المجرب الذي سيجرب دائما



علي قاسم الكعبي
2018 / 2 / 23



لم يعد امر الوصول الى البرلمان او تقلد مكاناً مرموقاً في الدولة العراقية يخضُع الى قانون الانتخابات مثلاً او لمعايير الكفاءة او النزاهةُ فضلاً عن قانون الانتخابات والية احتساب الاصوات فلا” سانت ليغو الاصل ولا المعدل ولا حتى أخوته او أولاده قادرين على كبح جماح الساسة فهم يقفون عاجزون امام طريق البلوغ الى تلكم الغايات لأنها اصبحت اسهل مما نتصوره وكما يقولون فالغاية “تبرر الوسيلة” ” والضرورات تبيح المحرمات “وتلك تخريجه اسلامية واخرى علمانية لكذا اشكال .!! حيث باتت العملية عبارة عن صفقة اي معادلة حسابية تتحكم بها لغة الارقام كليا فمن يدفع اكثر هو من يصل الى غاياته دون عناء يذكر ولأيهم حديث الاخرين ولا مقدار ما ينفق لأنه بالتالي سأتعود تلك الاموال مع ارباحها الى جيوب هؤلاء عندما يصلوا الى غايتهم. فالعملية اشبه ببناء معمل او دور سكنيه او بناء مجسر تحتاج الى راس مال قوي وبعد اتمام المشروع يأتي موسم قطف الثمار وعادة ما تكون الثمار وفيرة والارباح جيدة تضمن البقاء والاستمرار وهذا مختصر مفيد لهذه الصفقة.

ويمكن القول اننا ازاء امر خطير جدا في حالة تمت اعادة تدوير الوجوه الكالحة التي لم تجلب آلا الفقر والجوع والمرض لبلد لم يتذوق طعم الراحة مطلقا وبما اننا نتحدث عن احزاب ترفع شعار الاسلام السياسي وتدعي الوصل الى مرجعيات محترمة ومقدسة لابل انها تدعي بانها “جند المرجعية والمدافعين عن وجودها الا انهم في حقيقة الامر اكثر سخطاً عليها بعد قرارها وفتواها بعدم انتخاب ذات الوجوه والدعوة الى التغيير بمقولتها الشهيرة” المجرب لا يجرب واغلقت ابوابها واعلنت عزلتها التامة عن التدخل في السياسة واكتفت بتوجيه اشارات معربة عن خيبة املها لما اقترفته تلك الاحزاب والشخصيات التي كانت تقرب منها او انها وضعت ثقتها بهم في مرحلة حساسة مر بها البلد ابان التغيير.؟

ورفعت غطاء الدعم عنها الا ان ذلك لم يزدهم الا اصراراً على المعصية وارتكاب الفاحشة في العودة مجدداً الى الترشيح رغم تلك التوجيهات والفتاوى بضرورة عدم الترشيح مجددا لابل ان بعض فسر ذلك على مزاجه قائلا ان المجرب الذي لا يجرب ليس نحن بل الحزب الفاشل والشخص الفاشل وهو لم يوضح لنا المعايير النجاح والفشل وهم زادوا على عدم الطاعة بالتشيك بمقولة المرجعية في وقت كانوا يتسابقون على البكاء في احضانها انهم برغماتيون فاشلون والاكثر من هذا وذاك انهم خلعوا جلباب الاسلام واختفوا بعباءة المدنية التي هي اليوم اكثر قبولا منهم وتنسوا انهم رفعوا شعار الاسلام واتخذوه طريقا وقاتلوا لآجلة وتلك المقابر تشهد على ذلك فما حدا مما بدا يا ترى انهم ساهموا في افشال المشروع الاسلامي واضعافه وتحجيمه واذا كانت ثمة مسؤولية ومحاسبة فانه لابد ان لا يتركوا وهنا لابد من الاشارة ان هؤلاء يعولون دائما على السذج الذين ابلغ في وصفهم “الامام علي(ع) الهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق “فهؤلاء هم الذين سيعيدون تدوير تلك الوجوه الكالحة ببطانية او كارت تعبئة “رصيد” او وعود بأكساء شارع او حفر قناة إرواءيه او وعود في السماء والى سكان القمر وتلك اساليب أعتدنا سماعها في مثل هذه الظروف , اننا في الوقت الذي نتحدث فيه عن فشل هؤلاء الساسة وتحميلهم مسؤولية سرقة اموالنا علينا ان لا نغفل امر ما وهو ان المواطن يتحمل مسؤولية اكبر من السياسي السارق وبمعنى اخر فانت ايها الموطن رضيت ان تكون شريكا مع السارق بإعادة انتخابك له مرة اخرى وبذات الطريقة السابقة وان عادت تلك الوجوه فعلى المواطن تحمل كافة المسؤولية وليس السياسي الذي يروم الوصول باي وسيلة . ولكن يبقى الامل بوعي الجماهير اليوم بان تكون اكثر صلابة وان يفشلوا تلك المشاريع التي ستعيد هؤلاء الى سدة الحكم بعد ان تم تجربتهم مرة اخرى وغدا لناظرة قريب…………………………