القبلة المباحة



حنان محمد السعيد
2018 / 3 / 25

انتشرت صورة على مواقع التواصل الإجتماعي، تضم شاب يلتف بالعلم المصري وفتاة تلتف بالعلم البرتغالي يقبلان بعضهما البعض في مباراة ودية أجريت مؤخرا انتهت بفوز البرتغال، واثارت هذه القبلة فخر الذكر المصري وانتفاخ أوداجه، وهو الذي ينتظر على أحر من الجمر الفرصة للسفر الى روسيا لاشباع احلامه وخيالاته الجنسية التي تصور له أن الفتيات الروسيات سيلقين بانفسهم عليه ومنذ ان تخط قدميه أرض روسيا هابطا من الطائرة.

والحقيقة أن هذا الفخر كان سينقلب إلى سيل من السباب واللعان في حالة ما كانت الأية معكوسة، ومن تضع العلم المصري هي الفتاة، ومن يضع علم البرتغال هو الرجل.

إذ أن هناك خلط عجيب في رأس الذكر المصري بين الدين والتقاليد غذته به الأسرة المصرية، والتي لا تفرق في الكثير من الأحيان بين ما هو ديني وما هو تقاليد عمياء فرضها مجتمع ذكوري لا يعترف بأي حق للمرأة بينما يمنح الرجل مزايا غير منطقية ويبيح له فعل ما يشاء وقتما يشاء.

وساهم في هذا الخلط رجال الدين المسلم والمسيحي واللذين تفرغوا لغسيل ادمغة الناس بسلطتهم الدينية من أجل الانبطاح تحت اقدام الحاكم، وتلبيس الدين بالسياسة والرئيس بالوطن، وقول وفعل كل ما تمليه عليهم الأجهزة الأمنية، حيث نسوا في خلال ذلك أن يبينوا للناس دينهم وما هو حلال وما هو حرام وما هو من العرف ومخالف لنصوص صريحة في القرآن والانجيل.

وحتى أن رئيس الدولة مع كل ما شهدته فترته من قمع وتفريط وظلم وانهيار على كافة المستويات، لا يتقن الا الحديث العاطفي، وعادة ما يوجه حديثه الى السيدات على اعتبار أنهن بلا عقل ويصدقن الكلام المعسول.

ان الذكر المصري ينصب نفسه قاضيا وشرطيا على المرأة المصرية في كل نفس تتنفسه، ويمكنه أن يحمل أفعالها وتصرفاتها ما لا تطيق، ويمكنه أن يبرر لنفسه التحرش بها والتغرير بها والكذب عليها معتبرا ان الكذب والتحرش وأساليب النصب من قبيل الشطارة، فهذا ما علمه اياه المجتمع.

أما إذا يمم الذكر المصري وجهه شطر البيت يبدأ في تقمص شخصية المتدين فيجبر اخواته وامه على ارتداء ملابس معينة والتصرف والتحرك بالشكل الذي يرضاه هو، مؤكدا لهن أن ما يفعله انما هو امر الهي، فإذا سألته هل الأوامر الالهية تسري عليه هو أيضا سيقول لك انه رجل!
ان الذكر المصري لا يجد حرجا في استغلال زوجته والعيش على حسابها وهو يرفض في نفس الوقت ان يساعدها في اعمال المنزل أو في تربية الأطفال، وإذا جاءته الفرصة للزواج من أجنبية ولو كانت في عمر أمه أو لديها عشرات ومئات التجارب السابقة سيسعى لنيل هذه الفرصة وسيصبح مثل القط الأليف لا يعترض ولا يتأفف.

أما إذا علم أن زوجته أو خطيبته تحدثت مجرد حديث مع أخر او خطبت سابقا أو أنها أكبر منه بعام أو أقل سيفر منها معتقدا أنها فقدت صلاحيتها مثل وجبة غذائية اعدت منذ امس أو أكل منها أحدهم قطمة!
بالطبع هذا الحديث لا ينطبق بنسبة 100% على الذكور في مصر ولكن وحتى الأن وبالرغم من سنوات عمري لم اصادف حتى الأن من هو مختلف أو يمكن أن يغير هذه الفكرة البائسة، لا داخل مصر ولا خارج مصر.