الصادق المهدي يفند كل دعاوي قوى الإجماع و يتحدث عن ما جرى في جنيف من مساجلات حول حقوق الإنسان.



عبير سويكت
2018 / 10 / 12

الصادق المهدي يتحدث عن عودته و يرد على قوى الإجماع و يدحض كل الإتهامات الموجهة لوفد نداء السودان بجنيف.


الصادق المهدي :
همنا أن يعلم الشعب السوداني أن القوى السياسية الأساسية في السودان هي نداء السودان ،و قوى الإجماع نسأل الله أن يهديهم فمواقفهم فيها مزايدة على الآخرين.

الشعب السوداني نحن الأدري بمصلحته من قوى الإجماع في الماضي و الحاضر والمستقبل إن شاءالله، أما هم فليفعلوا ما يشاؤون، لكن في النهاية بثمارها تعرفونها.

الذين سيأتون بنتيجة للشعب السوداني هم الذين سيجدون تأييده، ونحن جئنا بثمار للشعب السوداني في أكتوبر، و جئنا بثمار للشعب السوداني في رجب أبريل، و كل هذه الثمار كانت عن طريق حل القوى الناعمة، و ليس بالقوى الخشنة ،و فعلناها مرتين و سوف نفعلها للمرة الثالثة.

حزب الأمه هو الوحيد الذي لم يشارك في هذا النظام، فاروق أبو عيسى و من يسمون أنفسهم قوى الإجماع جميع هؤلاء الناس الذين تسمعينهم يتكلمون الآن كانوا يوماً ما جزءاً من نظام الإنقاذ و كانوا في برلمانه و إداراته، فقط نحن في حزب الأمة الوحيدين الذين لم نشارك في نظام الإنقاذ .

المعارضة المسلحة نحن نعتبرها جزء من المراشقة مع النظام، نحن مع الحل السلمي و أفضل ميدان له هو داخل السودان.

الأخ ياسر عرمان يحق له أن يقابل مصطفي عثمان في أي زمان و مكان, نحن ضد مبدأ المقاطعات السياسية، و أنا شخصياً الأخ مصطفي عثمان يتصل بي تلفونيا مرات عديدة و يتحدث معي، و أنا أينما أكون في القاهرة، في أديس أبابا، في لندن التقى الجميع بما فيهم وفد الحكومة و أجلس و أكل معهم لأن السياسة السودانية ليس فيها مقاطعات.

من يتحدثون عن لقاء عرمان و مصطفى هم في رأيي أغبياء و بلهاء، و أنا و زملائي في نداء السودان مستعدين لمقابلة أي شخص نختلف معه سياسياً لإيجاد مخرج للوطن.

نحن لا نهتم لجماعة المنكفئين و سنقابل من نشاء و نتحاور مع من نشاء، و ربنا حاور أبليس ذاته، أذن نحن نحاور لكن نحرص دائماً على عدم التنازل من المبادئ.

ما قاله هذا الرجل"منسق المجموعة العربية" هو كذبة سياسية، كما تعلمين هناك تعريف بأن الدبلوماسية لدى بعض الناس تعني الكذب السياسي.

منسق المجموعة العربية التقى بوفد نداء السودان لكن الدول العربية و الحكومات العربية تجامل بعضها البعض، و يمكن أن يكون ناس الحكومة اتصلوا به و قالوا له:(كيف لك أن تفعل ذلك؟)، يعني يكونوا قد سألوه لذلك هو سارع بالنفي.

من يقول أن وفد نداء السودان رجع بخفي حنين من إجتماعات جنيف، من يقول مثل هذا الكلام الفارغ هو حنين نفسه.

ما قاله سعادته "مصطفى عثمان" أن وفد نداء السودان جرجر أذيال الهزيمة في مجلس حقوق الإنسان غير صحيح، الذي حدث هو ما طلبه النظام فشل فيه و ما طلبناه نحن أيضاً فشلنا فيه.

ما قاله البشير و الطيب مصطفي مجرد كلام فقط، أنا في رأيي بكل بساطة شديدة أي كلام عن دعوة للمعارضين يظل مجرد كلام، إذا كانت هناك جدية فعلاً يجب أن يعلنوا عن عفو عام فإذا حدث ذلك أنا في رأيي سيثبت صدق هذه الدعوة. 

ليس هناك أي حظ لنجاح تحالف 2020 في ظل وجود هذا النظام.

عليك أن تسألي حزب الأمة و ليس أنا، لماذا لم يشاركوا في ورشة تنزانيا؟

كلامي عن وئام كان بمعنى أن هناك مشاكل إجتماعية و سياسية كثيرة جداً في السودان، و الناس بدل أن يعالجوها مسكوا في موضوع وئام و أصبحوا ينتقدوها،أما الذين ذكرتهم في مقالي ليس من باب الإدانة و لكن من باب أن اخدم مشاكل حقيقية موجودة .

المكانة التي أحتلها الآن في العمل الوطني أصلاً محفوفه بالمخاطر لأني أقول كلمة الحق دون خوف أو محاباة لذلك أنا دائماً مهدد منذ عهد إبراهيم عبود،و جعفر نميري، و كذلك عهد الإنقاذ.

في عهد عبود عندما كتبت كتابي في "مسألة جنوب السودان" في أبريل عام 1964 إستدعاني وزير الداخلية و قال لي :هذا الكتاب مرفوض و أحذرك أن هذا الموقف سوف يعرضك للمساءلة الجنائية.

لأني كنت و ما زلت امثل الشرعية الديمقراطية و الشعبية ضد الأنظمة الإستبدادية كنت هدفهم، و جعفر نميري هو نفسه قال بعد إسقاط نظامه : أنا متأسف أني لم أقتل الصادق المهدي.

أنا أقوم بدعوة الحق و لذلك أنا مستعد أتحمل عواقب موقفي و دفع الثمن، و جميع الإجراءات التي إتخذتها الحكومة ضدي كيدية.

في النهائية محاكمتي ليست فيها ضمانات أن تكون عادلة و علنية لأن النظام عنده أجهزته القضائية و يمكن يحولها لمحكمة عسكرية، مع أن هذه ألافعال تتناقض مع حقوق الإنسان و الإتفاقيات و المعاهدات الدولية التي تقول أن جميع المحاكمات الخاصة بالمدنيين يجب أن تكون أمام قضاء مدني.

أنا لا أضمن أن تكون محاكمتنا عادلة لأن قبلنا النظام أعدم 28 ظابط (ظباط رمضان) بدون محاكمة عادلة، و أعدموا بطريقة تتناقض مع القوانين العسكرية لأنهم كتفوهم و رموهم في حفرة و ظلوا يرموهم بالمسدسات قبل أن يموتوا .

يمكن أن يكون داخل النظام أشخاص يعلموا أن الإجراءات التي اتخذت ضدنا كيدية و قد يسعى هؤلاء لسحب هذه البلاغات أو يحرصوا على أن تكون هناك محاكمة عادلة.

ليس هناك حاجه إسمها "مقاطعات سياسية" قلنا لإمبيكي نرفض وليمة الفطيسة التي تدعونا لها، لكن نحن على إستعداد لمقابلته و التحاور معه و نصحه من أجل القضية الوطنية.

 أنا ضد فكرة المقاطعة و مبدئي هو الإتصال بكل الأطراف دون أن نتنازل من الحقوق و المبادئ. 


قرر السيد رئيس الوزراء الشرعي و رئيس نداء السودان و رئيس حزب الأمة المعارض و رئيس منتدى الوسطية العالمي العودة إلى السودان، و أوضح أن تحديد التفاصيل و تاريخ العودة يحدده حزب الأمه بالداخل لأنه حزب مبنى على الشورى و المشاركة في إتخاذ جميع القرارات.
و المعروف أن السيد الإمام لديه عدة طواقي يتحمل مسؤوليتها طواقي دولية و عربية و أفريقية إسلامية و إقليمية في مجالات سياسية و فكرية و الدعوة إلى السلام العالمي.. إلخ.
و بناءا على ذلك كان الإمام قد غادر السودان في شهر فبراير الماضي لتنفيذ العديد من المهام منها :الحوار الوطني، نادي مدريد، المجلس العربي للمياه، هيكلة نداء السودان، و منتدى الوسطية العالمي الذي يرأسه السيد الإمام .
و بعد إنتهاء جزء من مهامه كان قد توجه إلى مصر التي منعته من دخول أراضيها الأمر الذي اضطره إلى توجه إلى لندن في شهر يوليو.
و يعتبر السيد الصادق من الداعين إلى التغيير بالطرق السلمية و نبذ العنف و السلاح و إيمانا منه أن المعارضة السلمية ميدانها هو داخل البلاد و ليس خارجها، لذلك قرر العودة و أعلن استعداده للمحاكمة بجميع التهم و البلاغات التي وجهتها له الحكومة، و التي تصل حد الإعدام إقتناعا منه أن المكانة الوطنية التي يحتلها في العمل الوطني محفوفه بالمخاطر و أن قول كلمة الحق دون خوف و لا محاباة يكلفه ثمن غالي في ظل الأنظمة الإستبدادية التي كانت تتربص به منذ عهد عبود و نميري و الآن في عهد الإنقاذ.
و لأهمية الموضوع هاتفنا السيد الإمام و أجرينا معه هذا الحوار المباشر الذي شمل قضايا الساعة السودانية السياسية و الإجتماعية.
و الآن إلى مضابط الحوار :

وصفتم سياسة الحكومة بالعصا لمن عصا، و دق القراف خلي الجمل يخاف، يا تدري يا أكسر قرنك، و من المعلوم أن الحكومة دونت ضدكم العديد من البلاغات و التهم التي تصل عقوبتها لحد الإعدام، و مع ذلك تؤكدون عودتكم إلى السودان، ألا تعتقدون أن قراركم هذا محفوف بالمخاطر؟
أولاً بسم الله الرحمن الرحيم.
المكانة التي أحتلها الآن في العمل الوطني أصلاً محفوفه بالمخاطر لأنني أقول كلمة الحق في قضايا تمس سلطات كثيرة ليس في السودان فقط بل في المنطقة كلها، و الشخص الذي يجهر بكلمة الحق ينبغي أن يدرك أن هذا الموقف محفوف بالمخاطر، فأنا منذ أن وجدت في العمل العام أشعر بأن موقفي فيه مخاطر في عهد السيد إبراهيم عبود، و في عهد السيد جعفر نميري، و في عهد النظام الحالي، و في ظل جميع هذه العهود أنا كنت و ما زلت معرض للخطر.
في عهد عبود عندما كتبت كتابي "مسألة جنوب السودان" في أبريل عام 1964 إستدعاني وزير الداخلية في عهد السيد إبراهيم عبود و قال لي :هذا الكتاب مرفوض و أحذرك أن هذا الموقف سوف يعرضك للمساءلة الجنائية.
و في عهد السيد جعفر نميري أنا تعرضت عدة مرات لمحاضر كبيرة، و فعلاً حكم على بالإعدام، و في عهد السيد جعفر نميري أيضاً هو نفسه بعد إسقاط نظامه قال : أنا متأسف أني لم أقتل الصادق المهدي، هو قال هذا الكلام لأنه كان يشعر أن موقفي يمثل الشرعية الديمقراطية و الشعبية ضد نظامه، و لذلك كان دائماً يسلط على إجراءات قانونية و أحياناً إجراءات غير قانونية كالسجن دون محاكمة.

و في العهد الحالي أنا تعرضت لمخاطر عدة مرات منها عندما أنتقدت في مايو 2014 تصرفات السلطات الحكومية، فقاموا بفتح بلاغات ضدي تحت المادة 50، و قالوا أنني أريد أن أسقط النظام بالقوة، و المادة 50 أيضاً فيها مساءلة قانونية و عقوبة الإعدام.

كذلك عندما أبرمت إعلان باريس في أغسطس 2014 أعلن النظام أني أفعل ذلك لأني أريد إحتلال الفاشر، و بعد ذلك عندما تم انتخابي رئيساً لنداء السودان فتحوا ضدي كل هذه البلاغات، و هي كلها إجراءات كيدية، و أنا أتحمل هذه الأمور لأني أعرف أن ما أقوم به هو دعوة الحق و لذلك أنا مستعد لدفع هذا الثمن.
و أنا عندما قررت العودة تركت التفاصيل بما فيها تاريخ العودة تقرره أجهزتنا في الداخل، و هذه العودة فيها محاكمة و نحن سوف نحضر لمحاكمة النظام على جرائمه العديدة، و هو نظام وجهت ضده إتهامات من 140 دولة و متهم بالابادة الجماعية و الانقلاب على الديمقراطية، و كل الذي طالبناه و نرجوه أن تكون المحاكمة عادلة و علنية، و إن تكون محاكمة للنظام أيضاً، و ينبغي أن تكون هذه المحاكمة مراقبة شعبياً و دولياً لأنه يجب أن تكون هناك محاكمة للنظام على جرائمه التي ارتكبها.
على كل حال يا أستاذة أنا أعلم أن ما أقوم به من كلام دون خشية و لا محاباة و تمسكي بمباديء، هذا الكلام يعرضني لمخاطر، لكن أنا إنسان مستعد أن أقول كلمة الحق، و في وجود طغاة في السودان و خارجه على أن أكون مستعد لهذه المخاطر التي يحيكها ضدي هؤلاء الطغاة.
يا أستاذة أنا أريد محاكمة أمام الرأي العام، و كما تعلمين مجلس حقوق الإنسان الآن التابع للأمم المتحدة قرر فتح مكتب في الخرطوم لمراقبة تصرفات الحكومة السودانية حول قضايا حقوق الإنسان، و هذا المكتب سوف نجتهد على إشراكه في مراقبة هذه المحاكمة.

صحيح أن في النهائية أن النظام عنده أجهزته القضائية التي هو يحرص أن تكون هي محل القرار و المحاكمة، و أنا أعلم أن الموضوع كله ما فيه ضمان، ليس هناك ضمان أن تكون هناك محاكمة عادلة، و لا ضمان أن تكون هناك محاكمة علنية، لأنهم ممكن جداً أن يحولها إلى محاكمة أمام محكمة عسكرية، و هذه أفعال تتناقض مع حقوق الإنسان و الإتفاقيات و المعاهدات الدولية التي تقول أن جميع المحاكمات الخاصة بالمدنيين تكون أمام قضاء مدني و سنظل نطالب بهذا.
أنا طبعاً لا أضمن العدالة و لكن سنظل نقول هذا الكلام لأن قبلنا إعدم 28 ظابط (ظباط رمضان) بدون محاكمة عادلة، و أعدموا بطريقة تتناقض مع القوانين العسكرية، فقد كتفوهم و رموهم في حفرة و ظلوا يرموهم بالمسدسات حتى قبل أن يموتوا و هم ما زالوا أحياء، هذه كلها أشياء معروفه.
لكن هذا لا يمنع أن نطالب بمحاكمة عادلة، و يمكن أن يكون الآن داخل النظام شخصيات عندها وعي و رأت و أدركت أن هذا النظام ليس دائماً، و أن كان مثل هؤلاء موجودين و هذا فهمهم فعليهم أما أن يعملوا على سحب هذه البلاغات أو يحرصوا على أن تكون هناك محاكمة عادلة.
في كل الحالات ما سوف يفعله النظام هو شأنه، و لكن نحن كذلك نجتهد أن يكون موقفنا هو أن تتم محاكمتنا أمام الرأي العام و أمام الأسرة الدولية، و فيما يتعلق بالقضاء نفسه أنا أعتقد أنه وارد جداً أن يكون في داخل النظام ناس يدركون أن هذه البلاغات كيدية و يمكن أن يسعوا إلى سحب هذه البلاغات، أو حتى أن لم يكن هذا خطهم يمكن أن يكون خطهم محاكمة عادلة.
على كل حال ما سوف يفعله النظام هو شأنه، لكن نحن ثابتون على موقفنا، و كما أنت تعلمين هذه الأنظمة من يعارضها تعمل على إسكات صوته، و أنا أعلم أن هذا قدري لكن لن أسكت و ليفعل النظام ما يشاء.

بمناسبة ذكركم لمكتب مفوضية حقوق الإنسان، يقال أن وفد نداء السودان رجع بخفي حنين من أجتماعات الدورة 39 لمجلس حقوق الإنسان الذي جاءت قرارته داعمة للنظام في السودان؟
رد ضاحكاً : و الله من قال لك هذا الكلام الفارغ هو حنين نفسه، ثم وأصل ضاحكاً الحكومة أصلاً هي كانت تريد أن يكون القرار داعماً لرفعها من البند العاشر لكن...

قلت له مقاطعة :لكن السيد مصطفى عثمان قال :( وفد نداء السودان جرجر أذيال الهزيمة
في مجلس حقوق الإنسان ")!!!.

دعينا من سعادته و ما يقول، الكلام هو كالآتي :
هم كانوا يريدون أن يرفع السودان من البند العاشر الذي فيه مراقبة و متابعة و أن يحظ السودان بالتدريب و التأهيل و أشياء من هذا النوع، و وفدنا كان يقول يجب أن يضع السودان في البند الرابع، و الذي حدث هو ما طلبه النظام فشل فيه و ما طلبناه نحن أيضاً فشلنا فيه ، لكن الذي تم هو إستمرار السودان تحت المراقبة في البند العاشر و هذا ضد ما كانت تريد الحكومة السودانية.

حسنا وفد نداء السودان قالوا أنهم أجتمعوا بمنسق المجموعة العربية الذي بدوره نفى كل ذلك في بيان صريح و قال أنه لا يعرف "ما يسمى بنداء السودان"، ألا ترى أن هذا الكلام يخدم الشامتون كثيراً و في مصلحة المتربصون بكم أيضاً؟
يا أستاذة الذي حدث هو أن المندوب العربي المسؤول أجتمع بوفد نداء السودان و ما أعلنه بعد ذلك في رأيي كذبة بلقاء.

و لكن السيد الإمام الرجل قال أنه لا يعرف شئ إسمه" نداء السودان"!!!

رد قائلاً : أنا قلت لك أنهم أجتمعوا بوفد نداء السودان، و أنا بنفسي سألت وفدنا و قالوا لي و أكدوا على أنهم أجتمعوا بالوفد العربي، لكن كما أنت تعلمين جيداً الدول العربية و الحكومات العربية تجامل بعضها البعض، و يمكن أن يكون ناس الحكومة اتصلوا به و قالوا له:(كيف لك أن تفعل ذلك؟)، يعني يكونوا قد سألوه لذلك هو سارع بالنفي، و كما تعلمين هناك تعريف بأن الدبلوماسية لدى بعض الناس تعني الكذب السياسي و ما قاله هذا الرجل هو كذبة سياسية.

حسنا، لقاء القائد ياسر عرمان بالدكتور مصطفي عثمان أعتبره خصومكم تعدي للخطوط الحمراء و يشي بأن هناك صفقة سرية يطبخها نداء السودان مع الحكومة؟ و في ذات السياق أشاروا إلى أن في ذلك تأكيد لما نفيتموه في حواركم معي عن مقابلة ثلاثة أفراد من نداء السودان لمحمد عطا؟
أولاً أنا لم أقابل محمد عطا مطلقاً.

قلت له :نعم أعلم ذلك و قد نفيت هذا الإتهام في حواري السابق معكم لكن هم اعتبروا أن في لقاء السيد عرمان بالسيد مصطفي عثمان تأكييد على أن هناك مقابلات تحدث بين نداء السودان و الحكومة.

رد قائلاً من قال ذلك؟

قلت له : جماعة الحلو و آخرين من خصومكم في المعارضة.

رد قائلاً : هؤلاء حقيقةً الجماعة المنكفئة، و السياسة ليس فيها إنكفاء لذلك نحن نقابل من نشاء، و نقابل كل الناس و رب العالمين حاور أبليس، أذن نحن نقابل من نشاء، و لكن المهم هو ما هي نتيجة هذه المقابلة؟ هل الناس تنازلوا عن كلمة الحق؟ أم التقوا فقط مع جهة يختلفون معها؟ نحن لا نتحفظ في الالتقاء بجهة نختلف معها مهما كان ذلك ،و لكن نحرص على عدم التنازل من المبادئ، و كون أن الأخ ياسر عرمان التقى بالأخ مصطفي عثمان ليس هناك مشكلة، و أنا شخصياً الأخ مصطفي عثمان يهاتفني تلفونيا مرات عديدة و يتحدث معي، و الأخ مصطفى عثمان هو نفسه يمكن أن يكون هناك بعض الناس أيضاً يسألوه نفس السؤال لماذا أنت تلتقي بهؤلاء الناس المعارضين؟.
لكن أنا في رأيي السياسة السودانية ليس فيها مقاطعة، و ما تقوله تلك الجماعات هو مجرد هبل و في رأيي هؤلاء ناس بلهاء، فالسياسة ليس فيها مقاطعة، في السياسة تتبع كل الوسائل المتاحة لإيجاد مخارج للوطن، لذلك أنا و زملائي لا نتحفظ على مقابلة أي شخص نختلف معه.
و أنا عندما كنت في القاهرة و الآن في لندن و في كل مكان في عمان في أديس أبابا أقابل حتى الوفد الذي يأتي مع الحكومة و اتكلم معهم و أحياناً مرات كثيرة نأكل مع بعض و هذه هي السياسة السودانية ليس فيها مقاطعة.
لكن هؤلاء الذين يتحدثون في رأيي أغبياء و لا يعرفون الإنسانيات السودانية، و لذلك هم يتعاملون في هذه الأمور بحماقة، أما نحن نتعامل مع هذه الأمور بالتواصل المستمر و عدم التنازل عن المبادئ.

حسنا، قلتم أن إمبيكي يدعوكم لوليمة على فطيسة، ألا ترى أن ما قاله القانوني على محمود حسنين و الأستاذ فاروق أبو عيسى:( أن المجتمع الدولي له أجندته و مصالحه الخاصة لذلك يجب عدم التعويل عليه)، أليس هذا صحيحاً؟
يا أستاذة الأسرة الدولية عندها حقوقها و مصالحها، و عندما قدم إمبيكي خارطة الطريق كان هذا لمصلحتنا، و لكن في رأيي هو الآن وصل إلى درجة أنه يريد أن ينهي مهمته فقد تبقى له شهرين، و لذلك فكر في هذا المخرج، و على كل حال عرضه مرفوض، لكن هذا لا يمنع أننا في كلامنا معه رفضنا "الفطيسة"، لكن قلنا له في نفس الوقت إذا كان مستعد أن يلتقينا لنتشاور معه لا مانع لدينا لأن الحوار الوطني السوداني تحت رعاية مجلس الأمن و السلم الإفريقي،و خارطة الطريق تجد دعم من الأسرة الدولية.
صحيح أن إمبيكي بكلامه هذا عمل حاجه خاطئه، لكن هذا لا يمنع أن نكون على اتصال بالأسرة الدولية، و نواصل الضغط لصالح أهداف و مصالح الشعب السوداني.
أما الذين يتخذون مواقف مغلقة منكفئة لا يتحاورون و لا يتكلمون، و في رأيي هؤلاء يتخذون من السياسة مواقف مغلقة لكن نحن لا نتبع هذا النهج، إمبيكي كتب لنا و قال كلام مرفوض، لكن أيضاً نحن لن نقفل الباب، و قلنا له أن أراد التحدث معنا فليتفضل و نحن مستعدين نقابله حتى ننصحه.
لكن ليس هناك حاجه إسمها "مقاطعات"، أنا ضد فكرة المقاطعة و مبدئي هو الإتصال بكل الأطراف دون أن نتنازل من الحقوق و المبادئ.

عقدتم مؤتمركم لنداء السودان في دار حزب الأمة ثم تلاه مؤتمر قوي الاجماع برئاسة الأستاذ فاروق أبو عيسى، ألا ترى في ذلك تشتت لقوى المعارضة في الوقت الذي فيه هي أمس حاجه للوحدة و التحالفات الأمر الذي يحرجكم أمام النظام؟
القوى السياسية الأساسية في المعارضة هي نداء السودان أما الآخرون هؤلاء حقيقة مواقفهم فيها مزايدة، لكن لا أدري نسأل الله أن شاءالله أن يهديهم، نحن لا نريد أن ندخل معهم في مراشقة، لكن يهمنا أن يعلم الشعب السوداني أن القوى السياسية الأساسية في السودان هي نداء السودان ،أم الجماعة الآخرون هؤلاء أن شاءالله في رأيي أن كان ربنا هدأهم سوف يقفوا مع نداء السودان و أن رفضوا ما فيش مشكلة يكون هناك تنوع و تعدد للقوى المعارضة و هذا طبعاً لا يضر بالمعارضة.

نعم، هم كذلك على لسان الأستاذ فاروق أبو عيسى قالوا لا يريدون مراشقة معكم، لكنهم قالوا لديهم تحفظات على القوى التي تنادي بالهبوط الناعم و تسعى لتسوية مع النظام عن طريق المجتمع الدولي، و هددوا بأنهم لن يسكتوا و لن يغضوا البصر عن أي عمل يضر بمصلحة الشعب السوداني؟
خليهم يتكلموا كما يريدون، الشعب السوداني نحن الأدري بمصلحته في الماضي و الحاضر والمستقبل أن شاءالله، أما هم فليفعلوا ما يشاؤون، لكن في النهاية بثمارها تعرفونها، يعني الذين سيأتون بنتيجة للشعب السوداني هم الذين سيجدون تأييده أن شاءالله، و نحن جئنا بثمار للشعب السوداني في أكتوبر، و جئنا بثمار للشعب السوداني في رجب أبريل، و كل هذه الثمار كانت عن طريق حل القوى الناعمة، و ليس بالقوى الخشنة ،و فعلناها مرتين و سوف نفعلها للمرة الثالثة أن شاءالله.

تحدثت قوي الإجماع بقيادة فاروق أبو عيسى و قالوا أن أعداد الدستور في ظل وجود هذا النظام أمر غير مقبول و أن الدستور يوضع بعد إسقاط هذا النظام نهائيا و جذرياً ثم يعد الدستور في ظل الفترة الإنتقالية و بوجود و موافقة جميع المكونات السودانية؟
هذا شغل مزايدات لا معنى له على الإطلاق، و نحن في الأساس قلنا نفس الشئ فيما يتعلق بالدستور، لكن فاروق أبو عيسى و جميع قوى الإجماع و آخرين كانوا جزء من النظام و شاركوا في أجهزته، إلا حزب الأمه هو الوحيد الذي لم يشارك في هذا النظام.
كل هؤلاء الناس الذين تسمعيهم يتكلمون الان و يسمون أنفسهم قوى الإجماع كانوا يوماً ما جزءاً من نظام الإنقاذ و كانوا في برلمانه و إداراته، لذلك ليس عندهم سبب حتى يزايدوا علينا، نحن الوحيدين الذين لم نشارك في أجهزة هذا النظام، لكن هم دخلوا في أجهزة هذا النظام ستة سنوات.

من جانب آخر سخر منكم خصومكم المعارضين واصفين حملتكم لمنع تعديل الدستور و الإنتخابات 2020 و وصفوها "مبادرة السيوف الخشبية"؟
حسنا، أصلاً زمان كان عندنا سيف "العشر"، هؤلاء الجماعات يعيشون في جنة الحسد المستباح إذن دعيهم يعيشون في جنة الحسد المستباح.

حسنا، لماذا لم يشارك حزب الأمه في ورشة تنزانيا مع جماعات نداء السودان : الحركة الشعبية قطاع ـ الشمال، و حزب المؤتمر السوداني، و حركة حق، و آخرين؟
هذا السؤال اسأليه لأجهزة حزب الأمه.

في حديث الإثنين تحدثتم عن الميثاق النسوي و مكافحة التمييز ضد المرأة في الوقت الذي انتقدك فيه بعض كتاب الهامش (عثمان نواي)،بأن مقالكم جاء تأكييدا على حالة الخوف و الرعب التي تعيشونها خوفاً على زوال أحلام الدولة الإسلامية في السودان؟
أولاً أنا كلامي فيما يتعلق بالأنثي وئام و ما كان حولها من جدل، إني أقول أن في السودان تحديات لمخاطر كثيرة جداً منها :
الشباب الذين يذهبون للهجرة غير الشرعية، و الشباب في المعسكرات، أي بمعنى أني تكلمت عن سودان فيه مشاكل إجتماعية و سياسية كثيرة جداً و الناس بدل أن يعالجوا هذه المشاكل مسكوا في موضوع وئام و أصبحوا ينتقدوها، لذلك أنا كنت أقول أن هناك مشاكل في السودان و هذه المشاكل و القضايا تتطلب من القوي السياسية و الفكرية و الدينية أن تنتبه لمواجهتها، و الناس الذين ذكرتهم في مقالي ليس من باب الإدانة و لكن ذكرتهم من باب أن اخدم مشكلة موجودة في الشعب السوداني من كل المستويات.

حسنا السيد زعيم الأنصار، ألا تتفقون معي في أن حظوظ إسقاط النظام جراء معارضة الداخل عمليا و واقعياً أفضل من معارضة الخارج؟
نعم أنا أعتقد نحن في معارضتنا قلنا أن معارضة الخارج فيها الجانب المسلح، و الجانب المسلح نحن ملتزمون بعدم المشاركة فيه، و نعتبره جزء من المراشقة مع النظام، و هذه القوى الثورية نحن ندعوها و نتعامل معها حتى تؤيد الحل السلمي و ليس العسكري، و الحل السلمي أفضل ميدان له هو في الداخل، لذلك نحن في حزب الأمة مهتمين جدا بالعمل في الداخل باعتبار أن هذه الجبهة الأفضل، لذلك نحن نسعى لعمل سياسي و حل سلمي و جبهة الحل السياسي و السلمي هي داخل السودان.

السيد الإمام المعروف أنكم داعية سلام و تسعون دائما لرأب الصدع بين الفرقاء و إيجاد حلول من أجل إحلال السلام، فما هو دوركم حيال موضوع رفاقكم المعارضين المحكوم عليهم بالإعدام، كيف لهم أن يشاركوا في عملية سلمية و هم خارج البلاد مطاردون و مهددون بالإعدام؟
طبعاً إذا كان هناك حوار جاد، فجزء من هذا الحوار قرارات تسمى "تهيئة المناخ"، و هذا جزء من الكلام الموجود في خارطة الطريق، و إذا حصل هذا الكلام و كان هناك تهيئة مناخ فهذا يعني "العفو العام" في كل القضايا الخاصة بالإعدامات و غيرها، فإذا تهيأ الطريق لحوار جاد، استحقاقات هذا الحوار تبدأ بتهيئة المناخ المناسب و هذا يبدأ بعملية العفو العام، و هذا يعني أن تكون هناك مسألة متبادلة، العفو العام لكل من يعلن أنه يسعى لإيجاد حل سياسي و حتى يكون هناك النظام الذي نريد إقامته في المستقبل الوسيلة الوحيدة له هي الوسيلة السلمية.
و على كل حال إذا كانت هناك خطوات لعقد الملتقى التمهيدي الذي تتطلبه خارطة الطريق سيكون هناك كلام عن العفو العام، و يكون هناك كلام عن شروط هذا العفو العام حتى تتمكن كل الأطراف من الوصول إلى حل مثل الكوديسا فى جنوب أفريقيا، و هو الحل الأمثل و نحن نتمثل دائماً بالكوديسا في جنوب افريقيا هو الشكل الأفضل لأن نقتدي بها إذا كان هنالك حلول جادة في السودان.

و ماذا عن الدعوة التي كان قد قدمها الرئيس البشير و الباشمهندس الطيب مصطفي داعين المعارضين في الخارج للرجوع إلى أحضان الوطن و المشاركة في العملية السلمية؟
هذا مجرد كلام أنا في رأيي بكل بساطة شديدة اي كلام عن دعوة يظل مجرد كلام، إذا كانت هناك جدية فعلاً يجب أن يعلنوا عن عفو عام فإذا حدث ذلك أنا في رأيي سيثبت صدق هذه الدعوة.

أخيراً ما هو رأيكم في التعامل في التحالف الجديد 2020 بقيادة غازي صلاح الدين، و ما هو حظ مثل هذه التحالفات في أن تنجح في إصابة الهدف؟
ليس هناك أي حظ لنجاحها في ظل وجود هذا النظام.