شفان...في أجمل أغنية عن الزوجة في العالم



عبدالرزاق دحنون
2018 / 9 / 1

من النادر أن نسمع أغنية عن الزوجة بهذه العذوبة, لذلك قلت أجمل أغنية. أغنية "خانمامن" تهزُّ كياننا هزراً عنيفاً, وتثير كوامن مشاعرنا , وتُغيرنا. أغنية تستولي على قلوبنا وذاكرتنا وروحنا, تعبّر عمَّا شعرنا به دائماً ولم نستطع التعبير عنه. أغنية تغمرنا بنشيد الحياة, حياتنا. وتفتح ألف شارع لروائح الليمون فينا. هي ألف أغنية في أغنية. تسمعها كلَّ مرة كأنك تسمعها أول مرة.
ونسأل من جديد ما هذه الرابطة التي جمعتْ بين الزوج والزوجة؟ ما هذا السحر المقدس؟ هل هي علاقة جسدية مشبوبة بالحب المتوقد؟ أم هي علاقة تماثل ولياذ, تتماهى بالسكينة والمودة والرحمة, يتآلفان فيها, يلوذ بها وتلوذ به من وحشة الطريق, وقلَّة الزاد, وبعد السفر. ويكون كلاهما عوناً لصاحبه على مصاعب ومتاعب الحياة؟
ها هو صوت المغني يأتينا دافئاً شجياً حنوناً قوياً صافياً يكسر بلَّور الروح فينا و يمسّ شغاف القلب منَّا, فيتركنا في حيرة من أمرنا. هل يتلفَّت القلب من شغف وهيام ومودة؟ أم يا ترى من وجع الغياب وحزن السنين وسيل الدموع الجارفة وتلك الدروب الطريَّة الحافية؟ ثمَّ في نهاية الشوط و الشوق يكاد يقتلنا تذهب أقدامنا بالروح على عجل صوب الحبيب نحتضن ما تبقى فيه من رفق وحنان ومودة وعزَّة قبل أن يهرب في المدى المفتوح للأعداء والنسيان. و يخاطب المغني الزوجة في صوت يطال قمم الجبال وينداح عبر الأودية التي تغيب في غبش الفجر القادم, فتُرجِّع تلك الأودية الصدى ألماً موجعاً يكاد من حسنه القلب ينفطر : "زوجتي, سيدة بيتي وكنزه, عزيزتي, أغاضبة مني اليوم؟ ماذا حدث مجدداً؟ عزيزتي تعالي إليَّ, يا نور عيني, أعلم أنك مضناة ومجروحة, سيدتي أتألم أنا أيضاً كما تتألم أمنا كردستان".
ها أنت يا شفان من ألف زنبقة حاولت أن تجد إيقاع أغنية للوداع الجميل, ورحت تبحث عمَّا غاب من قمرك, دع عنك حزنك, ليس المكان مكاناً حين تُنشده, أكلَّما حطَّ على حجر طائر الحجل يبحث القلب عن حواء ترشده. و يا شفان هل ضاقت بك الحيل, وغصَّ القلبُ من وجع, وضاقت السبل , وطار من صدرك رفّ الحمام فرحت تصرخ:" زوجتي, سيدة بيتي وكنزه, سيدة بيتي وزخرفه الجميل ". و على فكرة, أنت قدمت لحن أغنية رائع أيها المغني النبيل.
ويصدح صوت المغني من جديد معلناً الانتصار الكبير لحق الزوجة في العيش الكريم في بيت كريم في وطن كريم. يريد أن يُعطيها الأمل في كسب الحرية كي تستطيع اطلاق يديها في بناء ذاتها أولاً ومن ثمَّ تستطيع المساهمة في بناء الأوطان. فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل في بلاد ضاقت دروب شعابها وتغيرت في الصبح مسالك أهلها. وتجد نفسك منساقاً إلى هذا الألق الغامر والعذوبة الفاتنة فتُتابع المغني في حكايته الموجعة عبر نسيج مخملي من الأنغام المستقاة من وقع حفيف أوراق نهاية الخريف الذي يلملم أوراق أشجاره ويرحل مع موسم الرياح في تلك الشعاب القصية في كردستان: " سيدة بيتي وزخرفه الجميل, أنت كنزي, عزيزتي, حبيبتي, تريدين أن تكوني حرة كالنساء, اتركي الزوج والأطفال وعيشي, لديك حق يا عزيزتي, شفان أيضاً يتنهد مثلك".