المرأة العربية في موقع الصدارة في الحرمان ؟؟؟



عبد الرحمن تيشوري
2006 / 4 / 30

عند العرب الحرمان يشمل الجميع
وللمراة مركز الصدارة في الحرمان
عند قراءة تقارير الامم المتحدة عن التنمية البشرية والانسانية تصاب بالذهول من المستويات المتدنية التي يعاني منها الجنوب والبلاد العربية حيث نقرأ إن دخل الفرد في بعض الدول 200 دولار سنويا وفي بعض الدول 40000 دولار سنويا
كما تعتبر قضية مستوى المعيشة قضية اساسية في مختلف المجتمعات لان القصد النهائي للجهود التي يبذلها الفرد أو يبذلها المجتمع إن يعيش الإنسان بشكل افضل
وهناك وسائل قياس للجانب المادي في حياة الناس اليوم حيث يستخدم احيانا متوسط دخل الفرد في السنة أو نصيب الفرد من الناتج حيث يعتبر ذلك مؤشرا للتقدم أو التخلف في مستوى المعيشة ويستخدم البعض مقاييس اخرى منها :
- مجموع ما يستهلك الفرد من سلع وخدمات
- مدى الوفاء بالحاجات الاساسية من مسكن وملبس وماكل وصحة وتعليم وثقافة
- مدى الوفاء بوسائل الترفيه
- مدى اقتناء حاسوب وتصفح الانترنت
- ما يستهلك من مواد اساسية كالحديد والطاقة
- ما يحوز من اجهزة العصر المنزلية كا لثلاجة والتلفزيون والتليفون واجهزة الفاكس
- عدد الكتب المقروءة والمترجمة والمصدرة في البلد
- عدد السيارات قياسا إلى عدد المواطنين

تعددت الوسائل وراحت التقارير الدولية تلاحق ذلك واشار البعض منها إلى إن تقدما ماديا كبيرا قد حدث في الوطن العربي خلا ل خمسين عاما مضت حيث اتسعت البنية الاساسية خلالها وتوفرت خدمات تعليمية وصحية اكثر وزادت نسبة مشاركة المراة في التعليم وسوق العمل وانتشرت وسائل الاتصال وتقدم مستوى العمل وقلت وفيات الاطفال واختفت اوبئة كانت تودي بحياة الالاف حدث كل ذلك لكن المشكلة لم تحل كلها وبقي نصف الكوب فارغ أي بقي الحرمان قائم وكبير وفق تقرير التنمية البشرية للامم المتحدة لعام 2001
• كلمة الحرمان وصف ادبي ومع ذلك فقد حاول التقرير الذي اصدره برنامج الامم المتحدة الانمائي إن يترجم الكلمة بالارقام فجاءت نسبة الفقر عالية
• نسبة الامية العربية تسبق الاخرين
• نسبة الاستفادة من الخدمات الصحية اقل مما ينبغي
• سجل التقرير مظاهر التقدم وسجل ايضا مظاهر الحرمان وهي اكبر
• عدد العرب اليوم حوالي 375 مليون بينهم 100 مليون تحت خط الفقر وبينهم 15 مليون يعانون من نقص التغذية

الفقر قصة طويلة ترتبط احيانا بالتخلف الاقتصادي وانخفاض مستوى الدخل بشكل عام وترتبط في احيان اخرى بسوء توزيع الثروة وهي الظاهرة التي سجلتها تقارير دولية عديدة سواء على مستوى الدول أو داخل المجتمع الواحد لان ظاهرة تركز الثروة يصاحبها عادة اتساع دائرة الفقر
واذا كان الفقر في جانب منه يتصل بدرجة النمو ومعدل الاستثمارفانه على وجه اخر يتصل بحالة التوظف في المجتمع وفقا لتقديرات عام 1995 كانت نسبة القوى العاملة في البلاد العربية 35 % فقط من عدد السكان أي إن ثلث المجتمع يعول ثلثيه وكل فرد يعول نفسه وثلاثة افراد اخرين وهذا ما يسمى نسبة الاعالة وتشير الارقام إلى اننا الاكثر تخلفا في العالم بالقياس إلى مجموعات دولية اخرى ونسبة الاعالة قضية اساسية ترتبط بالفقر ايضا ويزيد من حدة المشكلة امران :
• البطالة حيث يحتاج الوطن العربي إلى خمسة مليون فرصة عمل جديدة كل عام ثم إن نسبة اشتغال المراة لا تتجاوز 25 % في مقابل 40 % للعالم النامي و50% للعالم المتقدم والسبب هو الفقر وامور اخرى
• تبدأ دائرة الحرمان بالفقر وغياب فرص العمل وتتسع الدائرة لتضم مظاهر الحياة اليومية من مسكن وماكل ومياه وخدمة صحية أو تعليمية وفي تقدير برنامج الامم المتحدة الانمائي إن 40 % من السكان العرب محرومون من الخدمات الصحية وان 80 مليون محرومون من المياه المامونة النقية
• 70 مليون امي ثلثاهم من النساء ولا يجدون سبيلهم للمعرفة اللهم الا ما يلتقطون في الحياة اليومية أو عبر المذياع والشاشة الصغيرةفما بالك اذا نظرنا إلى الامية الحضارية والتكنولوجية ؟؟؟؟
• عشرة ملا يين طفل عربي خارج التعليم الابتدائي و15 مليون خارج التعليم الثانوي أي إن 25 مليون سيصبحون هؤلاء بعد عشر سنوات وسيدخلون سوق العمل وهم غير مؤهلين بشيء الا بمعول ورفش أو قزمة وغير ذلك
• نقص المياه والحرمان من المياه قضية اخرى حيث نصيبنا من الماء ضئيل ولانحصل سوى على الف متر مكعب سنويا للفرد الواحد وهي من اسوا النسب عالميا
• في سوق العمل تحتل المراة الصدارة في الحرمان حيث اذا دخلت المراة سوق العمل تدخل صدفة وباجر قليل واذا ضاقت فرص العمل كانت المراة اول من يعود إلى البيت
• ما بالك بمشاركة المراة في العمل السياسي اذا وجد 50 مليون امراة عربية امية اذا ستكون المشاركة محدودة وبالفعل هي في الواقع حيث لا تحوز المرأة العربية اكثر من 4% من المقاعد البرلمانية ولا تحوز اكثر من وزيرتين في اية حكومة
• هناك ايضا ظاهرة حرمان اللاجئين الذين يعيشون فوق الارض العربية وهؤلاء حرمانهم اشد ويصل عددهم إلى 5 مليون وهم من فلسطين والعراق والسودان والصومال وغيرها فروا إلى خارج الاوطان وكلهم محرومون من الاوطان ويحملون لقب لا جئ والوباء ينتقل من دولة إلى اخرى

هذه هي قضية الحرمان العربي والحرمان العربي تترجمه الارقام وتبدو الصورة قاتمة جدا مع العلم إن العرب يمتلكون مليارات الدولارات في بنوك امريكا والعالم ويمكن استثمارها هنا وهذا يحل المزيد من المشاكل ويقلل ارقام الحرمان العربي
لذا نصف الكوب الفارغ بحاجة لمن يملؤه وربما لمن يتذكر إن هذا الكوب يجب إن يملئ ولا يكفي إن نتغنى بنصف الكوب الممتلئ
نرجو إن يعي ذلك الاثرياء العرب ويستثمرون هنا في بلدانهم واو طانهم وبين اخوتهم وشعوبهم لان الاقربون اولى بالمعروف واولى بالاستثمار
عبد الرحمن تيشوري
دارس في المعهد الوطني للادارة العامة
092575464