رسالة .. بمناسبة 25 نوفمبر اليوم العالمي للقضاء على العنف والتمييز ضد المرأة



غازي الصوراني
2017 / 11 / 27


25/11/2017

اهداء الى وردتي وشريكة عمري الانسانة والمربية العظيمة الغالية على قلبي وروحي أم جمال ، والى اجمل زهرات بستان حياتي بناتي رانيا ورنا وروا ن ...كذلك الى رفيقاتي وصديقاتي في الجبهة وفي حركات اليسار العربي والاطر النسوية الديمقراطية العربية .. ولكل النساء العربيّات .. بمناسبة 25 / نوفمبر اليوم العالمي للقضاء على العنف والتمييز ضد المرأة........
ربّما البعض/الجميع/فصائل وأحزاب وجمعيات وفعاليات ومثقفين وشخصيات تبرق للمرأة في الخامس والعشرين من نوفمبر عبارات التأييد والتضامن والادانة والرفض لكل اشكال ومظاهر وممارسات العنف والتمييز .. وأنا بدوري أبرق لها/لهنّ ، لكل النساء العاملات ، وربّات البيوت ، وكل الكادحات ، والمناضلات ، وبائعات البسطات ، وأخريـات ، من أرضعن منهن ومن ينتظرن حمل البطن والرضاعة وحمل الهموم والأوجاع والآثام والاتهام أنهن ناقصات عقلٍ ودين ..!! لهنّ كلهن في هذه المناسبة ... أقول : أصالةً عن نفسي والمجتمع وظلامية الأفكار .. ونيابةً عن كل/بعض مُدَّعِ تقدمية وفي ممارسته بعضٌ من رواسب الشرق وعاداته وتقاليده ومفرداته وذكوريته العليا في أنانتهم السفلى .. ورغم أنّي أفترض انتمائي إلى المثقف الحداثي/التقدمي بل والماركسي .. الا انني أرى وألمس هشاشة وزيف تطبيق شعار المساواة بين الرجل والمرأة الذي مازال مجزوءاً ومزيفاً ومغشوشاً عند الكثيرين من اهل اليسار كما هو الحال لدى الرجعيين والمتخلفين من أهل اليمين .
لذلك ، وبهذه المناسبة أتوجه إلى كل المثقفين الحداثيين الديمقراطيين عموما والماركسيين منهم على وجه الخصوص ، مواصلة النضال من أجل الارتقاء بدور ومكانة المرأة ليس في اللحظة الراهنة ، ولا بصورة موسمية ، مناسبيّه ، بل أدعوهم إلى أن يتخطوها صوب الأصل بموقف عملي وممارسة حقّه تجاه العمل الدؤوب من أجل تغيير العادات/التقاليد / النظم / الأفكار والأعراف البالية والقوانين وكل الموروثات المتخلفه التي ترفض التعاطي مع المرأة كانسان والتطبيق العملي عبر الاقتناع والممارسة بمساواتها الكاملة مع الرجل . ومن أجل ذلك ، فإنني أرى أن كل حديث عن التحرر والديمقراطية والمساواة وحق العمل والعلاقات المدنية والحرية والمقاومة والتقدم لا يلتزم في الممارسة بالنضال من اجل إزالة ورفض كل أشكال العنف والاضطهاد والتمييز ضد المرأة جنبا الى جنب مع الممارسة المعنوية والقانونية والفعلية التي تؤكد على تحريرها من كل القيود الموروثة ومن كافة أشكال وأدوات ومظاهر الاستبداد الأسري والذكوري والاستغلال الاقتصادي والمجتمعي الذي تعانيه المرأة العربية ... وبدون هذه القناعات المشروطة بالممارسة ، فإن كل حديث عن التضامن مع المرأة هو حديثٌ زائف لا قيمة له ولا تأثير .
تحية محبة وتقدير واعتذارإلى كل "ضلعٍ أعوج" .. أسموه حـوّاء .. وما أعوج منه إلا اعوجاج العقل الذكوري الشرقي المتخلف والمستبد...