عيد الام



خولة عبدالجبار زيدان
2019 / 3 / 19

اليوم الثامن عشر من آذار ذكرى وفاة والدتي .... رحلت قبل عيد الام ياامي بثلاثة ايام ... رحيلك كان صدمة للكل رغم مرور سنوات طويلة لأنك كنت الخيمة التي تلمنا جميعا (طلع الثمر في حديقة الدار من يجمعه لصغار البيت. من يفرح لنجاح ولدي؟؟؟ من يبكيني حين موتي) رحلت يوم الخميس مع اذان الظهر كنت تقولين اني راح اموت وانا امشي وفعلا هذا ماحدث وانت تعطين ام صلاح قروانة كبة وحامض و تقولين لها حميت الحمام لاياد لانه نايم هسة ....وتقول ام صلاح كنا نتمشى من المطبخ عبر الكراج لتوصلني للباب ونتحدث وفجاة سكتت ام زياد هكذا بلمح البصر الموت المفاجىء كنت تقولين انشالله اروح لا على ارضك ولا على عبدك و ما اكون ثقيلة على احد كنت تنوين تغيير بردات البيت والسنة الجاية تروحين للحج اه ياامي كم من امنيات بقيت عندك قبل ان ترحلي!! منها ان يرجع الغائب عن البيت من سنوات طويلة كنت تقولين( شلون اخاف يروح للبيت القديم بالعطيفية و ميعرف البيت الجديد) اه ياامي رحلت وروحك تريد رؤيته كان وزنك في عام 1968 70 كيلو حين رحل ! وحين رحلت كان وزنك 45 كيلو الحزن اكل من عمرك الكثير بكى عليك الكل حتى الجندي فؤادعبدالامير اللي كان يبعثه فؤاد من الحبانية حين نريد شي.. وحين ذهبنا للنجف كان فؤاد يسوق ويبكي طول الطريق اه يا امي رحلت كالملاك بصمت وهدوء كعادتك وحين غسلت في كربلاء وطبعنا آخر قبلة على جبينك انا وأختي كنت تبدين أجمل وأطول وكأنك العروس في الثوب الأبيض كان البيت يضم أولادنا بكل حب يأتون لك من المدرسة تغديهم ويبقون عندك رشا ولينا وأحمد وياسر الله كم يحبوك وإلى الآن يسمونك نانا ! حين وصلنا البيت بيت اهلي ذاك اليوم المشؤوم كانت نساء الشارع مجتمعات في كراج البيت انا وفؤاد صرخنا معا بابا راح !!! ولم يكن ابي رحمه الله كان انت و أياد آخر العنقود كان يسب أبو الإسعاف ويقول كذاب امي لم تمت انت كذاب كم كنت روحك و قلبك متعلقة به وكنت تتمنين تزويجه قبل رحيللك كانت واحدة من امنياتك . كلنا عشنا أكثر منك كنت في أوائل الخمسين صغيرة وجميلة وطيبة وقوية وانظف انسانة رأيتها في حياتي و مضحية بنفسك من أجل الآخرين و و و الكثير ماذا أقول لأقول احتاجك يا أمي واتمنى لو يرجع الزمن!! آخر سفرة ذهبناها معك إلى الحمزة القريب من الحلة نظرت الي وقلت انت حامل وسياتيك ولد و كان لا أحد يعرف بالحمل وقتها وولد عمدة وظل يحجي بيج مثل كل ابناء العاءلة ويحلفون بك اه يا امي خسرناك واكبر الخاسرين بزر الكعدة وبزر الشيب ولو دللته ماهو عيب ايودي الحبيب،، هل رايت عماد الدين وابي بعدك واجتمعت بهم في دنيا أخرى أقل حزنا وأكثر جمالا وحتى التقيكم ماذاً أقول لروحكً الجميلة ياامي الطمانينة والسكينة والسلام . خولة