هديتي للام في عيدها



ايليا أرومي كوكو
2018 / 3 / 21

هديتي للام في عيدها
السلام عليك يا مريم يا ايتها الام العظيمة يا بكر كل الامهات
السلام عليك يا أمي العزيزة رعاك الرب بالصحة والعافية
سلام لك يا أم اولادي يباركك الرب لمجد اسمه القدوس
لجميع الامهات في كل زمان مكان أهدي سلامي تقديري ومودتي
*****
مبكراً صباح اليوم باغتتني بنتي ساره وهي تقول يا ابوي الليله ما عيد الام ..
فقلت لها والمطلوب شنو ... قالت ديرين نشتري هديه لي أمي ...
سكت ولم أرد وانتظرتني برهة . ثم قالت أها قلت شنو ... أجبتها ما في قروشي ....
ومنذ الصباح و انا افكر في شعور بنتي وعجز عن تقديم هدية لأمها في عيدها ..
افكر في عيد الام والهدية التي تستحقها الام من اولادها وبناتها ...
كم تساوي قيمة الهدية المستحقة للام ... ما نوع الهدية التي يمكن ان نشتريها لآمهاتنا ...
كيف نقدم الهدايا لأمهاتنا ... اسئلة كثيرة تدور هذا اليوم بمخيلتي لكنني اعجز عن الاجابة...
كل عام وجميع أمهاتنا بالف خير لهن منا كل الحب والود والتقدير ...
يباركهن الرب بكل بركة سماوية ويعطيهن الصحة والعافية وطول العمر ....
يعزي الرب كل انسان انتقلت أمه الي الامجاد السماوية والسلام والراحة لأرواحهن في الديار الابدية ...
وربي لا تحرم بيوتنا من الامهات .
****
عطية الامومة هي أعظم واكبر العطايا التي خص بها الله الخالق المرأة دون الرجل ...
فالامومة هي الحياة ذاتها وبدون نعمة الامومة تفني الحياة وتصير الي العدم ...
الامومة ليست دون الرجولة او ادني مقدار منه انها امتياز خاص جداً وهبة نوعية
ونون النسوة ليست نقصان بل هي تكملة للرجل في الانجاب والتكاثر والتناسل
أعطني أم أعطيك الحياة ...
****
لا يمكن حب واكرام ألام دون حب واكرام المرأة فالمرأة هي الام والام أمرأة ...
في البدء خلق الله ابينا ادم ووضعه في جنة عدن ...
وكانت الجنة فردوسنا المفقود كما نهوي ونشتهي ونحلم ونتمني ...
فنحن نعبد الله ونطيعه طمعاً في جنته والحياة الابدية والخلود مع الله ...
هذه الجنة الجميلة التي نتمناها ونسعي الي الحياة فيها بعد الموت والفناء
الجنة كانت بالنسبة الي ابينا ادم قبل خلق المرأة أمنا حواء فراغ وغواء ..
هذه الجنة كانت غابة وحشة ومكان ممل او فراغ عريض ممتدد بلا أفق ....
كان أدم كئيب القلب حزين الفؤاد منكسر الوجه تعلو هامته سحابة من الاسي ...
وفي يوم من الايام جال أدم وبحث في كل أركان الجنة عسي ولعل ان يجد ما ينقصه او يفتقده دون جدوي ...
وعرف الله العليم سر حزن قلب ادم ومكمن كأبته وما يبحث عنه ، فأستجاب الرب صلاة أدم الصامته
****
في ذات صباح مشرق جميل وضاح اسرع ادم الي المروج الخضراء بين شاطيئ النهرين الكبيرين ..
هنا عند هذا المكان الجميل الممتع الاسر كانت ترعي الاسود والنمور والحملان وكل حيوانات الجنة جنب الي جنب ...
فالنمور ترضع ثغيلات الماعز ولا تفترسها والاسود تلاعب الحملان بحنان
كل حيوانت الجنة تأكل العشب واللبوة تداعب الاسد بين الضفتين ولا تغير ...
هذه بينما أناث الحمام واليمام تدلل ذكورها بلطف و عطف شد أوصال أدم ...
وبينما هو كذلك مبهور تواترت افكاره وتمني ان يكون كطائر البطريقاً يسير جوار بطريقة تأنس وحشة وحدته وتسكن ظمي روحه ...
****
سرح ادم بخواطره المتسارعة الوجلي وحدق في الافق البعيد بين مشرق الشمس الي ناحية مغربها ...
مشي بين الحدائق والخمائل بأطرف اقدامه ولامس الزهور والورد وتنسم العبير الحلو والشذي العطر ملء رئتيه ...
استعاد أدم هدوئه النفسي واضطرابه الروحي الوجداني ونام نومة عميقة
حلم ابينا الاول احلام كثيرة بعضها احلام سعيده والاخري احلام مرعبة رهيبة ...
في ذات يوم عمل الله عمله العظيم في ادم صانعاً من احد اضلاع ادم انسانة جميلة تضاهي في جمالها كل حيوانات الجنة وكل ما فيها ...
كانت حواء أم كل حي أمراة غاية في الجمال والابهار يعجز عنها الوصف والله جميل يصنع كل جميل .
*****
استيقظ ادم من نومه الطويل او قام ادم من سباته العميق وكانت حواء جالسة بجواره في ابهة من الروعة والايثار والاندهاش ....
لم يتمالك ابينا الام ولم يتماسك بمشاعره واحاسيسه المرهفة واهتز كيانه اذ ازداد دقات نبضات قلبه
صاح ادم بلوعة الحب منشداً قصيدة الحب الاول متغزلاً الغزل العذري بحواء ...
فقال أدم هذه تدعي أمرأة لانها من أمري اخذت ...
وبارك الله في ذلك اليوم العظيم زواج وعرس ابينا و أمنا أدم وحواء ...
مباركاً بذلك اول قصة حب طاهر لزوجين هما ابداع خالق عظيم اسمه الله محبه ....
التحية والاجلال للمرأة الام صنع الله وهي صانعة الحياة ...
هذه المرأة كما الرجل من ابداع يد الخالق الله القوي القدير تستحق ان نهديها اجزل ايات الحب والامتنان والعرفان
تستحق الام منا الطاعة والاحترام والتقدير والتوقير
كل عام والام بالف خير .