لا يحق للنساء العضوات في البرلمان سوى التصفيق للرجال



فينوس فائق
2006 / 4 / 27

كتبت هذه المقالة في ضوء مقالة الأستاذ جاسم المطير الأخيرة و التي هي تحت عنوان ((جنون الطائفية يحرم المرأة من مناصب السيادة والقيادة..!))
أشد ما أعجبني في المقال هو مقولته: فالمرأة العراقية خذلتها المباحثات الأرضية مثلما خذلتها التفسيرات السماوية..
عندما قرأتها ضحكت في نفسي و أضفت إليها و مثلما خذلتها نفسها و خانتها العبارة و بدل أن ترشح نفسها نطقت بالخطأ إسم رجل..
حينها آمنت بالفعل بالحقيقة العلمية التي تسمى "توارد الخواطر" ، و قد لا يكون توارد خواطر بيني و بين الأستاذ جاسم المطير فقط ، فترى كم عراقي آخر فكر في نفس ما فكرنا به الأستاذ جاسم المطير وأنا ، ففي اليوم الذي إجتمع الـ 266 عضو في البرلمان العراقي من أصل 275 لإنتخاب رئيس البرلمان ، و نائبيه و رئيس الجمهورية و نائبيه ، و رئيس الوزراء و طبعاً فيما بعد نائبيه و الحقيبة الوزارية التي أشك أن تكون هناك إمرأة داخل تلك الحقيبة السياسية و إن وجدت فقط للزينة كسابقاتها ، سألت و بعد أن إنتهت عملية التصويت ، ألم تكن هناك إمرأة يتم ترشيحها لأحد تلك المناصب؟ أم أن المرأة مخلوق من عالم آخر و لا يحق لها أن تشارك في حكم البلد؟ ماذا ذهبن النسوة الجالسات في قاعة البرلمان ذلك اليوم يفعلن؟ هل ذهبن فقط ليصفقن للرجل؟ أم لشرب القهوة؟
الفرق بيني و بينك يا استاذي الفاضل أبو تمامة ، أنني لا ألقي اللوم على الرجل بقدر ما ألقيه على المرأة نفسها ، لأن الرجل أمره محسوم عندي منذ الأزل ، فلو سلمنا أن الرجل هو الذي رفض وجود المرأة ، أين هي المرأة نفسها من حقوقها؟ و أين صوتها ، الأستاذ جاسم المطير يقول: صدقوني أن العيب ليس في المرأة بل في الرجل المحجب الذي ينظر إليها في كونها ثروة كونية خلقتها السماوات لمتعة الرجال وبس ..!!
أما أنا فأقول: صدقوني أن العيب ليس في الرجل بقدر ماهو في المرأة نفسها التي لا ترفض ، و لا تعلن ثورتها ، و ترضى بأن تكون ثروة كونية خلفتها السماوات لمتعة الرجال و بس..!!
نعم المرأة نفسها لم تنمو لها بعد أظافر تمزق به كل أنواع الحجاب الذي يغطي فكر المجتمع و يمنعها من أن تطيل أظافرها و فوق ذلك يعطوها المقص بيدها لكي تقص أظافر الرفض و تتناول بنفسها الشاكوش لتكسر أرجل العصيان. و تمسك بنفسها بأنبوب مياه التقاليد و تروي التقاليد الذكورية في المجتمع لتنموا لها المزيد من الشعر الكثيف الرجولي و تغذي حنجرته بالطاعة و الخنوع حتى تصبح أكثر غلاظة ، فلايضاهيه صوت في المجتع..
نعم المرأة نفسها التي لا حول و لا قوة و راضية و قنوعة و حتى انها سعيدة ، و لا حتى لها صوت تصرخ تحت قبة البرلمان و تقول ها أنذا !!!
نعم المرأة نفسها تضع الحجاب على رأسها كل صباح ، فتحجب عن نفسها شمس التحرر و هواء الإنطلاق و التطور و تقبل بكل قوانين القبيلة البشرية ، لا لشيء و إنما لكي ترضي (سي السيد) السياسي ، و تنال شرف تسمية (المرأة المطيعة ، الوديعة ، القنوعة ، المسالمة و الزوجة و ربة البيت و الطباخة بدرجة جيد جداً)، وحتى لا تقلق منامه و هو يحلم بكراسي الحكم..
نعم المرأة نفسها التي لا تأخذ المقص و بدل من أن تقص به الحجاب و تقطعه إرباً بدلاً منه تقص أطافر الرفض في أصابعها ، بيد أنني لا أعني بالحجاب هنا ، فقط قطعة القماش التي تغطي رأس المرأة ، و إنما أستخدمه كتعبير مجازي للإشارة إلى كل أنواع التابوات (الممنوعات) التي تفترضه المرأة لنفسها أو تلك التي توارثتها من العقلية الإجتماعية و الدينية المتخلفة و هي سعيدة بها و لا تثور و لا تنتفض و لا تقيم حتى حريقاً في سجنها الإجتماعي..
هنيئاً لكم ايها الرجال كل المناصب الحكومية العليا و الدنيا أيضاً ، فالمرأة هي التي تنازلت بمحض إرادتها ، فلا ينوب المرأة داخل قاعة البرلمان سوى التصفيق للرجال..
أما المنظمات النسوية التي بح صوتها من ترديد شعارات عقيمة لتذهب النسوة و يجلسن في البيت فليس هناك داع من وجودكن ، الخير كل الخير و البركة كل البركة في الرجل ، فهو تبرع ليحمل عنكن أعباء الحكم ، ناموا في البيت مرتاحات ، و لا تزعلن من كلامي هذا فعدوكن من يتبوء المناصب الحكومية بينما أنتن تصقفن لهم ، أما صديتقكن فلا تحاجونه طالما أنتن في بيوتكن جالسات بأمان (و كافيات خيركن شركن) ، أو في صالة البرلمان لا تفعلن شيء سوى التصفيق..