في عيد المرأة العالمي.. المرأة في 2018 تبحث عن إنسانيتها



علجية عيش
2018 / 3 / 9

تابعت أمس في اليوم العالمي للمرأة تحركات نساء و فتيات كن يختلفن في مظهرهن عن سائر الأيام، طيعا العيد عيدهن، ماعدا قلة قليلة من اللاتي لا يؤمنّ بهذا اليوم، لأسباب عديدة، الأمر طبعا مرتبط بالقناعات، فكل واحدة ترى حقوق المرأة من زاويتها الخاصة ، أما بالنسبة للنساء اللاتي يطالبن بمزيد من الحرية و الإستقلالية أقول ماذا يردن أكثر من هذا كله، ظاهرة رايتها أمس فقط، امراة تقود سيارة و برفقتها نساء و فتيات و صوت الموسيقى الصاخب ( العيساوة) يسمع من بعيد، كان الإزدحام شديدا، مرت علينا السيارة ، و كانت التي تجلس بجانبها ترقص بجنون ( تتهول)، تساءلت : هل هذه الحرية التي تطالب بها بعض النساء؟، فالمرأة اليوم حققت كل شيئ، زاحمت الرجل في كل شيئ من باب المساواة، و في الوقت الذي هي مطالبة بأن تلعب دورها كعضو في المجتمع، و أن تفرض كرامتها أمام الرجل في العمل ، في الشارع في كل مكان تكون هي موجودة فيه كعنصر فعال، نجدها تطالب بمزيد من الحرية، و الإستقلالية، أما بالنسبة للرجل أقول : على الرجل أن يعي أنه لولا المرأة لما وصل هو إلى هذا المستوى،و أتكلم هنا عن أمّه التي سهرت عليه و تعبت في تربيته إلى أن اصبح رجلا، و أتكلم كذلك عن أخته التي سهرت كذلك على راحته و قدمت له خدمات قبل زواجه، و كانت له بمثابة الأم الثانية في رعاية شؤونه، ثم تأتي الزوجة لتحمل على الأم و الأخت هذا العبء الثقيل و تكون له ليس مكملا بل شريكا في حياته، و دون الحديث عن رفيقته في العمل ، فهذه المرأة هي أمًّا و زوجة و أختا، و رفيقة، و معلمة في البيت لأنها ترعى شؤون ابنائها بتعليمهم و تربيتهم ، المسؤولية طبعا كبيرة و عظيمة، و لكن دعوني اقول كلمتي في هذا اليوم:إن حلمي أن تكون المرأة في مستوى النساء العظيمات أمثال فاطمة نسومر و جميلة بوحيرد في اداء واجبها تجاه الوطن، أن تكون في مستوى زهور ونيسي فكرا و ثقافة، و في مستوى نساء اخريات ( مقاومات) لعبن دورا كبيرا في النهوض بالمجتمع..و بالأوطان، حلمي ان لا أرى فتاة جزائرية أو عربية تتعاطى المخدرات في الجامعة، أو أن تقود عصابة إجرامية، حلمي أن لا أرى فتاة أو امرأة داخل السجون، حلمي أن لا أرى زوجة تقود زوجها إلى المحاكم لطلب الطلاق ، أو من أجل امور ثانوية ، لا تليق بها كبنت فاميلة كمطالبتها ببيت مستقل ، و أن لا تعيش مع أمّه ( الحماة ) و ما إلى ذلك، و كأن هذا الزوج جاء من الشارع، حلمي أن لا أرى طفلا أو طفلة في مراكز الطفول المسعفة، حلمي أن لا أرى امراة تتسول، أو امرأة متشردة تجعل من الأرض فراشا و من السماء غطاءً، أو امرأة تعيش في دار العجزة، حلمي كبير جدا، في ان تكون المرأة الجزائرية أو حتى المرأة العربية المسلمة في مكانة تليق بها كمسلمة، فلولا الإسلام الذي انقذها من "الوأد" لما كانت هي اليوم تنعنم بهذه الحرية ، نريد امرأة حرة.. لا امرأة متحررة، المرأة تبحث عن إنسانيتها و لا تريد أن تكون ورقة انتخابية في الحملات الإنتخابية فقط.و شكرا