمهور سهير القيسي والمتابعين لها , ليكن صليبا وليس وردة فالصليب وسيلة للاعدام عرفت منذ قرون سحيقة ولا ينحصر استعماله لدى الامم الاخرى فحتى العرب كانو يستعملونه في الاعدام والصلب كعقوبة مذكور في القران في حق قطاع الطرق المفسدين في الارض في قوله تعالى " إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " المائدة 33 .

واستعمال هذا الشيء في الزينة للنساء اقول انا كرجل انه من الطف الازياء ويعجبني ولا اعلم لماذا ولا يجب ان يرتبط دوما بالديانة النصرانية واما استعمالهم له وتعليقهم اياه على صدورهم ذكورا واناثا , فهذا الامر لايحرم ويمنع عمل نفس الشيء منا – مع ملاحظة اختلاف الاسباب هنا والغايات والاهداف والدوافع لاختلافنا عنهم دينينا فقد يترديه الشاب او الفتاة وهو لايريد به قصة صلب المسيح انما يريد به التزين والتجمل - فهل لانهم يفعلون ذلك يصبح حراما علينا واما التشبه بالكفار المحظور فلا يدخل في هذا لان الصليب نفسه ليس في هذه الصورة والحالة والوضعية – اي اتخاذه اكسسوارا واداة للزينة اقول ليس هذا عندهم من الانتشار بحيث يكون علامة لهم مميزة مفرقة فاصلة فيكون فيه حينئذ محرما لعلة التشبه لاتخاذهم اياه علامة وشعارا .

انا لست حقيقة افهم الانتقادات التي وجهت للسيدة سهير القيسي ماهي دوافعها واهدافها وهل هم – المنتقدون والمتسائلون يرون ان السيدة سهير قد غيرت دينها وتركت الاسلام واصبحت في عداد النصارى لانها فقط ارتدت صليبا – على فرض انه صليب وليس وردة كما ذكرت هي – وهل الدخول فسي النصرانية يكون بارتداء الصليب على الصدر ولعمرى ان كان كذلك لهي ديانة سهلة ميسرة ايما تيسير . والانتقادات تدل على غيرة مكروهة على السيدة سهير وهي سيدة ذات عقل وفكر راشد وفي النفس الوقت هي حرة في اختيار الدين الذي ترى واتباعه وحتى لو شائت ان تنتقل من الاسلام الى النصرانية – لو فرضا مثل هذا - فهو قرار يبقى لها وحدها ولا شان لاحد به وكونها حرة يلزم منه حريتها في اختيار دينها فاصحو ايها النائمون واستيقظو .

اقول الى متى يا قوم ويا اناس نمارس الوصاية الاخلاقية والدينية على بعضنا ونحن اجمالا بالكاد نعرف كيف نصلي , ومثل هذه الوصاية البغيضة – البدعية والمخترعة والتي لا صل لها من قران او سنة – تجعلنا نتدخل في كل شيء للفرد والمراة فندخل في ادق تفاصيل تصوراتهم عن الله والدين والرسالة والقران وغيرها فننصب من انفسنا حرسا للشريعة ونحن في حقيقة الامر نهدم الشريعة نفسها بهذه الافعال والاعمال وهي التي خاطبت المكلف بكونه حرا مالكا لقراره واعتقاده ودينه وعقله وروحه وقلبه ونفسه وجسده , لا عبدا مملوكا لا يملك من امر نفسه شيئا كما هو حال الناس في هذه السيمفونية المملة .

اختم بالقول ان السيدة الكريمة سهير القيسي عودت جمهورها على الاطلالات الساحرة وهي في هذه الاطلاله – بهذا الصليب الوردي او الوردة المصلوبة - قد بلغت عنان الخلابة وراس الحضور الماتع وامتعتنا وايما امتاع لهذا لا نرغب ان يثبط احد من عزيمتها ونشاطها بهذه الترهات الممجوجة ونشد على يدها للمزيد من الاطلالات المختلفة عما تعود عليه عشاق النجوم ذوي التواجد المشهود وهواة النجمات ذوات السحر الحلال .


ماجد ساوي
الموقع الزاوية
http://alzaweyah.atwebpages.com