الاحتفاظ و الإنتشار.. تصور جديد للمرأة و الرجل



الطيب عبد السلام
2019 / 3 / 8

حول مفهوم إلانتشار و الإحتفاظ

نعم قوامون على النساء

للتعمق في فهم الشئ لا بد ان نفهم تكوينه و اصله بألاحرى لا بد لنا من "إستشعار لحظته الماضية" و لأن المضي هو سيد الوجود فأنه يستعصي القبض على لحظة إسمها الحاضر.
يستعصي الوقوف على يابسة ثابته إسمها الحاضر.
ف "البشري هو المتأخر دوما عن اللحظة بوصفه تاريخها".
المضي هو العمل الكوني الذي لا يهداء.
بهذه العين ارى الفرد البشري ب "إعتبار انه لحظة ما في التاريخ تفاقمت الى تواريخ آخر".
إنني افكر في إمساك تلك اللحظة الاولى و عرضها على مرآة حاضره..
إنني ارى فيها حيوانه المنوي الاول..تلك الحياة "الغريزية الا واعية" التي تولد عنها ما "نسميه وعيا".
تلك اللحظة التي ما فتئيت تغير من توصيفها و إن ظلت هي نفسها الإيماءة.
كيف نفهم الحيوان المنوي؟؟
كيف نربط بين وجودنا الحاضر و بينه و هل غاب لحظة عنا ام اننا ظللناه بإستمرار.
بإستشعار تلك اللحظة الاولى سنفهم البذرة البشرية في ريعان إندفاعها الاعمى في "لحظة إنفجارها العظيم".
إنه السابح الآن بمعية الالآف غيره في نزال جبار على الظهور للعلن.
إنه في سباقه ذاك في منافسة شرسة على "فردانيته هو لا غيره" على "تحققه هو..و هو فقط".
إنه في إنمياز و فردانية بينة لا يعي بها أن الحيوانات الآخرى ازاءه هي من "ذات المعين" لكنها في فهمه ليست هي "هو".
هذا الفرد الذي سيتحقق بين الآلاف ممن يقاسمونه الرحلة هو و إن بدا "ان ثمة تشابه" إلا ان خيله هو السابقة و آلاصل.
هذا الفرد الذي سيعود معينا لمعين الوجود آلازلي.
الذي سيمرر هذا الكائن النبيل الى خلود جديد.
من رحلته الاولى ارى رحلاته القادمة و آبصر فيه "إنفجاره الاول".
و كما اشرت أنفا فأن الخاصية البيولوجية للسائل المنوي هي خاصية ألانتشار اولا و هي "لحظة البداية" هي "الهو" هي الآنا الاولى.
و هذه الخاصية هي التي ستتفرع منها بقية الخواص الاولى.
مستعينا هنا بمنهجية المفكر محمد الجابري في كتابه "العقل الآخلاقي العربي" حين يمحور كل نمط من الأخلاق الحضارية في قيمة أساس قيمة "معبودة" تعود كل الأنفعالات و الأخلاقيات لتلبيها و تصل إليها.
فأقول بأن خاصية التنافس بين الحيوات المنوية إنما هو تمظهر للخاصية الآولي "إلانتشار" فمن جهة هي تعبير وراثي عن صاحبها و من ناحية أخرى هي في تنافس خاص فيما بينها لتحقق فردانياتها "الخالصة".
و البويضة في تفكيره الاول هي "نقطة التحقق".
و هو تحقق له في غيره..هو بأختصار فعل "الخلق و الأيجاد"....فعل التأله.
هذا التحقق الذي يكدح فيه كدحا...و هيهات.
هذه القصة الاولى هي قصة الرجل فيما تبقى من عمره بل ما هي إلا تكرار لقصته ألام.
و لو أننا تتبعنا سيرة الفرد البشري "الرجل" سنجدها محض عمل في هذا المحور.
فهي سيرة للقتل و الدم "تحقق الحيوان الاوحد يؤدي إلى إعدام البقية" و هي سيرة للتنافس على القيادة و الريادة "سباق الحيوانات فيما بينها" و هي سيرة للخلق و إيجاد الاشباه و الأتباع "فعل التخصيب و نسخ الشيفرة الوراثية إلى البويضة".
هذا النموذج ألاول هو مدار حياة الفرد البشري في عمره.
إزاء ذلك نجد أن النموذج ألانثوي يتمحور حول فكرة إلأحتفاظ و إنجاب "شئ جميل"
هو نموذج إلانتظار دون ادنى نية في رؤية المعركة او إستطلاع غبارها.
هو نموذج البويضة..نموذج البيت...نموذج المأوى.
و المعارك هناك داخلية كلها فهي معارك على "من سيسكن بويضتها" أي جينات و رأثية سترسم على جدراها ذلك "الشئ الجميل و الذي سوف ينجو و يعيش".
نضال المرأة في وجودها هو "نضال بيوت" و ليس نضال منحدرات و جبال و غبار و بحار و كهوف.
لذا كان عمرها المتبقي محض تكرار لإحتفاظها الأول.
بهذا التحليل سيتضح لنا الفرق النير بين الرجل و المرأة و أنهما لم و لن يكونا إنداء في يوم ما بل أن لكل مشواره الطبيعي و الجيني النفسي.