علموا بناتكم فنون الحرب ضد التحرش



عائشة التاج
2018 / 3 / 29

لعنف ضد النساء ظاهرة حقيقية ,

عندما بدات الحركة النسائية بالمغرب تتكون ككيان مستقل عن هيئاتها السياسية أو الحقوقية في مطلع الثمانينات ، مبررة ذلك بالخصوصية النسائية لملفاتها ووجهت بالاستهجان الكبير ,وأتذكر أستاذي المرحوم جسوس نفسه عندما قال لي يوما بأن هذا موضوع "مستورد من الغرب " في مطلع التسعينالت وهو السسيولوجي الواسع الأفق والسياسي المحنك أيضا وبالتأكيد كان مناصرا للمرأة ,
كما ووجهت أحيانا بالرفض والتهكم وباتهام مناضلاتها بأبشع النعوت ,,,,,ياما سمعنا وبلعنا ,

العنف ضد النساء واقع مشترك بين نساء العالم ،ولم تتبن الأمم المتحدة محاربته بحماسة إلا لأنه ظاهرة حقيقية تزداد بشاعتها مع انتشار الجهل والحرمان والتخلف بكل تمظهراته ,
وها نحن اليوم ،بمغرب الألفية الثالثة نعاين محاولات الاغتصاب في الفضاء العام ,
من شهر فقط شاهدت فديو لامرأة متزوجة تم اختطافها بعنف من طرف رجل كهل وشرع في اغتصابها بإحدى الأزقة وهي تصرخ و سجلت فديو لعرض ما وقع لها على الرأي العام ,,,,وتعيش الآن مخلفات هذه الفعلة داخل بيتها ,
حالة اغتصاب الفتاة المعاقة بالحافلة ، وحالات اخرى مررنا عليها ونسيناها ,
وهذا الأسبوع ماحدث لفتاة بنجرير ,,,
كل أسبوع تقريبا نسمع عن حالة مشابهة
مايذاع في برنامج "سمير الليل" يندى له الجبين ,
وأكاد أجزم بأنه لاتوجد أية امرأة لم تتعرض للعنف الجنسي ولو في درجاته الدنيا عبر المعاكسة والتحرش الجنسي حتى داخل البيت لئلا يعتقد البعض بأن المرأة العاملة هي فقط من تتعرض للعنف ,,,,
العنف الجنسي ظاهرة لازالت طابو ولم تمط عنها كل الستارات لأن القليل فقط من تتكلم بشكل علني ،والقليل فقط من تصل للإعلام ,,,,وللرأي العام ,
كل النساء يستبطن نوعا من الخوف من الرجل المجهول إلى أن تثبت سلميته ,
وعلى الحركة النسائية أن تستمر في العمل في اتجاه حماية النساء ضد العنف بأنواعه
بل عليها تدريبهن على حماية ذواتهن فالشعارات غير كافية ,,من خلال تعلم فنون الحرب
والتفكير في آليات حماية الفتيات العاملات بمناطق الغير آهلة بالسكان ,ونفس الأمر بالنسبة للتلميذات ,
إذاكانت التلميذات من عائلات غنية أو متوسطة تتنقل عبر سيارات الآباء أو النقل المدرسي
فالأحرى أن نفكر في تأمين التلميذات الفقيرات اللواتي يتنقلن في أماكن تبدو موحشة بمفردهن ,
الدعوة موجهة للرجال أصحاب الشهامة : لابد من التفكير في آلية لحماية النساء خصوصا الفقيرات أثناء تنقلاتهن
لا يمكن لرجال الأمن أن يملأوا فراغات مهولة في التنشئة السليمة وانحذاار القيم ,
وإن عولتم على ذلك ستستمرون في سماع فظاعات حقيقية مع جيل الضباع المستهلك للمخدرات ,
مسؤولية الدولة قائمة لكن المجتمع أيضا بإمكانه تدعيم مبادرات الدولة أو القيام بمبادرات عملية وتدريب الفتيات والنساء على فنون الحرب غدا أمرا ضروريا
كفى من إهانة النساء
التوحش يزحف بين أزقتنا وشوارعنا وإداراتنا ومعاملنا ,,,,بل أحيانا داخل بيوتنا بل مساجدنا ,
كفى رجاء