العلاقة الحميمة بعد عمر ال60عاما



احمد جبار غرب
2019 / 7 / 28

ا يمكن اعتبار ممارسة (الجنس)العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة بعد تجاوز عمر ال60عاما شيئا ساخرا او معيبا ونوع من الهوس وربما ينظر له البعض على انه مراهقة متأخرة اوشكت على افولها ! ان الحالة يجب ان ينظر لها من زاوية اخرى ..فالاحتواء والرومانسية قد تكون مهمة ولها دور كبير في اسعاد الزوجين وجعلهما يعيشان حياتهما بأمل وتفاؤل وانشراح فالإنسان طاقته الكامنة في شتى المجالات لا تنضب سريعا فالمبدع يستمر ابداعه الى اواخر ايامه في الانجاز الذهني والبحثي ، وهناك امثلة كثيرة على ذلك ، والطاقة الكامنة قد تكون فعلا فيزيولوجيا مختفيا لأسباب نفسية ، ونحن نعلم ان الحاجة الجنسية لا ترتوي اذا لم تكن هناك اشارات عاطفية متبادلة بين الرجل والمرأة ، التوافق العاطفي ضرورة للفعل الجنسي او العلاقة الحميمة بين الزوجين ومتى ما تهدد اطار تلك العلاقة العاطفية خمدت المشاعر الحميمة وأحبطت بفعل العامل السيكولوجي واليات الدفاع . الذي يتحكم في كل قدراتنا وأفعالنا احيانا حسب رأي فرويد ، والإنسان بعد ان يبلغ ال60عاما يحتاج للاحتواء والاحتضان بعيدا عن الانعزال والتقوقع الذي يهدد كل مسارات حياته ومنها الجنسية فهو قد قضى مرحلة مليئة بالأحداث والمعطيات كأنها حركة زمنية متكاملة فقد مر بمراحل الطفولة وما فيها من براءة ونقاء الى الصبا وما بداخلها من طموح وأمنيات وخيال الى الشباب وتلك هي جذوة العطاء والتدفق وتحقيق الذات الى ان يكتمل النضج التام في رجولته حيث القوة والنشاط و والتحفز نحو الرشد الى سن متقدمة ولا اسميها الكهولة وباعتقادي ان ذلك مرتبط بنظب عطاء الانسان سواء كان رجلا او امرأة هذا الحراك المتسارع لا يؤثر على كينونته ومدى صفاءه مع الواقع او البيئة التي تحتضنه ، غير هذا يجب ان نعترف ان الدافع الجنسي هو من اقوى الدوافع الانسانية وهو كالأكل والشرب لا يستطيع الانسان ان يتخلى عنه الى اخر ايامه ربما تهفت جذوة الفعل وتقل انطلاقته ولكنه يبقى بحاجة الى ذلك الشيء ولعل في المجتمعات المفتوحة هي خير من يؤمن بتلك المفاهيم والأفكار لأنها فهمت احتياجاتها الجسدية والنفسية وفهمت نفسها في المرتبة الاولى واكتشفت خباياها ولكل مجتمع ثقافته وتقاليده وامتداداته ، ان كثير من الناس ينظر لبعض الدوافع الانسانية على انها رجس من عمل الشيطان وهذا هو المطب الخطير الذي يفسر اننا بعيدون عن فهم ذواتنا واحتياجاتنا , على ان العلاقة الحميمة يحب ان تكون منضبطة وخاضعة لمنطق الجماعة او المحيط الاجتماعي ولا يمكن القبول بها اذا كانت عشوائية او غائية هدفها الاشباع فقط وإهمال الجوانب الانسانية الاخرى وهذا بحد ذاته رجوع للبدائية والحيوانية التي تتمسك بالغريزة ولحفظ النوع والبقاء فقط دون اعتبارات التسامي والتعالي على تلك المسألة. ولاشك ان الثقافة الاجتماعية وفهم العلاقات الانسانية على انها خطوة مهمة لأجل التصالح مع الذات والتعبير عنها بأشكال مختلفة و لا تبنى على اهداف انية او مشاعر باردة ومن هنا اقول اننا يجب ان نصوغ لحياتنا حراكها السليم بعيدا عن القمع النفسي والهروب من معطيات الجسد ومحاولة قهر الذات بلجمها عن فعلها الانساني المنطلق ..ان جمال حياتنا يكمن في حركتها المستمرة وشيوع المشاعر الدافئة التي تغطي مساحات مهمة من حياتنا