الراديكالية والنسوية .



قاسم حسن محاجنة
2019 / 3 / 11

الراديكالية والنسوية .
ليست التنظيمات النسوية سواء .. بادئ ذي بدء، علينا الاعتراف بهذه الحقيقة . فكل تنظيم نسوي – فيمينيستي ، يتأثر ويتبنى المنظومة الفكرية التي نشأ في أحضانها وتربى على يديها . فهناك التنظيمات اليسارية الماركسية ، وبالمقابل فهناك الفيمينزم الإسلامي . وكل تنظيم بما لديه فرحٌ وجذل.
ثم أليست الداعشيات التي تطغى قضيتهن على سطح الأحداث هذه الأيام ، شكلا من اشكال التنظيم النسوي ، الذي يجعل من المرأة شريكا في الجهاد ، حتى لو كان جهادا نكاحيا ..!!!
أليس هذا شكلا من اشكال الراديكالية ، حين ترحل المرأة وراء متعتها الحسية ، ولو كان خروجها هذا، خروجا على البطرياركية ؟ فهل حصلت هاته المجاهدات الداعشيات على رخصة الأهل ، الوالد والأخ ؟
خرجن بمحض ارادتهن ، متمردات على السلطة والسطوة البطرياركية ، باحثات عن الاشباع الجنسي وغيره .
والفيمينزم الراديكالي اليساري المتطرف، يرى بالرجال مجموعة من المغتصبين ، المنكلين، اللصوص والقتلة ، في مواجهة الفيمينزم الراديكالي الداعشي الذي يرى في الرجل صاحب المكانة وما المرأة إلا ، له خادمة ووعاء جنس يفرغ فيه طاقاته الخزينة والمكبوتة .
ومن طرف آخر ،فهناك الفيمينزم الإسلاموي الناعم ، الذي يرى دور المرأة في الحفاظ على طهارتها الجسدية ، ويبيح لها ان تتعلم وتعمل ، لكن في حماية الرجل ...الذي يجب عليها أن تحافظ له على شرفه المتجسد في جسد الانثى واعضائها الجنسية .
إذن لا يمكن الحديث عن تنظيمات نسوية بالمطلق ، بل يجب تحديد ماهية وفكر هذه التنظيمات ورؤيتها النظرية للمرأة ككيان وكإنسان .
فالتنظيمات النسوية الرسمية التي تتواجد في حماية نظام سياسي ما ، ليست هي ذات التنظيمات النسوية التي قامت بمبادرات فردية أو جمعية نسوية ، واضعة نصب عينيها مكانة المرأة وحقوقها .
فالجملكيات العربية البائدة منها والقائمة(الجمهوريات الملكية )، شجعت دائما على إقامة تنظيمات نسوية ، لا تدافع الا عن القائد وافكاره، فهي والحالة هذه، مجرد كومبارس في جوقة التبجيل والتمجيد للقائد الرمز (الذكر )..
إذن لا يمكن الحديث عن تنظيمات نسوية بشكل عام ، بل يمكن الحديث عن تنظيمات نسوية محددة بالاسم والمكان .