ماذا يعني الثامن من آذار للمرأة العراقية



سفانة الفارس
2018 / 3 / 6

ماذا يعني الثامن من آذار للمرأة العراقية ؟؟

خطوطها الإرادة والتصميم لكي تتبوأ مكانها في المجتمع .إن الإحتفال بيوم المرأة العالمي هو من باب التذكير لمن نسى أو تجاهل هذا الحدث المهم في حياتها النضالية ومن لا زال مصراً على إن المرأة خُلقت لغاية معينة بالإضافة الى إبراز بعض النماذج الناجحة من النساء اللواتي يجب ان يكنَّ قدوة لنساء العالم كافة.
المرأة هي الأم والأخت والزوجة والحبيبة ،العمة او الخالة ،فإن اغلبهن ينفقنَّ معظم دخولهن على رفاه الأطفال والأسرة ،لذا فإن رفع مشاركة المرأة في القوى العاملة يزيد من النمو الإقتصادي ،كذلك لإجل المحافظة على بقاء البنات في المدارس وإنهاء الشهادات الجامعية فبجب على الدولة توفير فرص التعليم الجيد ومجانيته لهنَّ للمساهمة في تمكين الشابات من الإضطلاع بدورهن الكامل في المجتمع وبناء أُسر ومجتمعات متطورة وعلى أُسس علمية صحيحة ورصينة ،كذلك يمكنها من أخذ فرصتها وعلى قدم المساواة مع الرجل في المناصب القيادية في صنع القرار وفي مجالات الحياة المختلفة وحتى في الأعمال التجارية وكسيدات مجتمع ناضجات .
كان أول مظهر يبين رغبة المرأة في التعبير عن ذاتها ومنذُ اكثر من مئة عام ،هو خروجها في مسيرة مكونة من الاف النساء في مدينة نيويورك حاملات الورود والخبز مطالبات بحقوقهن المشروعة والأنسانية معلنات إحتجاجهن على ظروف العمل وتخفيض ساعاته وأهمية منح المرأة حق الإقتراع والإنتخاب في جميع المؤسسات الرسمية .وبعد التظاهر والنضال الطويل تم إعتبار الثامن من آذار من كل عام يوماً للإحتفال بالمرأة الأميركية .
في العام 1977 تبنت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان قراراً يدعو دول العالم لإعتماد يوم محدد من السنة للمرأة وحسب ظروف كل دولة . وفي عام 1993 إعتبرت فيه حقوق المرأة جزء لا يتجزء من منظومة حقوق الإنسان والمجتمع الدولي مُطالب بحمايتها.
ويستمر نضال المرأة بكافة اشكاله وعلى مختلف المستويات وكذلك بالنسبة للمرأة العراقية ترى إن هذا اليوم وبقية ايام السنة يعني لها الكثير ،فتراها تسجل حضوراً فعّال في كافة المجالت والميادين واهمها المجال السياسي ،حيث دخلت معترك السياسة منذ عشرينيات القرن الماضي من خلال تأسيسها للجمعيات النسائية الداعية الى مساواة المرأة مع الرجل والتي تطالب فيها بضرورة التعليم والسفور فأسست السيدة( زهرة خضر) أول مدرسة للإناث 1920 والسيدة( اسماء الزهاوي ) صاحبة اول جمعية نسائية بإسم (نادي النهضة 1923) وصولاً الى تأسيس منظمات نسوية ايضا تطالب بحقوق المرأة والإعتراف بها كائن بشري يمثل نصف المجتمع فتأسست في ذلك الوقت رابطة المرأة العراقية في العاشر من آذار عام 1952 برئاسة الدكتورة (نزيهه الدليمي) .واستمر نضال المرأة لمقارعة الحكومات الدكتاتورية الفاسدة وغيرها من الأنظمة التي تعاقبت على العراق فنراها عُذبت وسُجنت وتشردت وإختفت ،فكان حصيلة نضالها على سبيل الحصر صدور قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 والذي أنصف المرأة وحفظ لها حقها في الزواج والتعليم والميراث ،ومازالت تواصل النضال مع منظمات المجتمع المدني والتي برزت للعمل على الساحة العراقية السياسية بعد سقوط النظام الفاشي عام 2003 من أجل تفعيل قرارات الأمم المتحدة ومنها القرار 1325 والذي صدر في تشرين الأول عام 2000 لوضع حد للإنتهاكات (الإنتهاك هو التجاوز على حقوق الإنسان) التي تمارس ضد المرأة اثناء الحروب والنزاعات المسلحة وبعدها ،وعملاً بالمواثيق والصكوك الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحقوق الدستورية ،كما ينبغي حماية المرأة من أي إنتهاك وتمكينها للمشاركة في عمليات صنع القرار .
إن أي مجتمع إنساني لا يمكنه أن يُحقق الهدف في التنمية والتطور إذا كان نصف مكوناته يعيش تحت وطأة التميز والتهميش فالإنسان المحروم من حريته غير قادر على ممارسة إنسانيته.
وأخيراً وليس آخر فقد كان حصيلة نضال المرأة العراقية المستمر هو المؤتمر الذي عُقد في 5/آذار/2018 في فندق الرشيد للمصادقة على تنفيذ البيان المشترك بين جمهورية العراق والأمم المتحدة بشأن منع العنف الجنسي والتصدي له وبرعاية من الأمانة العامة لمجلس الوزراء.
فتحية للمرأة العراقية في يومها الأغر يوم نضالها من اجل تحقيق اهدافها في مساواتها مع اخيها الرجل فعظمة الرجل من عظمة المرأة وعظمة المرأة من عظمة نفسها . وكل عام ونساء العالم اجمع بخير