رسالة الى امرأة عراقية في يومها الوحيد



صبيحة شبر
2018 / 2 / 27

ها ان يومك قد اقترب قدومه منك ، وانت كما انت في عامك الذي انقضى ، ثلاثمائة وخمسة وستون يوما في العام ، تشتغلين فيها وتهبين قوتك وقدرتك لأناس تحبينهم ، وآخرين لاتعرفينهم ، ونوع ثالث تعرفينهم ولا تحبينهم ، بأي شيء يختلف يومك هذا عن الأيام التي سبقفته ، والأيام التي سوف تليه ، هل سوف تنالين ما حلمت به وبذلت الغالي والنفيس من اجل الوصول اليه ، هل ستحققين فرحا في يومك هذا وانت عشت الحرمان من كل شيء ، هل هنأك احدهم بيوم عيدك ؟ ذلك اليوم الذي تحتفل فيه كل النساء في الأرض ، لأنهن حققن ما تصبو اليه نفوسهن من مكسب يشيف الفرح لنفوسهن المتطلعة الى فرح لاوجود له في حيوان النساء العراقيات ، وانت تحتفلين بهذا اليوم ككل النساء في العالم ، ربما احتفالا بعيد ميلادك المجهول ، فقد سجل تاريخ قدومك الى هذه الدنيا يوم الحادي من تموز كأغلب العراقيين ، فهل وجدت شخصا كنت تطنينه حبيبا يقوم يتهنئتك بهذا اليوم ، لأنه حريص على جلب الفرح الى نفسك المجهدة ، وروحك التي امضها الجفاف وأدماها سوء المعاملة ..
انت ايتها المرأة العراقية وانت تقدمين آيات الحب لكل من تعرفينهم ، هل سالت نفسك يوما : لماذا ادمن بذل النفس لأشخاص لايبالون بي ـ اكنت في فرح ام حزن ، هل شعرت بالغربة تملأ جوانحي ، ام كنت محاطة بالأصدقاء الأوفياء الذي يرغبون بسعادتي ، هل تساءلت لماذا تكونوين الباذلة دوما ، المضحية في كل الأوقات في سعير البرد الذي تعيشين ، هل استطعت ان تصلي الى لحظة فرح ، لأن احدا فكر ان يدخل السرور الى نفسك ، فاهداك وردة ، فنسيت كل الآلام وانواح الحرمان التي عشتها محرومة من اريج الورد ومن كلمة واحدة تبعث الابتسامة الى نفسك التي اتعبها طول الامل بأن تجد انسانا يحنو على جراح نفسها ، الآخذة بالتضخم ، اليك ايتها العراقية اهدي باقة ورد وتحايا لاصرارك المثير للاعجاب ان تبعثي الفرح لكل من تعرفين ، تحية للحزانى اللاتي يتطلعن للبهجة تحية الى الثكالى المحرومات من حنان الابناء وتحية الى اليتاامى التي تعبت نفوسهم من طول المعاناة ، تحية الى كل امرأة لاتحتفل بيومها ، لأنها وحيدة ويوم المرأة لايمكن الاحتفال به لمن كم وحيدات