روزا لوكسمبورغ .. الوردة الحمراء في يوم المرأة العالمي



رضي السماك
2019 / 3 / 11

" درجة تحرر المرأة هي مقياس تحرر المجتمع "
- شارل فورير / كارل ماركس -
يبلغ عدد الاحتفالات بالأيام العالمية المخصصة للاحتفال بقضايا ذات اهتمامات مشتركة للبشرية جمعاء والتي أقرتها الامم المتحدة ما يزيد عن مئة يوم ، لكن ظل الاحتفال بمناسبة يوم " المرأة العالمي " في الثامن من مارس / آذار ، ويوم " العمال العالمي " في الأول من مايو / ايار ( وإن كان هذا الأخير غير مُدرج قي قائمة الامم المتحدة ) هما الأقدم منذ ما قبل تأسيس المنظمة الدولية والأكثر تأثيراً ، ليس فقط لحجم المسيرات التي تعم بلدان العالم المحتفلة بهما ، فضلاً عن تعدد أشكال الفعاليات المقامة بالمناسبتين ؛ بل وفي مدى تجسيد معاني الاحتفال بهما باتخاذ القائمين غلى تنظيم كل منهما على حدة مناسبةً لممارسة أقوى الضغوط والسُبل السلمية الممكنة للمطالبة بحقوق المرأة في يومها العالمي والعمال في يومهم العالمي ، لا الاقتصار على الاحنفالات الكرنفالية الشكلية من ندوات وتغطيات إعلامية وخلافها ، كما هو الحال في الاحتفالات التي تتم بمناسبة كل أو معظم أيام المناسبات الأخرى المُقرة من الاُمم المتحدة . وبالرغم من أن المناسبتين تهمان المجتمع الدولي المعاصر وتشارك في الاحتفال بكلتيهما دول العالم قاطبة ، ليس على الصعيد الرسمي فحسب ، بل وعلى الصعيد الأهلي بمختلف فئاته وأطيافه السياسية والثقافية ومؤسساته المدنية ، فليس خافياً أن اليسار العالمي ظل لعقود طويلة هو الأكثر تأثيراً في كلتيهما ، وما زال هو كذلك حتى في ظل انحساره الراهن منذ انهيار الاتحاد السوفييتي قبل نحو ثلاثة عقود 0 وإذا كان خروج جمع غفير من نساء نيويورك عام 1857 إلى الشوارع احتجاجاً على أوضاع عملهن القاسية هو من أبرز الأسباب الدافعة للاحتفال بيوم المرأة العالمي ، فإن عاملات النسيج في مدينة بتروغراد هن من أطلقن شرارة الثورة الروسية في 8 آذار من عام 1917 ، وقد التقت مطالبهن بتحسين ظروف عملهن وتوفير الخبز بالمطالب السياسية العامة للثورة والتي كان في عدادها المطالبة بوقف الحرب العالمية الاولى ، وهذا ما دفع لاحقاً قادة ثورة اكتوبر الاشتراكية في نفس العام أن يأخذوا يعين الاعتبار مكانة وحقوق النساء وعدم تجاهلها ضمن ألولويات مكاسب الثورة ، بغض النظر عن الجدل العنيف الذي اُثير بعدئذ حول حدود تلك المكانة حيث طالب قادة من الحزبيين الذكور بوضع ضوابط لها ، وقد برز هذا الجدل بوجه خاص فيما يتعلق بدور " المكتب النسائي " الذي تقرر انشائه عام 2019 من قِبل الحكومة الثورية وعُرف اختصاراً " جينوتدل " كرمز لقطاع العاملات والفلاحات في الحزب الشيوعي 0
وإذ أحتفل العالم الجمعة الماضية ب " يوم المرأة العالمي " فلعل من المناسب أن نستذكر هنا في هذه المناسبة العطرة لمحات سريعة من سيرة نضال واحدة من أعظم نساء العالم في تاريخنا الحديث ، ألا هي المناضلة القيادية اليسارية الألمانية روزا لوكسمبورغ وما لعبته من أدواراً كفاحية تاريخية في منتهى الأهمية لا تقتصر على توعية المرأة بحقوقها في مختلف المجالات فحسب ، بل ولربط تلك الادوار ربطاً محكماً بالنضال العام من أجل تحقيق المساواة السياسية والاجتماعية الشاملة ، وعلى الأخص حقوق الطبقة العاملة وسائر الطبقات الفقيرة والمُعدمة . وقد قدمت هذه المناضلة المتفانية خلال مسيرتها الكفاحية تضحيات هائلة من أجل إنتزاع تلك الحقوق -العمال والنساء على حد سواء - تتوج بإستشهادها جراء ذلك الكفاح العنيد الفولاذي والصامد لترجمة المباديء والمُثل السامية التي نذرت نفسها لتحقيقها لوطنها وشعبها وللاممية جمعاء 0
ومن أهم أهم المسيرة النضالية والمنظّرة الإقتصادية السياسية روزا لوكسمبورغ - تأسيسها هي ورفيقها كارل لبنخت الحزب الشيوعي الألماني ، ومشاركتها في ثورة 1905 الروسية ، وقيادتها انتفاضة سبارتاكوس مع رفيقها لبنخت عام 1919 ، وكلاهما اُستشهدا في نفس العام على أثر مداهمة ضباط يمينيين من سلاح الفرسان المنزل الذي كان يختبآن فيه خلال ظروف حملة قمعية ومن ثم تعرضهما للتعذيب الشديد المفضي للموت حيث تم القاء جثتها في " قناة الجيش " وظلت الجثة مجهولة لبضعة أشهر حتى أكتشفتها رفيقة دربها وسكرتيرتها ماتلد ياكوب في نفسالقناة، فيما سُلمت جثة رفيقها ليبنخت إلى عائلته في اليوم التالي من إستشهاده ذويه ، واُقيمت له جنازة مهيبة شارك فيها عشرات الالوف من القوى اليسارية والديمقراطية والجماهير .
وعلى مدى أكثر قرن ونصف منذ انبثاق الفكر الاشتراكي العلمي الحديث على يد مُنظّره الأول كارل ماركس في أواسط القرن التاسع عشر والأحزاب والحركات العالمية المناضلة التي تبنت هذا الفكر حتى عصرنا الراهن لم تستطع إمرأة مناضلة قيادية ومنظّرة فذة أن تبز رفاقها الرجال كما فعلت روزا لوكسمبورغ والتي أرادت ألا يحصر دورها في المنظمات القيادية التنظيمية المعنية بحقوق المرأة فقط ، هي التي لُقبت ب " الوردة الحمراء " ، فيما أطلق عليها قائد ثورة اكتوبر الاشتراكية الروسية لينين " نسر الثورة " ، إذ كانت بكل ما في الكلمة من معنى نسيج وحدها ، في التفرد النضالي على الصعيدين النظري - الفكري والجماهيري معاً ، وقدمت إسهامات نظرية مهمة في اثراء الفكر الاشتراكي الماركسي ، ولاسيما على الصعيد النظري الإقتصادي ، ومن بينها صياغة مسودة برنامج الحزب الشيوعي الألماني حيث اٌقرت المسودة بكاملها تقريباً 0 بيد أن هذه الإسهامات جرى تهميشها والتعتيم عليها ، فليس سراً اختلافها مع البلاشفة الروس حول رغبتها في تسمية الحزب في ألمانيا ب " الحزب الاشتراكي " وليس " الحزب الشيوعي " . وعلى الرغم من أنها تضامنت مع ثورة اكتوبر الاشتراكية الروسية ، إلا أنها لم تتردد عن نقد المركزية المتشددة في الحزب اللينيني الحاكم في الاتحاد السوفييتي ، ولم تتوانَ عن ابداء وجهة نظرها المستقلة المخالفة للينين في موضوعات إشكالية حسّاسة مثل الموقف من المومسات وكيفية التعامل معهن . ومع أنها كانت شديدة الإعجاب والتقدير للينين لكنها عارضت مركزيته المفرطة ، وطالبت بمراجعة كاملة لمفهوم " التنظيم " ، وأنتقدت سعيه إلى مكافحة الانتهازية من خلال تشديد المركزية التنظيمية لما في ذلك من مخاطر في تقييد المبادرات العفوية والتفكير الديمقراطي الحر . ورأت أن الخطأ الوارد في أفكار لينين وتروتسكي على السواء أنهما رهنا الفكر الاشتراكي وتطبيقه بين خيارين على طرفي نقيض : إما الدكتاتورية وإما الديمقراطية ، مفضلين الأولى على الثانية ، بينما نحن نسعى إلى بناء الديمقراطية الإشتراكية الحقة المعرية لزيف الديمقراطية البرجوازية وليس من خلال اجتثاث الديمقراطية برمتها ( أنظر في هذا الشأن مقالها : المغزى الجوهري للثورة الروسية ، مجلة بدايات العدد 18- 19 / 2017 - 2018 ) 0 وكانت لوكسمبورغ ترى أنه بدون انتخابات عامة ، وصحافة حرة ، وحرية التجمع ، وصراع حر للأفكار ، تصبح الحياة في أي مؤسسة زائفة بل ميتة . وقد برهنت الأحداث والمآل المأساوي الذي آل إليه الحزب الشيوعي السوفييتي وانتهاء تجربة بناء اشتراكي أستمرت نحو ثلاثة أرباع القرن بالفشل والانهيار الذي ترك انعكاساته السلبية أو على مجمل الحركة اليسارية ولم تتبق من دول ذات توجه اشتراكي سوى بضع دول في العالم الثالث تقاوم الانهيار بشق الأنفس 00 نقول برهنت تلك الأحداث صحة الكثير مما كانت تحذّر منه روزا لوكسمبورغ ، فقد رحلت -على حد تعبير الباحث العراقي رضا طاهر - دون أن ترى كيف تحولت الثورة الروسية إلى مجتمع استبدادي ، ولم تعش لترى الثورات المضادة للامبريالية في افريقيا وآسيا وامريكا اللتينية ، وماتت عن عمر لم يتجاوز الثمانية والاربعين قبل أن يتسنى لها الإطلاع عل طائفة من كتابات ماركس ودراستها كُشف عنها لاحقاً في أعقاب رحيلها الفاجع ، وهي الكتابات التي مكنّت بعدئذ أجيال من الباحثين من الفهم الأعمق لأفق وبصيرة كارل ماركس .
ورردتنا الحمراء " روزا " برز نبوغها الفكري المقترن بنشاطها السياسي بين اواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين كواحدة من قادة الجناح اليساري في الاممية الثانية ، وهي من مؤسسي الحركة الاشتراكية في بولندا التي تفتحت / وُلدت فيها في مثل هذا الشهر الربيعي ( الخامس من آذار / مارس من عام 1871 ) وحيث خاضت في هذه الحركة سجالات فكرية عنيفة ، كما عُرفت بانتقاداتها الحادة ضد الاتجاهات الإصلاحية داخل الحركة العمالية الألمانية والعالمية ، ووقفت ضد الاتجاه الوسطي في الاشتراكية الديمقراطية الذي كان على رأسه كاوتسكي .
وفي مجتمع ذكوري لما يتشافَ من بقايا رواسب ذكورية عميقة الجذور تاريخياً والعالقة بذهنية حتى قادة اليسار العالمي في عصرها لم يكن غريباً أن تُهمّش اسهاماتها السياسية الفكرية والاقتصادية وأن تُواجه بالتشكيك والتشويه ، وعلى الأخص خلال عهد ستالين المعروف بقبضته الحديدية في الحكم والذي عمل على طمس وحظر وتداول إرثها الفكري هي وصديقتها الروسية المناضلة القيادية الكسندرا كولونتاي التي كانت من أبرز رائدات تحرر المرأة في عصرها ؛ وفقط بعد موته جرى رد الاعتبار تدريجياً منذ منتصف الخمسينيات لأرثها الفكري ، لكن جرى ذلك مقروناً بتقليل أهميته في اثراء الفكر النظري للماركسية - اللينينية ، وفق المنظور الرسمي السوفييتي السائد آنذاك بالطبع والذي تقوم دعاية الحزب الحاكم بترويجه في صفوف الحركة الشيوعية العالمية السائرة جل أحزابها في فلكها ، وكانت أبرز الدول الاشتراكية التي حذت حذو الاتحاد السوفييتي في رد الاعتبار لها كلاً من بولندا ( مسقط رأسها ) ، وألمانيا ( التي تنتمي إليها هويةً وعاشت شطراً من حياتها فيها ) ، في حين كانت الدول الاحزاب الاروبية الغربية التي عُرفت ب " الاوروشيوعية " أسبق من تلك الاحزاب الشيوعية الحاكمة في الاهتمام ب " اللوكسمبورغية " ، بل ووظفت تنظيراتها في نقد بعض سياسات الحزب الشيوعي السوفييتي الحاكم ، وخاصة خلال المرحلة البريجنيفية ( 1964 - 1982 ) والتي اُطلق عليها تأدباً في عهد جورباتشوف آخر أمين عام للحزب قبل انهيار الاتحاد السوفييتي " مرحلة الجمود " ؛ كما تأثرت وانجذبت إلى ارثها الفكري الحركات الطلابية والشبابية التي تفجرت عام 1968 في فرنسا وامتدت شرارتها إلى اوروبا الغربية والعديد من بلدان العالم . أما الاحزاب الشيوعية العالمية ، ومنها للأسف أحزابنا الشيوعية العربية ، فلم تبدأ إعادة الاعتبار لميراث هذه المفكرة الكبيرة لوكسمبورغ الفكري إلا على نطاق محدود بدأ في السنوات الاخيرة لما قبل انهيار الاتحاد السوفييتي ، ثم بصورة أوسع في أعقاب انهياره ، وذلك في سياق المراجعات الفكرية التي تقوم بها .
ويُعد الباحث الماركسي العراقي د0 صالح الياسري من أبرز الباحثين العرب الذين بذلوا جهوداً دراسية قيٌمة لتسليط الضوء على ذلك الميراث المغمور ، وعلى الأخص فيما يتعلق بالشق التنظيري الإقتصادي منه ، وضمّنها على وجه الخصوص في كتابه الموسوم " روزا لوكسمبورغ وإشكاليات التحليل الإقتصادي للرأسمالية " حيث تناول فيه كتابها الفائق الأهمية " تراكم رأس المال " مسلطاً الضوء على نظريتها في تطور وانهيار الاقتصاد الرأسمالي . أما على صعيد الإعلام العربي الاليكتروني التقدمي فلعل موقع " الحوار المتمدن " هو من أكثر هذه المواقع اهتماما بنشر دراسات مترجمة ومقالات تحليلية قيّمة حول لوكسمبورغ ، إن لم يكن هو أكثرها 0
وهكذا فقد قدمت روزا لوكسمبورغ إسهامات نظرية سياسية وإقتصادية في منتهى الأهمية ، رغم أنها لم تعش على إثر جريمة اغتيالها سوى 48 عاماً فقط ، وهو عمر صغير نسبياً ويقارب من سن لينين ( 53 عاماً ) ، والذي ظل أرثه النظري والفكري -دون التقليل من أهمية تحليلاته النظرية الفائقة - ا على مدى ثلاثة أرباع القرن هو المهيمن السائد بلا منازع ، ويحظى بمنزلة شبه مقدسة إن لم نقل مقدسة فوق النقد لدى الغالبية العظمى من أحزاب وحركات اليسار العالمي ، بل تم ربط فكر لينين بفكر ماركس ربطاً اعتباطياً ميكانيكياً تحت مسمى " الماركسية - اللينينية " 0 ومع أن ماركس كان لا يحبذ أن يُنعت أي مثقف يساري بإسمه ؛ وأنت لواجد حتى من أصروا على هذه صك هذا المصطلح المستحدث لم يقرنوا على الأقل فكر ماركس بفكر توأمه في الفكر ورفيق دربه إنجلز ليقولوا مثلاً " الماركسية - الإنجلزية " ، مع ما ينطوي عليه مصطلح كهذا من تحفظات علمية هو الآخر . أكثر من ذلك فكم من عشرات الألوف من رسائل الدكتوراه في العلوم الإنسانية المختلفة في جامعات الاتحاد السوفييتي ودول أوروبا الشرقية " الاشتراكية " المتحالفة معه زُخرفت صفحاتها بحواش من مصادر كتابات لينين ، وخُتمت قائمة مراجعها بعناوين من مؤلفاته ، دع عنك الاقتباسات الموسعة في متن الرسائل من أقواله ، و إن كان في الغالب الأعم يفعل طلبة الدراسات العليا ذلك إبتغاءً لكسب ثقة الاساتذة السوفييت ورضا المشرفين على تلك الرسائل لتمريرها وإجازتها ، في حين لم يجرؤ أحد منهم أن يستشهد بكتابات روزا لوكسمبورغ مثلاً ، أو بكتابات كل من أختلف مع معاصري لينين بهذا القدر أو ذاك ؛ هذا لو توافرت كتاباتهم ومؤلفاتهم أصلا باللغة الروسية أو كان مسموحاً بتداولها وخصوصاً خلال المرحلة الستالينية كما أسلفنا .
واستطراداً يمكننا القول أن التراث الفكري السياسي والإقتصادي لروزا لوكسمبورغ ما زال الكثير منه مُغيّباً أو ولم يُسلٌط الضوء إلا على النزر اليسير منه ، ولا سيما في منطقتنا العربية ، وبالتالي فهو جدير باجراء المزيد من الدراسات حوله لإستلهام ماهو مفيد منه لتجديد الفكر الاشتراكي العالمي بوجه عام ، وفي المراجعات النقدية والإصلاحية التي تقوم بها الأحزاب والقوى اليسارية والتقدمية في عالمنا العربي بشكل خاص وذلك بغية تقوية نفوذها الجماهيري واستعادة نهوضها ، لاسيما بالنظر لتغول وتوحش الرأسمالية العالمية الراهن والمؤثرات السلبية المستمرة للعولمة ، حيث ما فتئت منطقتنا العربية الأكثر تأثراً سياسياً بذلك التوحش والتغول ، وبخاصة في الجانب العسكري منه عبر خلق وتنمية بؤر التوتر الممهدة للحروب الداخلية والاقليمية المدمرة التي تجني ثمارها الرأسمالية العالمية من خلال ترويج أسلحتها الفتّاكة ، وعلى رأسها الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل بما يفضي إلى مبتغاها في إعاقة تطور مجتمعاتنا العربية وعرقلة تطور وعيها الديمقراطي من خلال إشغاله بالمعارك والحروب والسجالات الدينية والمذهبية المحتدمة ومن ثم الحيلولة دون تقوية حركاتها الديمقراطية الكفيلة وحدها بإسقاط الانظمة الدكتاتورية العربية المزمنة التي تتحالف معها وتراهن عليها تلك الدول الرأسمالية لكي لا تفقد مصالحها وامتيازاتها الأنانية المديدة تاريخياً في منطقتنا العربية بزوالها 0