نزيف لا ينقطع!



محمد مسافير
2019 / 7 / 8

هربت من بيت والديها حين علمت بأمر حملها، لم تخبر حتى أقرب الصديقات إلى قلبها، ولا هو، ابراهيم، الشاب العشريني الذي نامت معه، كانت تعذر عوزه، يده قصيرة، ولن يستطيع مد يد العون، أحست بالعار والخزي، والدها قد يدفنها حية، لن تنجو حتما، لذاك قررت الهروب، ودون حزم الأغراض...
قصدت مدينة الدار البيضاء، وهناك، قضت الليالي الطوال تبسط يدها للمارة حتى تسد الرمق، ولحسن حظها، تعرفت على إحدى الجمعيات التي تهتم بالأمهات العازبات، قضت هناك فترة حملها وما يزيد، لكنها، وللإحساس المتعاظم بالذنب، فقدت النطق، أو أنها أضربت عن الكلام، حيث لم يسمع منها أحد منذ الوضع...
طفلها بلغ الخمس سنوات، فقررت أن تبحث لها عن عمل، ووجدته في أحد المقاهي، حيث عملت منظفة، تضع طفلها في أحد الأروضة التابعة للجمعية كل الأسبوع عدا الأحد، حيث يقضيه مع أمه في المقهى...
لاحظت مربيته سلوكا غريبا لدى الطفل، كان يتصرف بخبث لا يليق بسنه، يلمس أقرانه في المؤخرة ويقهقه، لم تعر المربية في البداية أي اهتمام للأمر، لكنه حين بالغ، قررت الاستفسار، فاستدعته سائلة:
- ماذا كنت تفعل؟ لقد رأيتك..
- ألمسهم هنا (مشيرا بسبابته نحو مؤخرته)
- ومن علمك هذا؟
- سعيد...
- هل يلمسك في مؤخرتك؟
- لا، كان في الأول يفعل ذلك، الآن بدأ يدخل هذا (مشيرا لقضيبه) هنا (مشيرا إلى مؤخرته)
فهمت المربية، لكنها لم تعرف من يكون سعيد هذا، وبعد أن واصلت التحري انكشف سعيد، أدركت أنه نادل المقهى الذي تشتغل فيه أمه، وأنه يمارس الجنس على الطفل ذي الخمس سنوات في مرحاض المقهى، أخبرت المربية الإدارة، وقاموا باستدعاء الأم، وأخبروها بما علموه من الطفل، لكنها قامت ساخطة من مجلسها، لم ترد مقاضاة النادل، ولا تغيير العمل، وكأن عقلها ما عاد يميز بين الخطأ والصواب، أو ربما كانت تعلم كل شيء، لكنها خافت من أن تخسر أجرتها، وأيا كان السبب، فقد أخذت طفلها ولم تعد..