العنف ضد المرأة =العنف ضد الطفل



هاتف فرحان
2006 / 3 / 31

ان من اصدق المؤشرات على قوة المجتمعات وتحضرها هو حياة الا طفال والنساء في هذه المجتمات لارتباط وضع الاطفال والنساءبشكل لايمكن فصله وخاصة في مجال تعرض النساء للعنف ومعدل وفيات الاطفال دون سن الخامسة والذي يعتبر مؤشرا حاسما على مستوى حياة ورفاهيةالاطفال يشيرالى هذا الارتباط فالاطفال المولودين لامهات حرمن من اي تعليم يواجهون احتمال الموت قبل بلوغهم العام الاول تبلغ ضعفي احتمال موت الاطفال الذين تنجبهم أمهات حصلن على تعليم بعد الدراسة الابتدائية واطفال النساء اللواتي يتعرضن للعنف من قبل الزوج عرضة للموت قبل بلوغ سن الخامسة اكثر بست مرات من الاطفال الاخرين يجعل الرأي القائل بتساوي العنف ضد المرأة مع العنف ضد الاطفال أمراً معقولاً. أن ممارسة العنف ضد المرأة لا تدفع ثمنه المرأة فقط بل يشاركها الاطفال هذا الثمن فالاطفال الذين يشاهدون هذه الممارسات عادة ما يكونوا معتلي الصحة ويعانون من مشكلات سلوكية تعيق عملية اندماجهم مع محيطهم الاسري والمجتمعي ويزرع في نفوسهم سلوكيات هدامة ونماذج سلبية يحتذى بها الطفل الناشيء في تعامله مع اطفال المحيط أو خارجه ويديم دورة العنف ويجذرها كأسلوب للتعامل في حالات الاختلاف مع الاخرين. أن شيوع العنف ضد المرأة ضمن المحيط الاسري تعتبر احد الاسباب الرئيسية لحالات التوتر والتفكك العائلي كالانفصال الموقت والطلاق والذي يكون له أبلغ الاثر في حياة عناصر هذه الاسر ويعاني الاطفال والنساء أقسى الظروف من جراء هذه الحالات بحرمانهم من الاستقرار العائلي ومن عواطف الابوة والامومة وقد يكون التشرد والتسول والانحراف
نتيجة لمثل الحرمان ويتاثر المحيط الا سري بعدة عوامل يكون لها ا لاثر الكبير على مستوى حياة النساء والاطفال ويأتي العامل الاقتصادي بالمرتبة الاولى من حيث التأثير خاصة عند النساء اللواتي لايتمتعن بدخل اقتصادي مستقل في مجال صحة الام والطفل فمتى كان الدخل ضئيلا لاتستطيع الاسرة ان تحقق لعناصرها غذاء صالحا على مستوى الكم والنوع مما يؤدي الى اصابة اطفال ونساء هذه الاسر في الغالب بمرض سوء التغذية والذي يعتبر عاملا هداما للصحة بالاضافة الى طبيعة سكن هذه الاسر والتي تفتقر الى ابسط مستلزمات الصحة العامة والذي يساعد على تفشي الامراض فيسقط ضعيفي المقاومة صرعى على مذبح الفقر والحرمان ومؤشرات سقوط الاجنة ووفيات الامهات والاطفال والامراض المزمنة والعوق تشيربوضوح الى هذا العامل .
ان هذا العامل يكون في احيان كثيرة دافعا اساسيا للعنف من خلال اجبار النساءعلى
التسول والبغاء والاشتراك بعمليات اجراميةاو ارهابية واستغلال الطفولة من خلال تشغيل الاطفال بسن مبكر ودفعهم الىا لتسول والسرقة وباتي العامل الثقافي بالمرتبة الثانية
من حيث التاثير اذا ان لثقافةالام دوراساسي وتا ثير كبير على الواقع الاسري في مختلف المجالات وخاصة على الجانب الصحى والتربوي للاطفال .ان انتشار الجهل بين الامهات نتيجة لحرمانهن من التعليم كان له الاثر الكبير في جلب الامراض المزمنةوالاعاقات والانحرافات والوفيات على كثير من الاطفال من خلال تمسك هذه
الامهات بجملة من التقاليد والمفاهيم البالية في التعامل مع الاطفال .
ان الحديث عن المستقبل في الفضاء العربي يركز في خطابه على الطفل با عتباره يمثل صورة المستقبل وبمعزل عن حقوق المراة يمثل قفزا على السياقات
والتفافا على قضايا المراة وتجاهلا لدورها في صنع هذه الصورة كما انه يمثل استعارة لخطاب امم متقدمة حسمت قضايا وحقوق المراة واتجه خطابها الى
الطفل. ان المحيط الاسري يعتبر الحاضنة الاساسية والرئسييةالتي تحتضن الطفل
وتقدم له كل العناية والرعاية والتطوروالمحور الا ساسي في هذة العملية هو دور
المراة في هذا المحيط ومامن عنف تتعرض اليه المراة الا وانعكس بالسلب على
الطفل وتجاهل حقوق المراة سيشوه تلك الصورة الجميلةالتي طالما نتحدث عنها
وسندرك عاجلا ام اجلا بان النساء والاطفال الاقوياءبحقوقهم يشكلون مجتمعات قوية وفاقدي هذه الحقوق يشكلون مجتمعات هشة وضعيفة.