على هامش الإحتفالات باليوم العالمي للمرأة (مساهمة التلميذات في إشعاع الحركة التلاميذية ).



محمد بلمزيان
2019 / 3 / 15

لقد كانت مشاركة الفتيات/ التلميذات في تحريك الساحة التلاميذيةبثانوية إمزورن دورا فعالا في جميع المراحل التي قطعتها ، وخلال مختلف منعطفاتها، وتحملن نفس الظروف التي كان يتحملها التلاميذ إن لم نقل أن ظروفهم الإستثنائية كانت أكثر حساسية وصعوبة بالمقارنة مع التلاميذ/ الفتيان، على اعتبار أن انضمامهن الى صفوف حركة الإضراب في الوسط الإجتماعي المحلي كان له انعكاسات سلبية بكل تأكيد في الأوساط الأسرية والمجتمعية معا،إضافة الى مضايقات السلطة والجهات الأمنية .
فكان لبعض الفتيات/ التلميذات دور بارز في تحريض باقي التلميذات ونشر ثقافة الإحتجاج، ولا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أحيي عاليا تلميذات اقتحمن مجالات الفعل النضالي التلاميذي، وما تزال بعض أسمائهن تحفظها الذاكرة، وعلى الدورالذي كن ينهضن به في الصمت والعلن،حيث تشكلت بعض الفتيات كمجموعات تشتغلن بكيفية مرنة في نشر الوعي في صفوف باقي الفتيات ودعوتهن للإنضمام الى الحركة الإحتجاجية للتلاميذ والمشاركة في دعم حركة الإضراب قصد مواجهة المصير المشترك والواقع العنيد الذي كان ينتظر الجميع بدون استنثاء
وعلي الرغم من أن الظروف الخاصة للتلميذات لم يكن يوفر لهن القدرة على حضور ومواكبة اللقاءات التي كانت تعقد في مجموعة من من المنازل، لكن أجواء التواصل المفتوحة لم تكن معدومة ، إضافة الى ساحة الثانوية أثناء تنظيم الحلقيات بداخل المؤسسة، كانت فرصا متاحة لمواكبة مختلف التطورات التي كانت تحدث على مستوى المحيط المحلي والإقليمي والوطني ،ولم يقف الأمر عند حدود المشاركة في تعزيز الكم البشري عدديا، بل تعداه الى مستوى المساهمة الفعالة في الإقتراح وتبادل الرأي في مجمل المنعرجات التي عرفها مسار الحركة التلاميذية بإمزورن .
وكانت زغاريدهن في أوج المظاهرات نكهة خاصة، وتضفي بهاءا على انسجام الأصوات وتناغم الشعارات، ترفع من معنويات وإرادة المحتجين، بل أن بعض التلميذات قد تحدين تلك الشروط الأمنية والأسرية لينهضن بأدوار جريئة في المبادرة واقتراح البدائل الممكنة في غمرة تلك الأحداث وتراكمها، وهن يلوحن بالأيادي والكوفيات الفلسطينية من أجل تكسير جدار الخوف الذي كان يستوطن قلوب العديد من التلميذات الأخريات، بفعل الضغط الواسع من لدن أولياء أمورهن وتهديدهن بعدم الإنضواء في أية حركة احتجاجية كيفما كان نوعها، وصل الأمر ببعض الآباء حسبل ما تناهى الى علمنا الى حد توقيف بناتهم عن الدراسة .
ولم تسلم العديد من التلميذات من آثار الإجراءات التعسفية من قبل جهاز الإدارة، وصدرت قرارات بالطرد والتنقيل التعسفيين في حق الكثير من التلميذات، إضافة الى مضايقات لعائلاتهن وخلف علاقة التوتر أحيانا شديدة بينهن وبين أسرهن، وهي الظاهرة اتي عانت منها العديد من الفتيات، وصلت حد التجريح لبعضهن ومحاولة تشويه سمعتهن بين أوساك باقي التلاميذ، لثنيهن على الخط النضالي الذي احترنه بكل اقتناع وشجاعة، ولم تنل تلك الوشايات المخزنية من عزيمتهن على مواصلة مشعل النضال، وقد استطاعت المشاركة الواسعة للتلميذات في إجبار بعض المترددات في الإنخراط في الأشكال الإحتجاجية الى التغيبغ عن الفصول، للإختفاء عن الأنظار كأضعف الإيمان ولحفظ ماء الوجه في البداية، كما هو الشأن لبعض التلاميذ الذين كانوا ينسحبون من الصفوف كلما رفعت الشعارات ليلتحقوا بمساكنهم، كما أن بعضهم كانوا يتفادون الذهاب الى الثانوية كلما تناهى الى علمهم بأن ذلك اليوم سيشهد حركة احتجاجية، لكن مع تنامي المد الإحتجاجي في النهاية فقد تمخض عنه التحاق أغلب الفتيات والفتيان المترددين والذين كان الخوف يستوطن قلوبهم وتستبد بهم الرعب كلما سمعوا شعارات ترفع في سماء الثانوية، ووضعت الجميع أمام التحديات الكبرى التي كانت تواجه الجميع، وقطعت الشك باليقين على أن التلاميذ ماضون بدون رجعة في مسيرتهم الإحتجاجية والمطلبية، دون أن يأبهوا بما كان يتربص بهم في السر والعلن من مؤامرات دنيئة ومن مختلف الجهات والأطراف .

ملحوظة:
مقتطف من كتابي تحت عنوان =الحركة التلاميذية بإمزورن بين المسار والإنكسار= صفحة 84 و 85