الامام الاكبر والمسواك وفرشاه الاسنان


هشام حتاته
2019 / 6 / 4

فى تصريح لشيخ الازهر الدكتور احمد الطيب منذ يومين عن تفسيرا للايه 34 من سورة النساء
( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً)
موضحا ان الضرب لايجب ان يكون مبرحا ولكن يكفى الضرب بالمسواك او بفرشه الاسنان
والشيخ لايخرج قيد انمله عن تفسيرات السلف للضرب بان يكون غير مبرحا واعطوا مثلا لذلك بالمسواك ، ولان فرشه الاسنان الان تحل محل المسواك ، وبقياس الحاضر على الغائب تحل فرشه الاسنان محل المسواك
ثارت التعليقات الساخرة على الفيس بوك وبعض مقالات كتاب قبيله التنوير فى مصر على قول شيخ الازهر

ولكن الحقيقة وكما قلت فى الفقره السابقة ان الشيخ لايستطيع ان يخرج قيد انمله عما قاله السلف
فالشيخ صادق مع نفسه ومع النص القرانى
فزمكان ( الزمان والمكان ) الايه لايعنى له شئ
والتاريخية لاتعنى له شئ
والعلاقة الجدلية بين النص الدينى والواقع الارضى الذى انشاها لاتعنى له شئ
فالايه كلها جائت فى زمان ومكان مغاير تماما عن زمان ومكان الشيخ
ففى الوقت الذى كانت فيه المراة فى جزيرة العرب كما قلت فى كتابى ( رحله المراة من التقديس الى التبخيس ) هى
سبيه محارب
واستراحه محارب
وماكينه لتوليد محارب
كانت المراة فى مصر وحسب ماجاء فى احد صكوك الزواج الذى يعود تاريخه الى الالف الثالث قبل الميلاد يقول الزوج موجها
كلامه الى سيدة المستقبل ( منذ اليوم ، اقر لك بجميع الحقوق الزوجية ، ومنذ اليوم لن اتفوه بكلمة تعارض هذه الحقوق. ولن اقول امام الناس انك زوجة لى . بل سأقول بأننى زوج لك . منذ اليوم لن اعارض لك رأيا ، وتكونين حرة فى غدوك ورواحك دون ممانعة منى . كل ممتلكات بيتك لك وحدك ، وكل مايأتينى اضعه بين يديك .. )
وبعد الفى عام من هذا الصك ، نجد امرأة فى صك آخر يرجع تاريخه الى الفترة البطلمية تقول لزوج المستقبل : ( اذا تركتك فى المستقبل لكرهى لك او لمحبتى رجل آخر فاننى اتعهد بأن ادفـــــــــع مكيالين ونصف من الفضة واعيد اليك هدايا الزواج " )
فمن خمسة آلاف سنه يأتينا النص الاول ليؤكد التساوى بين الرجل
والمرأة ، ومن اكثر من الفى عام يأتينا النص الثانى الذى يعطى للمرأة فى
مرحلة تطورية اخرى بلغت قمة النضج الاجتماعى من الشفافية والصدق
من المرأة تجاه الرجل ، ويعطيها الحق فى خلع الرجل نظير تعويض مالى
للرجل
والكتاب موجود فى مكتبه التمدن وعلى الرابط :
https://drive.google.com/open?id=1RpNixqlHphsbH1-PDkrJOlWkHdKbjQNM

وثيقة اخرى تؤيد ماذكرناه فى كتابنا
( أعلنت جامعة شيكاغو الأمريكية حصولها على بردية مصرية تعود إلى 2500 عام من عصر الدولة المصرية القديمة.
وقالت الجامعة إن هذه الوثيقة هي عبارة عن عقد زواج ذكرت فيه نصوص تؤكد على حق المرأة المتزوجة في الانفصال عن زوجها، وتنص على إعطاء المرأة 30 قطعة فضة و36 شوالاً من الحبوب كل عام طوال حياتها في حال استحالت الزوجة العيش مع الزوج.
ونقلت الصحيفة عن إميلي تيتير، عالمة المصريات بجامعة شيكاغو، قولها إن معظم الناس لا يعلمون أن المرأة في مصر القديمة كانت تتمتع بنفس الحقوق القانونية التي يتمتع بها الرجل)
http://www.elwatannews.com/news/details/786638

الشيخ صادق مع نفسه ، وان كان هناك شئ فات على الجميع فى الايه المذكورة وهى ان الهجر فى المضاجع يلزمه التعدد الذى كان موجودا فى جزيرة العرب
فهجر الرجل لزوحته فى حاله عدم وجود تعدد الزوجات يكون عقابا للرجل اكثر منه عقابا للمراة
فالنص ابن البيئة وابن الزمان وابن المكان
اما المتلاعبين بكلمة الضرب مثل اسلام بحيرى وخالد الجندى وغيرهم ممن تفننوا فى وضع المساحيق على النص القرانى بانتزاع ايات من سياقها مدللين ان الضرب ليس مقصود به الضرب البدنى ولا حتى بالمسواك وان الضرب فى اللغه مقصود به المباعده مثل
(ضرب الدهر بين القوم) أي فرّق وباعد بينهم.
و(ضرب عليه الحصار) أي عزله عن محيطه.
و(ضرب عنقه) أي فصلها عن جسده.
فالضرب إذن يفيد المباعدة والإنفصال والتجاهل.

ويذكرون آيات كثيرة في القرآن تتابع نفس المعنى للضرب أي المباعدة:
{وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى} طه ٧٧
{فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} الشعراء ٦٣
{لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ} البقرة٢٧٣
{وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ}المزمل٢٠
{فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ} الحديد ١٣

ولكن لو تاملنا الايه جيدا سنعرف ان ( ضرب .. يضرب ... ضربا )
فالايه فى بدايتها تتحدث عن قوامه الرجل على المرأة ، فالقوامه هى الولاية والإمارة والملك والبلاد التي يتسلط عليها الوالي
وعند نشوز المراة يحق للرجل مايحق للوالى على الرعيه ، وبدا الامر بالتدرج ( عظوهن ) ثم ( اهجروهن فى المضاجع ) والتى وضحنا ان الهجر لايكون مؤثرا فى الا فى حاله التعدد ، وان لم تعود الى ترعوى فالحل الاخير هو الضرب
فمن يقول ان الضرب يعنى المباعده ، فالهجر هنا هو المباعده ، اما الضرب فهو الحل الاخير
وذكرت من قبل ان الساده السلف كانوا اكثر صدقا مع انفسهم ومع النص من الساده الخلف
ولنقرا تفسير الطبرى :
القول في تأويل قوله ( واضربوهن ) :

قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه فعظوهن أيها الرجال في نشوزهن فإن أبين الإياب إلى ما يلزمهن لكم فشدوهن وثاقا في منازلهن واضربوهن ليؤبن إلى الواجب عليهن من طاعه الله في اللازم لهن من حقوقكم .
وقال أهل التأويل صفة الضرب التي أباح الله لزوج الناشز أن يضربها : الضرب غير المبرح
ذكر من قال ذلك :

9378 - حدثنا ابن حميد قال حدثنا حكام عن عمرو عن عطاء [ ص: 314 ] عن سعيد بن جبير : واضربوهن " قال ضربا غير مبرح

9379 - حدثنا ابن حميد قال حدثنا يحيى بن واضح قال أخبرنا أبو حمزة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير مثله

9380 - حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال الضرب غير مبرح

9381 - حدثني المثنى قال حدثنا حبان بن موسى قال حدثنا ابن المبارك قال أخبرنا شريك عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس واضربوهن " قال ضربا غير مبرح

9382 - حدثنا المثنى قال حدثنا أبو صالح قال حدثني معاوية عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : واهجروهن في المضاجع واضربوهن قال تهجرها في المضجع فإن أقبلت وإلا فقد أذن الله لك أن تضربها ضربا غير مبرح ولا تكسر لها عظما فإن أقبلت وإلا فقد حل لك منها الفدية

9383 - حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الحسن وقتادة في قوله واضربوهن " قال ضربا غير مبرح

9384 - وبه قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال قلت لعطاء : واضربوهن ؟ قال ضربا غير مبرح .

فالشيخ صادق مع نفسه ومع تفسيرات السلف ولتذهب التاريخية والجدليه الى الجحيم ولتبقى الصلاحيه لكل زمان ومكان