امراة ,, تعلمنا كيف يكون الحوار



سلمان محمد شناوة
2006 / 2 / 23

توقفت كثيراً امام هذه المراه التي اتت من امريكا لتشارك فى ((المنتدى الاقتصادي السابع )) فى جدة .
توقفت وانا فى حيرة ماذا اتت هذه المراة تريد ان تقول ؟!!
قالت : انها قررت القدوم الى جدة للمساهمة فى كبح العداء بين الثقافات
واكملت انها تريد بناء الجسور مع السعوديين اساسها الحوار واحترام الاخر ))
وتساءلت لماذا ,, وهي التي فقدت والدتها فى تللك الاحداث ؟!!
قالت :
لقد فقدت والدتي فى احداث 11 سبتمبر التي كانت على متن رحلة اميركان اير لاينزالمتجهة من بوسطن الى نيويورك , ولكنها ماتت بعد اصدام الطائرة بالبرج الاول لمركز التجارة العالمي فى نيويورك
وتتحدث عن والدتها :
انها كانت تعمل فى احدي المراكز المختصة بتاهيل والرعاية لمن يعانون اعاقة فكرية , كانت تبلغ من العمر 58 عاما وانها لم تحمل اى ضغينة لاى احد ))
وقالت (( انها تفتقدها ,,اخوتي وانا كثيراً ))
الطائرة رقم 11 التابعة لامريكان ايرلاينز كانت تحمل فى نفس الوقت اولئلك من اطلق الناس عليهم عندنا بالشهداء وبينما كانت سونيا تحمل الحياة فى مجال عملها الى كل محتاج,, حمل هؤلاء الموت الى الالاف فى حركة مسرحية ادت وكانت (( غزوة نيويورك المباركة )) كم سميت على مواقع الانترنيت وتوالت برقيات التهنئية فى كل مكان ,, مالفرق بين من حمل الموت هذا وبين تلك التي حملت الحياة وماتت باحدى غزواتنا المباركة ,, مالفرق بين من يهب الحياة وبين من يهب الموت للعشرات ,,
وهاهي ابنتها سونيا والتي تحمل نفس الاسم ,, تاتي من اقصى الارض لتقول انني امد يدى اليكم بالحوار وانا مستعدة على بناء الجسور بيننا وبينكم قائمة على الحوار واحترام الاخر ))
والدتها لم تكن تحمل ضغينة لاأحد ,, ونحن حملنا ضغينة عمرها الالاف السنوات ,, ضغينة تحولت الى فكر يُدرس اناء الليل واثناء النهار واصبح فكرا مقدساً يكفر الاخر مهما كان بدون ابداء الاسباب , وبعدما كان اسلامنا يحث على احترام العقل ,, اتوا من قيد العقل بقضبان الماضي .
متي نستطيع النظر الى الاخريين بانهم ليسوا اقل منا انسانيا ,, مع اختلافنا عنهم عقائديأ وفكريأ واجتماعيأ ,, متي نترك تلك الافكار المتوارثة من ذاك الماضي السحيق والذى كان الافضل لظروفه وزمانه , وليس لظروفنا ولزمننا ,,منذ وعينا ونحن نعرف ان الاسلام هو دين المحبة , دين السلام , وان محمد رسول الله ,, وان الله هو الحياة والمحبة والسلام ,, لا ادري كيف يستقم ان نحمل الموت على اكتافنا نهديه لمن نشاء , ولا نستطيع ان نتوقف لحظة نتحاور بها مع اشخاص اتوا من تلك المقابر التي صنعناها نحن لهم ليقولوا لنا ,, هاهي يدنا ممدودة لكم لنقيم اساس الحوار واحترام الاخر ))
تقول : انها تتغاضي عن مشاهدة الاعادة لاحداث الحادي عشر التي كانت دموية وعنيفة ))
ونحن نعيدها فى كل قنواتنا واخبارنا ومواقعنا الاكترونية نستشعر النشوة المجنونة ونحن نشاهد القتلي ,, وكاننا حققنا انتصارا لا يقدر .

وتقول : انها لو قابلت اسامة بن لادن انها سوف تساله : لماذا ؟!!
ونحن نتساءل معك لماذا ؟!!
لماذا هذا الموت ولماذا صار الموت شعارا لنا بدلا ان تكون الحياة هى الشعار لنا وكيف تحول الخطاب الديني الى خطاب دموي عنيف .

وتطالب بسد الفجوة بين حضارات العالم ,,, ونحن نسعي بكل ما اوتينا من قوة الى زيادة هذه الفجوة بين الشعوب اعتقادأ منا ,, اننا شعب الله المختار ويجب ان نسود العالم ,,لا ان نتعامل مع العالم على اساس المحبة واحترام الاخر ..
سلمان محمد شناوة