فريندز ويز بنيفتس!



ادم عيد
2019 / 8 / 2

بعد ما زهقوا من العلاقات العاطفية ونهايتها الخايبة الكئيبة، لقي ديلان وجيمي انه انسب حاجه عشان يبطلوا يجروا ورا شبح الحب هو انهم يحولوا صحوبيتهم لتجربة جديدة من خلال استفادتهم من الانجذاب الحاصل مابينهم بس علي شرط انهم مايتنيلوش ويحبوا بعض!

بكلمات تانية اتفقوا يستغلوا الانجذاب الحاصل مابينهم ويستمتعوا مع بعض جنسيا من غير اي مشاعر ولا التزام او وعود او دراما وبطيخ مصاحب للعلاقات العاطفية التقليدية ..

النوع ده من العلاقات جسّده الممثل تمبرليك والممثلة ميلا كونيس في الفيلم الكوميدي الرومانسي Friends with benefits او بالعربي اصحاب مع منافع الي اتعمل سنة ٢٠١١
في ناس كتير انتقدوا الفيلم وشايفينه بيشّوه العلاقات الإنسانية لانه بيدعوا لأشباع الغريزة والمشي ورا الشهوة!
وكتير برضوا شافوا انه الفيلم بيعتبر متنفس للحرية.

السؤال هنا ماذا لو طبقنا قاعدة الاصحاب مع المنافع في حياتنا او في الواقع؟

مفهوم Friends with benefits
الجنس بيعتبر حجر الزاوية في العلاقات العاطفية بخلاف انه التشارك في لحظات مسلية مع شخص بنشوفه جذاب بيعتبر متعة كبيرة لتجاربنا كبشر.

نعمل ايه لو ملاقيناش الشخص المميز او الجذاب ده لحد دلوقتي؟ طيب ايه الحل لو مكنش هدفنا اننا ندخل في علاقة كاملة حاليا؟ وماذا لو اننا مش في مزاج يسمح لنا نستحمل البلاوي المصاحبة لأي علاقة رومانسيه الفترة دي من حياتنا؟ هل ده معناه اننا نفضل لوحدنا زي قرد قطع نقول يابتاع الخزين يابصل ومحدش يرد علينا؟ او اننا عشان نشبع رغباتنا نلجأ لأيدنا او لأي نبات او جماد حوالينا؟

الاعتبارات دي كلها مش موجوده تماما في حسابات الناس الي بيطبقوا مبدا الاصحاب مع المنافع
لأنه ببساطة النوع ده من الارتباط بيخلي عندك هامش من الحرية والهروب من اي قيود اجتماعية او التزامات مرهقة في معظم الوقت.
النوع ده من العلاقات منتشر في الغرب في كل الاجيال
ومع ذلك المصطلح ده غريب علي وداننا كعرب
او عن حياتنا بشكل عام، لأنه الحب عندنا الي حدا ما تقليدي ياما جواز وبعدها جنس ياما علاقة حب كاملة معاها جنس، بس انه يكون في جنس مابين اتنين اصحاب من غير قصة حب ومواعيد والتزامات وغيره بين الطرفين ده مش معتاد عندنا خالص.

لو دخلت علي جوجل هتلاقي موقع Urban dictionary معرف علاقة الفريند ودز ويز بنيفتس بالشكل ده: "اتنين اصدقاء قريبين من بعض مؤمنين انه ممارسة الجنس مع بعضهم بشكل متكرر هيكون ممتع ليهم لحد ما طرف منهم يتعرف علي حد جديد ويبدا معاه علاقة كاملة، وساعتها بينتهي الجنس مابينهم ويرجعوا اصدقاء مقربين زي ما كانوا"
عيش اللحظة
زي مابيحصل في العلاقات العاطفية فالاشخاص الي بيطبقوا قاعدة الاصحاب مع المنافع احيانا بيعانوا من نفس المطبات بتاعة العلاقات العاطفية زي الغيرة والتوقعات الغير متطابقة، ودوافع ونوايا مش معلنه، بس وعلي الرغم من كل ده كتير من الناس بيقرروا يجربوا المغامرة دي للنهاية بهدف انهم يعيشوا اللحظة ويجربوا فكرة الحب من غير شروط.
معظم الوقت العلاقة دي بتكون الحل المثالي للشخص الي عايز يطلق العنان لمشاعره وأحاسيسه، وممارسة الجنس مع حد بيثق فيه وفي نفس الوقت هو معجب بيه بس مش عايز يقيد نفسه بأي وعد او التزام لانه كل الي هو عايزه انه يعيش اللحظة من غير مايفكر في ماضي او مستقبل.

وده الي حصل مع ندي (اسم مستعار) وهي شابة مصرية عندها ٣٧ سنة عاشت تجربة الفريندز ويز بنيفتس من حوالي خمس سنين، هي بتشتغل صيدلانية بتقول انها اتعرفت علي عزيز(اسم مستعار) في الفيسبوك ومن اللحظة الاولي كان في اعجاب مابينهم ومع الوقت الاعجاب ابتدا يزيد وبتزيد معاه لذة اللقاء، احيانا كانوا بيتقابلوا في كافيه او في بار في وسط البلد، لحد ما قربت منه في مره وباسته بوسه مشبك معتبره بدون سابق انذار ومن هنا بدأت العلاقة مابينهم تاخد شكل مختلف، اعمق من اي علاقة ممكن انه حد يتصورها علي حد وصفها، بتحكيلي وهي مبسوطة وبنبرات مفعمة بالحب انه اللذة الي بتعيشها في احضان عزيز، واللقائات البعيدة كل البعد عن هواجس التخطيط والحسابات و انه مكنش في قيود الي بييجي في راسنا بنعمله من غير مانحسبلها والشئ ده الي خلانا نكتشف نفسنا اكتر ونعرف احنا عايزين ايه...
النوع ده من العلاقات خلاها تتعري من ذاتها القديمة تماما من غير ما تحس بخجل من اي حاجه، حتي لما مارست معاه الجنس لاول مره حست انها حره مافيش حد بيحكم عالتاني واللذة بتكون لما بيعيشوا كل مرة مغامرة جديدة، وبيكتشفوا انه الي بيحصل مابينهم شئ حقيقي جدا ونقي جدا لانه مفيش حاجه في الدنيا بتوازي جمال او عظمة انه الواحد يحس انه في شخص بيحبك وبيقدملك نفسه من غير اي مقابل.


حرية ولا مجرّد قناع لممارسة الجنس؟

بالرغم من التحرر الي الشخص بيحسه والمتعة الي من غير شروط الي بينغمس فيها بعد ما بيدخل علاقة جنسية تجمعه بصديق بيثير اعجابه من غير ما يكون ملتزم بأي حاجه ناحيته، الا انه تطبيق مفهوم اصحاب مع منافع بيكون فيه مجموعة من التحديات بين الطرفين خاصة، وأن حدود العلاقة احيانا بتكون ضبابية ومشبرة مش واضحة، يعني مفترض ايه الي يحصل لو حد فيهم اكتشف انه طرف بينام مع طرف تاني غيره في نفس الوقت؟ مفترض نعمل ايه لو طرف قرر يفضها سيرة ودخل في علاقة جدية مع طرف تاني؟ ايه الي يحصل لو العلاقة تطورت بشكل فردي واتحولت الصحوبية لمشاعر وحب من طرف واحد؟
الحجات دي ماعطلتشِ ندي عن انها تدخل المغامرة الي مليانة حرية وشغف واحاسيس ، لأنها بتعتبر انه لذة النوع ده من العلاقات تكمن في مصيرها المجهول وانك مابتعرفش تسيطر علي اي حاجه حتي نفسك
وحسب مابتقول لما بنفقد السيطرة علي نفسنا وعلي غريزتنا وتصرفاتنا بنتحرر من اي قيد وبتصبح العلاقة الجنسية اقوي وألذ، حسب كلامها ..
وعن امكانية انه العلاقة تتحول لحب ندي بتقول انها خايفة تخسر اللحظات الجنونية دي لانها بتحس معاه انها في عالم خيالي مش عايز تخسر العالم ده ولا الاحاسيس الحلوة الي هي بتعيشها معاه..
بتقول كمان انه الاتفاق الوحيد الي اخدته مع عزيز هو انه كل شخص فيهم يتصرف علي طبيعته وبالطريقة الي تناسبة بشرط انهم يحافظوا علي العلاقة الحلوة الي مابينهم، لقيت الشخص الي بيفهمني وبنعيش سوا لحظات جميلة بننسي فيها الدنيا كلها، ايه الي يمنع نستمر كده طول حياتنا؟! حسب كلامها.
وبالرغم انه الاشباع الجنسي بيعتبر شئ ضروري في النوع ده من العلاقات بس العلاقة دي مش بتعتمد علي المتعة الجنسية بس بحسب دراسة كانت عملتها جامعة دنڤر من سنتين ومفاد الدراسة دي انه المفتاح الحقيقي لنجاح النوع ده من العلاقات بيرتكز علي التضحية وتقديم التنازلات من الطرفين.