زواج ملكي متعدّد الثقافات



نادية خلوف
2018 / 5 / 20

أعتقد أن من حقّ المرأة أن تطلّق، وأن تتزوج من ترغب به، وأن تسوّق لنفسها، وهذا ماجرى مع الممثلة الهندية الأمريكية ميغان ماركل.
أسمح لنفسي اليوم أن أقوم بدور المحلل الاجتماعي لقضايا الحبّ، وأتحدّث عن الزواج المتعدد الثقافات .، وتحديداً عن زواج ميغان ماركل والأمير هاري.
قال هاري في أول مقابلة مع بي بي سي بعد إعلان الخطوبة. "لقد قدمنا لبعضنا البعض في الواقع من قبل صديق مشترك"
قالا فيما بعد أنها امرأة ، وكانت في الحقيقة هي مصمّمة الأزياء ميشيل نونو التي كانت متزوجة من أقرب أصدقاء هاري " جيلكس" ،كانت تعرف طباع هاري. كما أنها كانت تعرف ماركل جيداً .
قام الأمير هاري بدعوة ماركل لمرافقته في رحلة إلى أفريقيا بعد ثلاثة أو أربعة أسابيع فقط. وقال "لقد تمكنت من إقناعها بالقدوم والانضمام إلي في بوتسوانا وخيمنا مع بعضنا البعض تحت النجوم"
يا إلهي! كم من الصّعوبات واجهته في ذلك الحبّ الكبير!
في جميع الأحوال كانت شهادة مصممة الأزياء ميشيل نونو ذات قيمة مثالية بالنسبة للعائلة المالكة.، وقد وصفت نونو ماركل أنّها كريمة.
التحليل الاجتماعي في شؤون الحبّ
نعيش اليوم في عالم العولمة الذي ينتشر فيه التّسويق كفنّ قائم بحدّ ذاته، ولو أن ساندريلا ذهبت لنونو وقالت لها أرغب بالأمير الذي فقدت حذائي في حفلته، لما استقبلتها، وكلّفت الحراس بضربها، فماذا تستفيد نونو من ساندريلا؟
هي سوف تستفيد من ماركل. ليس في تصميم فستان العرس. بل بالنّسبة المئوية التي تأتيها من الصفقة سواء من ماركل، أو العائلة المالكة التي ترغب بزيادة دخلها بأيّة طريقة.
أبسّط الأمر كي أستوعبه أنا أوّلاً ثم تأتي مرحلة إقناعكم. ولتبسيط الموضوع أكثر يمكننا القول على مبدأ جدتي : "من معه قرش يساوي قرش"
وهو اختصار لقانون السّوق، فمثلاً ممثلة الأفلام الإباحية ستيفاني كليفورد التي لم تصل إلى الأربعين تعتبر أن عملها مهنة شريفة ، وأقامت دعوى على الرئيس الأمريكي ترامب أمام محكمة في لوس أنجلس تطالب فيها بإعلان بطلان اتفاق " السرية" الذي أبرمته معه لقاء 130 ألف دولار. هي لا تهتمّ بالحقيقة لأمر ترامب. بل ترغب بزيادة دخلها، ولن تقبل بالزواج سوى من شخصيّة مرموقة. لم لا؟
دور الخاطبة موجود سواء بيننا أو في الغرب، السّلعة الموجودة والكاسدة لدينا هي الأنثى لذلك توجد سوق لزواج الإنثى التي لا زالت في سن المراهقة من رجل ستيني يمكنه أن يطعمها، وقد لا يكون غنيّاً، وإن كانت الأنثى تملك المال. تستطيع أيضاً التسويق لنفسها ، والزواج برجل لا يملك المال، لكنه يملك" العلم" مثلاً ، وينتهي بها المطاف إلى أن تخسر المال، وتكتشف بأنّ " علمه" كان مزيّفاً. نحن لا نتحدّث عن النساء العربيات، نتحدّث عن نساء حصتهنّ في السوق قوية، ورغم هذا فإنّ زواج الأميرة هيا بنت الحسين من حاكم دبي جرى بنفس طريقة هاري بغض النظر عن وسامة الأميرهاري وصغر سنّه ، فلكلّ طالب زواج حاجة ما " غير الحب" طبعاً.
أعجبني حفل الزواج الأسطوري المتعدّد الثقافات، وكذلك أعجبتني الزّغاريد الهندية التي كانت من ضمن التسويق للأميرة الجديدة، وأعجبني أكثر قدوم طاقم السّوق كلّه للاحتفال، وقد أتى بدعوة مدفوعة الثمن من ماركل، وأهم مسوّق في هذا الطّاقم أوبرا الشخصية المتّهمة بكثير من التّهم، والتي تمثّل البساطة الكاذبة.
في جميع الحالات، والحديث هنا موجه للنّساء، وبخاصة العربيات، وبالأخصّ السوريات. لا هاري من أجلكنّ، الموضوع يحتاج لميزانية أكبر من ميزانية سورية، وآباؤكنّ ليسوا داعمين كوالد ماركل الذي أدخلها إلى عالم السّينما. آباءكنّ مشغولون بشرب كؤوس الوطن في المساء على وقع الماركسية واليساريّة ، والذهاب يوم الجمعة إلى الجامع على وقع " الثورة المقتولة" والتي يمثّلها الذّقن والحجاب الآن، وآخر ما يفكروا به لو تزوجتن من هاري، أو أطعمكنّ الزّوج السّم الهاري.