الثامن من اذار رمز لنضال المرأة بوجه الاضطهاد والظلم الاجتماعي



سيزار ماثيوس
2019 / 3 / 11

في هذه الايام تمر علينا الذكرى السنوية ليوم المرأة العالمي حيث خرجت آلاف النساء للإحتجاج في شوارع مدينة نيويورك في العام 1856على الظروف اللاإنسانية من قبل البرجوازية الامريكية التي كانت تجبرهن على العمل لساعات طويلة وبطرق لا انسانية ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول اعمالهم .
وفي 8 مارس 1908م عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار "خبز وورود" طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الإقتراع. شكلت مُظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة خصوصاً بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الإنتخاب، وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأمريكية تخليداً لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909 وقد ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص الثامن من مارس كيوم للمرأة وقد تبنى اقتراح الوفد الأمريكي بتخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال بالمرأة على الصعيد العالمي بعد نجاح التجربة داخل الولايات المتحدة.
حيث نتعلم ان 8 اذار هو ليس عيد لمدة يوم او ساعة او مجرد كارت معايدة وكلمة لطيفة انه يوم الاحتجاج للنساء الكادحات والمستغلات ضد البرجوازية انه جزء من الصراع الطبقي والديمومة النضالية في سبيل ايقاف العجرفة البرجوازية وانهاء الاستغلال القائم على المراة وفي المجتمع بصورة عامة .
في القرن التاسع عشر أشار ماركس إلى ميل الرأسمالية إلى تحقيق أرباح فاحشة من خلال استغلال النساء والأطفال. وقد كتب في المجلد الأول لكتابه راس المال:
(( شكل عمل النساء والأطفال، بالتالي، أول شيء بحث عنه الرأسماليون الذين استخدموا الآلات. هذه البدائل الجبارة للعمل والعمال تحولت فورا إلى وسائل من أجل زيادة عدد العمال الأجراء من خلال إدماج جميع أعضاء أسرة العامل، تحت السيطرة المباشرة للرأسمال، دون أي تمييز من حيث السن أو الجنس. لقد اغتصب العمل الإجباري لصالح الرأسمال المكان، ليس فقط من لعب الأطفال، بل أيضا من العمل الحر في المنزل ضمن حدود معتدلة لدعم الأسرة.» (كارل ماركس، راس المال، م 1، ص 394-395((
يعبر ماركس بوضوح تام عن نظرة النظام الرأسمالي إلى النساء كمجرد مصدر سهل للعمل الرخيص وكجزء من الجيش الاحتياطي للعمل يتم سحبه متى كان هناك نقص في اليد العاملة في بعض قطاعات الإنتاج ونبذه مرة أخرى متى انتهت الحاجة إليه.
وهذا الامر ياخذنا الى التساؤل حول ما هو تحرر المرأة:
تحرر المرأة يكمن بالعديد من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية مثل تحررها من عبودية العمل المنزلي (العمل غير مدفوع الثمن) والاستقلال الاقتصادي والفكري والذاتي ، ان تحررها يعني خروجها عن ارادة النظام الابوي البطريركي الذكوري .
عبرت الكاتبة والسياسية نوال السعداوي حول ان الرأسمالية تنظر للمراة عموما وفي الشرق الاوسط خصوصا على انها سلعة اذا تعرت كانت سلعة للجنس وان تنقبت كانت سلعة للتجارة في الدين مما يعلل ضرورة تحرر المرأة فكريا من الرجعية الابوية البطريكية التي تعاقبت عبر الاجيال وتحولت الى عادات وفرائض على المرأة تنفيذها فان خالفتها لها مصير غير مرغوب وهو الموت هذا كله نتيجة التقاليد الدينية والاعراف الاجتماعية التي تضطهد المرأة مثل جرائم الشرف حيث تعتبر هذ الجرائم التي تمارس بحق المرأة ظلما حيث تخول القوانين الاسلامية والرجعية احقية قتل المرأة لمجرد الشك فيها ومرت علينا العديد من الحوادث مثل حادثة العروس في النجف التي قتلت فقط لمجرد شك زوجها بانها ليست عذراء والقانون لم يعاقبه بعد اكتشاف انها حالة طبيعية لدى معظم النساء.
فرض الطاعة للرجل سواء كان الاب/الاخ/الزوج/او احد الاقارب وهي العادات المتخلفة التي نراها في اغلب ان لم يكن جميع البلدان الاسلامية تفرض نظام ابوي عشائري بطريركي تحت مسمى الوصاية او والولاية الذي يطبق بشكل علني وصريح في باكستان وافغانستان وايران والسعودية وهو منع المراة من الخروج والحياة وربما التنفس دون اخذ اذن مسبق لهذا
تحت مسمى الطاعة او الاسم الاصح العبودية المباشرة حيث يوميا تحدث الاف الجرائم على يد الاسر وانهاء لحياة العديد من النساء تحت مسمى انها خرجت من الطريق .
وقد لاحظنا في العراق العديد من عمليات قتل النساء اليومية المعلنة وغير المعلنة مثل قتل تارا فارس ورفيف الياسري وغيرهما مما يثبت ان النظام الطائفي المليشياتي في العراق بشكل خاص يتنكر لابسط حقوق للمرأة ويريد حجرها في بيتها وقد لايكون لها حقوق هناك ايضا.
ان تحرر المرأة يكمن بتحرير المجتمع رجالا ونساء من التمايز الطبقي والظلم الاجتماعي وبنضال القوى الثورية الاشتراكية وحركة الطبقة العاملة وفي الظروف الروتينية اليومية بالتوعية والتنوير وتعريفها بحقوقها الحل بتوحيد الصفوف النضالية للنساء والرجال ضمن افق متحزب وسياسي شيوعي عمالي وثوري من اجل المضي نحو التغيير وايجاد نظام اشتراكي انساني تسوده الحرية والمساواة والرفاه .
عاش نضال المرأة عاش الثامن من اذار.