ثوب تطرزه رغبة ووطن وقبر أم ينتظر دمعة الوداع



نعيم عبد مهلهل
2006 / 3 / 16

((إلى عشتار السومرية ..والقدر الأيقوني لحكاية الأسطورة والفقراء وبائعي الورد على أرصفة طنجة ودلهي ومدينة المشخاب العراقية ))


يامن تطرزون من الحب أوطاناُ وتبيعون خراطئها في مزادات القلوب
هلا ..طرزتم لي وطنا أفترضه برغبتي
وطن بحجم كفن مرتعشة
ومدنه بحجم دمعة لامعة
وحين تعلن الحرب
تتحول إلى زهرة أو امرأة تفرضان السلام وتخنقان الحرب من الرقبة
وطن . صغير . فيه بيتي وبيت حبيبتي
ومقام لإمام نزوره كل ليلة جمعة

*************************************

ستقول الآلهة عشتار
مادمت أنا سومرك وعشقك وتراب سنابل حقلك
إذن أنا وطنك؟
سأقول نعم .
ولكنك مرتهنة بتموز وتموز فائر بثوراته وأنا أخشى العسكر والثورة
ستقول عشتار:
دعك من تموز وانظر إلى عنقي ألا يصلح عاصمة لأشواقك ؟
مشيت عليه حافيا
لأجني منه برد كثير وشوق كبير
وهمست بعاطفة راع في عشب ازرق
نعم حبيبتي يصلح
وسابني قرب شفتيك مقر حكومتي

*************************************

هو الحب بهذا الشكل يكون
وبدونه
ليس هناك حب
بل قضية تشبه ما في دارفور
ذات يوم سيسمح لي قدري أن أقف على منصة في الأمم المتحدة
امسك وردة بيضاء
وأبدل حنجرة خرتشوف بحنجرة فيروز وأقول لهم
هذه الوردة أخت المرأة
والمرأة هي روح العالم
فلا تمزقوه بخيانات معاهدات الجات وجمر السيكار الكوبي وابتسامات مونيكا الساحرة
اجعلوا العالم زهرة
يجعلكم الله اكواخا تهنئ بليلة حب صافية
ولتذهب ناسا إلى حيث تريد
نملك عشتار
أذن نحن نملك كل الكواكب

**************************************

في الحب أدرك معنى أن يكون الصدق بضاعة الفقراء
والفقراء هم الأبناء الشرعيين للموسيقى
ومتى تعزف الدمعة لعينيك
رغيف الخبز يصير شدة دولارات
وشفتيك شارع طويل
أقدامي تدون عليه إلياذة ثانية

****************************************

تقول العرافة وهي تنظر للفنجان بعين صافية كورقة دفتر حساب خال من أخطاء حلول مسائل الواجب البيتي :
إن أزمنة العشاق تمر من أمامي مثل طوابير الجند
أين أنت لم أرك
وتقول انك عاشق..؟
همست لها : انظري هناك أنا فوق الحصان الأبيض وفي يدي صورة عشتار وزقورة..
قالت : أنت ذاك ولكن وجهك مشعا غير ما أنت الآن
قلت : كنت في غاية سعادتي لأنها كانت تقبلني برقة..
العرافة لحظتها عَرفتْ الحب بأنه قبلة رقيقة تشبه ستيانا لصدر أخر ملكات جمال القرن العشرين..
وكان الستيان لونه أسود

******************************************

هذه ليست قصائد حب
إنها تفسير لما يحدث
وما يحدث يجعلنا نخبئ أوطاننا فينا
ونخاف عليها من قبعات العسكر وبؤس التقاليد وأنفلونزا الطيور


*****************************************

في الأخر ..سأهديك نصا لأمٍ ماتت ولم يتكحل في جفنها صورة أسطورتك
أم بغدادية مضيئة كشمعدان كاتردائية وكمشكاة في مرقد شهيد صوفي
أنتِ لم تدركِ هواها في وطن تباعدت فيه الجهات
لكنها أرادت لقبرها أن يفتح في لحظة سقوط دمعتك.
غير انك بعيدة..
وحده خيال عشتار بدلا عنك رمى الورد على قبرها
ورغم هذا كانت عيناها تنتظر خطواتك البنفسجية
أنتِ وقتها كنت تحملين هم أمم الأرض
وترسمين حدودا آمنة لشعوب البلقان
أمك الرائعة التي تشبه صباح سماء وردية
أغمضت أبواب القبر
وطرزت لك وطنا من السلامة
وأهدتك أصابعي لأكتب فيها على شفتيك سورة الفاتحة

أور السومرية 12 آذار