من تشخيص أمراض الحضارة الاسلامية الحديثة



لعموش ناطور
2018 / 8 / 15

دمار الأسرة
من تشخيص أمراض الحضارة الاسلامية الحديثة:
الأسرة هي اللبنة الأولى التى يقوم عليها بناء أو دمار المجتمع..
واستطاع إبليس منذ مائة عام أن يدمر المجتمع، ودمّر الأسرة إلى أن وصلت من التفكك والانحطاط لأنّ يلعن الولد أبيه وأمه والبطن الذي حمله، فماذا يتأمل الانسان من هكذا مجتمع سوى التدمير والقتل وانتهاك الحرمات البشريّة من دماء ونساء وأموال...!؟.
أمّا دين المجتمع فاستلم إبليس تعليمه في المجتمع لدرجة أنّه سلّم هويّة الأنبياء والرسل والأولياء لكل فرد فيهم، فأصبح الجميع أولياء، ولا حاجة لموالي ومسلمين لأولياء، لذلك الجميع أولياء.. فطار الاسلام منهم وسقط، والله يطالب أهل الأرض بالتسليم لأوليائه فكفروا بأوليائه وحاربوهم ومكروا بهم لقتلهم.! والاسلام تنازل من أولياء إلى موالي وتسليم السمع والطاعة لهم، ولا جنّة بدون سمع وطاعة أحياء لأحياء ولا سمع لأموات فما بتركب أن يسمع للميت صوت لتقديم الطاعة الوهمية للأموات، طاعة مالا يسمعه بأذنيه، لا طاعة لما يقرأ بعينين، والله لم يطالبهم بتقديم البصر والطاعة بل السمع والطاعة وهذه أول أمّة على الأرض تحول أمر الله من السمع للبصر لما يقرأ وعليه السمع لما يقرأ، ولا تقبل عند المجانين ..!
من خلال نقل الطاعة من السمع إلى النظر وقراءة الأمر بالقراءة لطاعة الله، فوقعوا بطامّة ما سبقهم بها من أحد من العالمين، وطمأنهم إبليس بأنهم الفرقة الناجية وغيرهم إلى النار، والطاعة بالقراءة ولا حاجة لأن يسلموا فإسلامهم بجيوبهم وبين أيديهم، والأولياء لله ضلّوا عن نهج إبليس لشرار الخلق الذين لاتقوم الساعة إلا عليهم، وأصبح كل فرد منهم هو الأمّة أمّة محمد ولا يقبل بغيره، وهو الجماعة ولا حاجة لغيره لتكتمل الجماعة ضلال لم يردني في ضلال الأمم السابقة التي ضلّت، ويستحيل تجميعهم بهذا الفهم الذي جنكلهم به إبليس ومن الصعب فكّه أو إخراجه لتعود الأفهام إلى نصابها وعرفها.
الذي خلق البشر ربطهم بأنسابهم وروابط أنسابهم إذ يقول العليم الخبير:
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ."
الشعوب هي مجموع الفروع التي تنحدر من القبائل والعشائر ضمن تسلسل ولاءاتها، وسمع الجميع بين يدي أوليائهم لتقوم الطاعة لصلاحهم وحفظ دماءهم وأعراضهم وأموالهم، وأوليائهم هم وكلاء دمهم ومالهم وعرضهم.
والجميع سقط بحضن حضارة القرن العرين والحادي والعشرين ولم يبق للفرد قيمة والكلاب لها ثمن وهم لا ثمن لهم.
فالأخ يغدر بأخيه .. ويقتل أخيه .. ويدمّر أخيه.. وابن العم يقدّم ابن عمّه ضحيّة لجلّاد.. والزوج يغدر بزوجته.. والزوجة تغدر بزوجها.. وكيوم القيامة كما يقال: نفسي.. نفسي.. لكنّهم اليوم حتّى بأنفسهم يغدرون.
لقد تمّ تدمير الانسان لصالح الجزارين الذين استفردوا بهم لسلخهم أحياءً وأمواتاً.
واغتصاب نسائهم وسلخها وحرقها حيّة ميتة، ولا ناصر لهم:
" فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ."
لقد كفروا بآبائهم وأمهاتهم وأنفسهم نعم هذا هو كفرهم الحقيقي ومالهم من ناصرين لقد تخلّى العالم عنهم.
إنّهم يعيشون بأهوائهم القاتلة و لا مرجع لهم أو مراجع:
" بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ."
أين يجد هداه من اتّبع هواه.؟
أين يجد العدالة من اتبع هواه وكفر بعدله.؟
من ينقذ من خنزر نفسه سوى حظائر سلخهم وقتلهم وانتهاك حرماتهم التي لم يبق لهم حرمة في الأرض. وكلّما شردوا من حظائرهم أعيدوا إليها.؟
كيف يفكر هؤلاء..؟ وهل يعقلون حقائقهم ليفكروا من خلالها..؟
الأرض ضجّت بهم وتتفجر بزلازل لاتقف والأعظم قادم ‘ن شاء ربي قادم قادم لانقاذ الأرض من نجاساتهم.
وانتظروا القادم وأنا معكم...!