يوميات امرأة عراقية (1 )



ريا عاصي
2006 / 3 / 15

يرن جرس الساعه لاقفله بكثير من الامتعاض ..... لم انم الا دقائق معدودات ..... بعد مرور ليلة طويلة لم تهدء بها ولو للحظة طيارات الهليكوبتر التي كادت ان تقطع سعفات النخيل في حديقة الدار .........بعد ان هجرني النوم فكرت باكمال الرواية التي بدأت بقراءتها مددت يدي على قابس الكهرباء ... لا مجيب.... فكرت ان اخرج لاشغل المولد ولكني تذكرت بان الوقود شحيح وكوننا مررنا بايام عديدة من منع التجول في اروقة بغداد بالتالي ارتفعت اسعار الوقود للضعف وآثرت امي ان تقفل المولد الا للضروريات كمذاكرة اختي وابني ومشاهدة ابي لاخبار الساعه التاسعه وغسل الملابس الساعة العاشرة صباحا..... فعدت لفراشي وقلت لادع نفسي للنوم علني استسلم وانام وخصوصا ان غدا هو يوم دوام رسمي لا منع تجوال
دغدغت ساقي ابني وانا ادعوه ليوم مدرسي جديد .... قال لي انه منع تجول اجبته قم ياكسول انتهى منع التجول
قال لي لن اذهب للمدرسة سيتغيب معظم اصدقائي خوفا من رد فعل عنيف بعد خمسة ايام منع تجول ستحدث انفجارات عديدة الا تخافين علي يا امي؟؟؟؟
استسلمت له وقلت وان داوم رفاقك واخذوا الواجب ستعمله مضاعف هز رأسه بالقبول مباشرة وعاد لنومه

ونظرت حولي .... واخذت افكر ابن العاشرة صار يعرف ويستنتج ما يحصل لنا في ايامنا السود هذه

وبدأت اعد واحصي ما سلب منا
1. الكهرباء
2. الماء
3. الامن
4. الليل
5. البهجة
6. الفرح

ووووووووو يا الهي الا تكفينا سنين عمرنا المهدور

وجاءت سيارة النقل التي تقلني الى محل عملي صعدت السيارة وسرقت نظرة بالخفية الى والدتي وهي تقف في الشباك لتتلو ايات وادعيه علني اعود بالسلامة وكأنني سأذهب لساحة حرب

صوت فيروز ما عاد يفرحني من مذياع السيارة ( لبيروت مجد من رماد لبيروت )................ حبيبتي فيروز اتعلمين ان لبغداد مجد من رماد ايضا
كاميرتي في يدي التقط بها صور موحشة لبغداد المسورة باسوار كونكريتية لكن عجبا ؟؟؟؟ لم تعد مسورة او مدورة بل صارت اسوارها حواجز تقطع اوصال الشارع لمئات من المتاهات اليومية ... هل استدير واذهب من هنا جاء صوت السائق وهو يسألني قلت له لا اعلم ......
وتذكرت رسائل خالتي لنا في السبعينيات من بيروت (الطريق سالكة لكن غير آمنة )
وها لمع وجه احد الشحاذيين امامي بالعادة وجوههم سمراء داكنه لكن وجه شحاذي هذا ابيضا جميل رفعت كامرتي والتقطت له صورة بعد مرور ربع ساعه وقفت السيارة التي كانت امامنا وتحدث السائق مع الحرس الوطني الذي كان يقيم مفرزة تفتيش فركض في اتجاهي اربع من الحرس الوطني واوقفوني مشهرين سلاحهم بوجهي هل تمتلكين كاميرة ؟ وتحملينها معك؟
فأجبتهم بسؤال وهل حمل الكاميرة ممنوع ام محرم شرعا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
واخرجت لهم ( باج الدائرة الخاص بي ) واريتهم وبعد هتاف مني بانني انا الحرة العراقية كيف لكم ان تشهروا سلاحكم بوجهي وللخلاص من صوتي العالي كون ( القرج خاتونتة المحلة ) قالوا لي اذهبي اذهبي نحن ننفذ الواجب


وهذا حق مسلوب آخر
اهلا اهلا بالديمقراطية