ماهكذا تورد الإبل أيها المجلس الاستشاري لحقوق الانسان ؟؟؟



مليكة طيطان
2006 / 4 / 6

ما هكذا تورد الابل ياأيها المجلس الاستشاري لحقوق الانسان ...مناسبة هذا المثل العربي العريق في قعر الذاكرة العربية كما خلقتها ياربنا وجدته مناسبا لمبادرة قام بها المجلس الاستشاري لحقوق الانسان ، حيث نظم المجلس إياه يوما دراسيا بتاريخ اليوم 21 مارس 2006 ، والمناسبة لكي تنسجم مع احياء يوم المرأة العالمي ...هو يوم تداول - هكذا بلغ إلى علمي - حول نتائج عمل هيئة الانصاف والمصالحة وتوصياتها بخصوص النوع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان وتقديم خلاصات الدراسة ، وتفعيلا للتوجيه الملكي السامي بفتح نقاش عمومي حول التقرير الختامي لهيئة الانصاف والمصالحة ... وبما أن الموضوع من صميم اهتمامي كأنثى مرت من تجربة الطاحونة المعلومة. والحدث يسكنني بتفاصيله، ....و موقع مميز فرض امتيازه وسبقه الصحفي عندنا في المغرب إنه الحوار المتمدن يشهد ويوثق هذا الاهتمام واللهم إني قد بلغت ، خصوصا وأنني شاركت في عز الصيف في يوم دراسي بمقر هيئة الانصاف والمصالحة حول نفس الموضوع، الانتهاكات الجسيمة ومقاربة النوع ... وانسجاما مع القيمة العلمية للموضوع سجلت قراءة لللقاء تضمنها مقال مقاربة النوع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان نشرت في الموقع المذكور بتاريخ 27/8/2005 *
إلى حدود الخبر العابر المسألة عادية جدا ...لكن المثير للجدل في الموضوع أن أعلم علم اليقين من خلال اتصال هاتفي بمناضلة نقش اسمها بإزميل التاريخ في الذاكرة الجمعية المغربية والكونية إنها المناضلة التي صار بحديث تاريخها الركبان الأستاذة فاطنة البيه ، وأعلم من خلال هذا الاتصال أنها لا علم لها بالموضوع ، أي والله في نظر من يدبر شأن حقوق الانسان كما هو متعارف عليها رسميا يسقط اسم مثل هذه المناضلة من سمائهم ...أي والله هذه السيدة في المدة الأخيرة خصصت لها القناة الثانية المغربية حلقة في البرنامج الناجح (نوستالجيا ) وهذا طبعا بعد أن كان قصب السبق لقناة الجزيرة في لقاء خاص بالمناضلة المميزة ...بل ينضاف إلى هذا التميز مبادرة الموقع النسائي المنفرد في تشريح القضية النسائية عبر الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ويتعلق الأمر بمركز أمان للأخبار الأردني حيث بادرت الاعلاميات والاعلاميين المكلفين بتسييره إلى طرح المقابلة التلفزيونية في برنامج لقاء خاص بقناة الجزيرة والذي استضاف المناضلة فاطنة ...نعم نقلته الصحيفة المذكورة وبسطته في موقعها وتكون المناضلة المغربية فاطنة البيه في علاقتها بسنوات الجذب السياسي في رقعة بالعالم العربي اسمها المغرب أقول تكون فاطنة المثال الحي الذي لا يحتاج إلى حجج لفلسفة النوع الاجتماعي حينما تدرس وتشرح وتحلل علاقة المؤنث بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان
رجعت إلى الخبر إياه والذي سبق أن أرسلته ضمن موقعي الفرعي للأخبار من أجل النشر في الحوار المتمدن وكان المقصود ...أقول رجعت إلى الخبر درسته كلمة كلمة ، أيضا جمعت ما استطعت من تغطية لهذا اليوم الدراسي وهدفي لعلني أجد ما يبرر لجوء القوم إلى الاقصاء والبتر والتهميش ...كل التغطيات وما شابه ذلك تؤكد أن الحكاية تتعلق بنتائج عمل هيئة الانصاف والمصالحة وأن اليوم الدراسي هو إحياء ليوم المرأة العالمي بصيغة العلاقة التي ربطتها بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في المغرب ، وأن الأمر يتعلق بحقوقيات وبرلمانيات وحريم أحزاب وووو ...تأملت الأمر مليا ربما ثغرة في القضية صعب علي فهمها انتظرت لكي أتصل بالمناضلة التي أكدت جهلها بالأمر
مباشرة طرحت تساؤلات عدة لم يستطع عقلي البليد أو في أحسن الأحوال العبيط الاجابة عنها ...إذا غابت فاطنة ...إذا لم أعبر أنا التي أهتم بالموضوع من خلال كتابات أعتبرها متواضعة أفاجأ أحيانا بأن الابداع العنكبوتي من السند إلى الهند قد نشرها بل تمت ترجمتها في مواقع يتكلف ابني بالوصول إليها ، إذا غابت عن اليوم الدراسي مناضلة كلفها التاريخ بتبليغ أمانة حقيقة واقع دولة عطلت أركانها في زمن الردة الانسانية ...إذا غابت فاطنة التي أخرجت من لجة عبق الطفولة والشباب لكي يسكنوها سراديب تستدعي الموت ببطء شديد ...صبغ رجال الشر جدران حياتها بالرماد ، استأصلوا لفترة من الدهر هويتها النوعية بتغيير الألقاب دون إخبار الأمهات هي فاطنة الكاملة الأنوثة... استيقظ الساكن في الذكر لكي يرفض ان يلتصق بالمؤنث ممارسة أو منهج في الحياة هو حكر على الرجل وعنوان للفحولة التي تميز الرجال ...نعم رفض أن يناديها باسمها المؤنث وأصر على أن يغيره بآخر مذكر وتصير فاطنة (رشيد) والمناضلة وداد(حميد) ، وقمة الصراع كما تقرها فلسفة النوع الاجتماعي هي هذه الصورة التي تلغي أحد مواصفات وخصوصيات الجنس سواء كان ذكرا أو أنثى ، لنفرض جدلا أن المستهدف هو الرجل والتجأ عمالقة الشر إلى تغيير اسمه المذكر إلى آخر مؤنث ترى كيف يكون الأمر والشعور وبالتالي رد الفعل النفسي ؟؟؟ وطبعا نفس الأمر للأنثى المعتزة بأنوثتها
صحيح أن اليوم التداولي هو من أجل جمع المادة والنتيجة وضع مقاربات تهدف إلى غسل رواسب رعب استقرت في قعر اللاشعور عند المناضلة عند الضحية سواء كانت زوجة أو أما أوأختا أو رفيقة ...الخ ...حياة أليمة لا محالة تركت في النفس والفؤاد ندوبا وعقدا وهل أصحاب زمن حقوق الانسان الآن كما هو متعارف عليها رسميا مؤهلون لسماع الجميع والتعامل بنفس المكيال ...حتما فلسفة النوع تلفظ التعتيم والتهميش والاقصاء ...ثمة تناقض ومنذ الانطلاقة ...لا ترتيب ولا تزييف ولا هم يحزنون في فلسفة النوع ...إليها أسند الافتاء في تفاصيل النوع الاجتماعي من أجل جمع ثنايا توصلها إلى دراسة الطبيعة الانسانية
أتساءل مع هذه الفلسفة إذا كانت أهدافها العامة تسعى إلى وضع استراتيجية النوع الاجتماعي وتحصين المساهمات التي تم وضعها بعد جمع المعلومات والقيام بتحليل المؤشرات والمعطيات الاحصائية الخاصة بقضايا المؤنث في إطار النوع ...أبعاد عدة تتقاسم القضية تتوزع بين الاجتماعي والديني والسياسي والحقوقي وبين هذا وذاك يحضر الماضي المعلوم فعل في المرأة وفعلت فيه
أسئلة أملتها مشاكل مجتمع وحاجياته الانسانية والاجتماعية والسياسية من أجل بناء وعي جديد أكثر تحررا ، هكذا يطرح وبإلحاح طي صفحة الماضي بشكل لا يذهب الحقيقة وحدهافقط و مجردة عن أي توجيه أو إرشاد أو وصاية ، علينا أن نعي جيدا أن كل طرف يرغب في طي صفحة ماض معين ليس معناه إسقاط هذا البعد الزمني في هوة المنسي ...إنما الأساسي والصح هو ترتيب الوقائع حتى نتمكن من عرضها في صورة حقيقية ، والنتيجة في نهاية المطاف هي فهم الطبيعة والحياة الانسانية لكي لا يتكرر ما حصل حاضرا ومستقبلا ، أيضا يتحتم أن أشير إلى أنه حينما أقول ترتيب الوقائع فنحن لسنا أمام وثائق تاريخية تحيل فقط بعد البحث والتنقيب والدراسة إلى دلالة تحتمل الصدق أو عدمه ...بل نحن أمام وقائع شخوصها مازالوا أحياء وفوق هذا وذاك يمتلكون من العبقرية المصقولة بالتجربة ما يجعلهن في مستوى لحظة كتابة هذا التاريخ بأنفسهم ,بل أكثر من هذا تتجاوز الامكانية الفردية لكي تجمع المادة الجمعية للنوع الاجتماعي في علاقته بالصفحة المعلومة ...مثلا الأستاذة فاطنة انتقلت من مرحلة البوح الذاتي إلى مرحلة حمل الأخرى على تفجير المخزون وكان إنجاز ( أطلسيات )... أبدا فاطنة لم تنطلق من فراغ إنها من نفس الحقل المفاهيمي الذي أملى حديث عتمتها .أبدا مرة أخرى لا يستطيع أي كان أن يتكلم على المرحلة دون أن يمر من نفس الناعورة وأن كل المحاولات التي تدعي بأنها كتبت أو وصفت على لسان الآخر ما هي في الأصل إلا ثرثرة على السطح وسبق للمناضل عبدالقادر الشاوي أن عبر عن نفس الفكرة وهو يقدم لآحدى ابداعاته فترة الثمانينات
الاستثنائيون وأكثر تحديدا المناضلون والمناضلات نعلم أنهم أدوا ضريبة الأمانة وهم يبحثون عن منهج في الحياة أكثر تحررا من أجل أنسنة الانسان . ضريبة تركت جروحا غائرة ، هي آثار نفسية وأيضا جسدية البوح عنها في إنتاج أدبي أو شهادة شفوية أو صورة وصوت من خلال الابداع الدرامي سواء مسرحا أوسينما أقول أن هذه الآثار هي بمتابة رموز مستمدة من حياة الاستثنائيين ، لهذا السبب ينبغي التنسيق بينها حتى تظهر في حالتها الأصلية دون بتر أو زيادة أو نقصان أو تهميش أو تضليل ، ورحم الله الشهيد عمر بنجلون حينما وصف الأخير بأنه أقسى أنواع القمع
وإذا كان هذا الصنف من القمع والتعتيم نبراس هذه المؤسسة الحقوقية الأولى والرسمية في المغرب يتكلف بتدبير شأنها قوم سلكوا نفس الدرب المليء بالأشواك الحادة والنثوءات ترى أي سلاح معرفي علمي سيمكنهم من إعادة كتابة تاريخ حقيقي غير مزيف ؟؟؟، في يومكم الدراسي التداولي هذا استحضرتم ماضيا لنا قرائن ملموسة على حقيقته لكن اعلموا جيدا أن المبتغى ليس معناه جمع مخلفات ميتة من الماضي ، إنها رسائل حية ما زالت تدبدبتها تتردد في أوصالنا وأنت وأنا وهو وهي مطالبين بأن نجعل الآخر يفهمها من خلال إعادة تكوين الأحداث المشكلة لماضي أليم أقول أن نعيدها في أشكال أخرى أكثر رمزية لا إخضاعها للمنطق التجاري القائم على قاعدة الربح والخسارة في سوق نخاسة السياسة ...وقفت الآن حد اللامعقول حينما يتداول المجلس إياه في إحدى ملحمة الماضي مع بعض من نساء سقطن سهوا في رحاب المقاولات الأحزاب وفي أحسن الأحوال حملن قفة المكاسب وتوجهن من أجل تبضع قيمة مادية أو رمزية واسألوا نساء البرلمان عن المغرب والمغاربة وما بينهما من مستجدات سواء بخصوص القضايا الوطنية وأكثر تحديدا الاجتماعية وأيضا القضية المحورية الوطنية ...اتركوهن ولا تزعجهن فلهن من الأعباء ما يتقل كاهلهن في الجدل ومتابعة الصحافة من أجل تكميم القدرات وتقديم فروض الطاعة للمحترمات واللهم لا حسد. وأستحضر بالمناسبة حدثا موثقا حينما قامت برلمانية تنتمي إلى الحزب الأحمر قبل أن تنال من اللون عوامل التعرية ...أقول قامت هذه البرلمانية بزيارة معمل تعاني نساؤه من قهر مزدوج ومن ظروف عمل مزرية تهددهم في لقمة عيشهم ...وقفت الرفيقة في المنصة توجه خطابا للعاملات من أجل البحث عن صيغة تقيهم الطرد والحرمان وقفت العاملات وهن متلهفات لما سيصدر عن الرفيقة وكانت المفاجأة الغريبة العجيبة حينما جهرت النائبة بملء فيها ....أيتها الرفيقات إننا الحزب الأول في المغرب الموكول إليه الدفاع عن الطبقة الطلائعية ...عن الطبقة العاملة ...أيتها الرفيقات سنناضل من أجل انتزاع مكاسب هي حكرا على الرجال فقط سنناضل من أجل أن يتحقق مبتغى أن تصير من بيننا نحن النساء الوالية والعاملة على الاقليم ...وياله من مشهد سريالي ... عبرن في شتى المناسبات على أنهن في الزمن المعلوم كن خارج دائرة التاريخ يحضرن وتغيب فاطنة البيه صاحبة الالياذة الفدة في نقل حديث عتمتها ...استمرت ردحا من الزمان على حساب عنفوان الشباب وعبق الطفولة ، بيان فاطنة صارت بألمه الركبان ...قمة الابداع الأدبي هو ذاك المنزوع من الأعماق سواء كان سردا أو وصفا أو شعرا ...قمة الابداع الأدبي في النهاية حينما نسجل ذلك التواصل الحميمي بين السارد والمتلقي...وإذا شككت في الأمر تمهل وبهدوء أعد قراءة حديث العتمة وقس على ذلك
حري بالمجلس الاستشاري أن يزيل غشاوة الأنانية عن عينه وهو يعالج شأنا إنسانيا ستستفيد منه الأجيال ...إننا وجها لوجه مع مؤسسة حقوقية مجردة وليس مع مؤسسة أضغاط كائنات تسمى الأحزاب تتنفس فقط هواء الانتخابات والاستوزار وقس على ذلك
وعلى الرغم من ذلك تأكد أيها المجلس الاستشاري لحقوق الانسان بأن الرسالة وصلت وأن تسيير أركانك بواسطة التلي كومند الرابض في المقاولات الأحزاب ، والفقيه اللي ننتظر بركته في الجامع يشطح ( يرقص) ببلغته ، تأكد أيضا أن الاستثنائي أو الاستثنائية لا ترغب بالبوح أو تجهر به إلا أمام عقول مؤهلة لاستقبال واستضمار هذا المخزون الساكن في قعر المشاعر ولا يسعني هنا إلا أن أردد مع الأخت فاطنة ما سبق أن عبرت به في استجواب بإحدى الصحف .....آه ياأخي تريدون مني أن أقول ما لا أريد ؟؟؟؟
لا عليك الأخت فاطنة ...وكأننا الآن في موقف يستدعي الصمود من أجل تحريك قاربنا ركابه أجيالنا نحركه ببراعة بين صخرتين ، صخرة الزمن الرديء زمن الألم وصخرة التعتيم والتضليل تكلف بإدارة شؤونها إخوان يقال بأنه مروا من نفس الطريق

الهامش
مقاربة النوع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان *
مقالة في الحوار المتمدن بتاريخ 27/8/ 225 العدد 1299

www.rezgar.comالحوار المتمدن