سيكولوجية العواطف الجزئ الاول .. بقلم قاسم محمد الياسري



قاسم محمد الياسري
2019 / 9 / 25

الجزئ الاول ..

بين عقلانية العواطف وعقلانيه المنطق

العاطفة بمعناها العام هي حالة ذهنية كثيفة تظهر بشكل ما في الجهاز العصبي وتقترن العاطفة بالحالة النفسية سواء كانت ايجابية أو سلبية وتختلف أنواع العاطفة بين الألم والغضب والفرح والحزن والكراهية والاحباط والعدوان والحب وغيرها ذكرفرويد في مذكراته بعد ان غيرإسمه قائلاً ...إنه ألماني قبل أن يكون يهودياً . فمزج فرويد العاطفة الوطنيه مع العقل اكثر من عاطفته العقائديه الدينيه.. وقد مزج خوفه الواقعي بنظريته الفلسفية عن عقلانية الإنسان وقدرته على علاج نفسه نفسياً..وبما ان العاطفة موجوده في مختلف المشاعروالأحاسيس الحسنة والسـيئة على حد سواء.. ففي علم النـفس نسميها (العواطف السليمة)وهي العواطف المطابقة للأحاسيس.....مثالا في مجتمعنا عندما يشاهد بعض الاشـخاص مشاهد من العادات والتقاليد العقائديه كايذا النفس تجذبه لها آلام العواطف الايمانيه العقائديه فيندمج معها باحاسيسه ومشاعره العاطفيه فيبكي ويتألم بألم العاطفه التظامني مع الحاله والبعض الاخر يتألم بألم العقل المستنكر للحاله ويعتبرها سلوكيات شاذه ..فكل ألم هو من يصنع العاطفه..مثال اخرمسرحيه كوميديه في مشاهدها البعض تغمره السعاده فيضحك بصوت عالي جدا الذي يثير استغراب من حوله..فيعتبره المتفرجون بقربه غريب الأطوار وقد يثور البعض عليه ويؤنبونه.. فالفرح ايضا هو الاخر الذي يصنع العاطفه .. فكل ألم وكل فرح وكل ردات الفعل نتيجة حاله ما هي عواطف فهذين المثالين يوضحان لنا ان المجتمع له عواطف متماثلة احيانا واحيانا اخرى مختلفه متناقضه وبما ان حقيقة العاطفة هي إحساس وحدس عقلي ذاتي أو شخصي (نابع من الذات) وكذلك فإن كل المشاعر والاحاسيس هي عواطف احيانا تسبب ردات فعل سريعه..فالعاطفه هي من المواضيع الرئيسيه في علم النـفس الاجتماعي ...والعواطف كثيرا ما تتوافق مع العقل ولا تخرج عن حكمته والمنطق لانها لو خرجت هذه العاطفه عن حكمة ومنطق العقل أصبحت رغبات نفسيه وشواذ تتحكم فيها النفس البشريه...ولكي نفهم عواطفنا وتفسيرها لابد أن نسلط الضوء على محركات عقولنا وداينمو فكرنا لكي نكون نحن والمتلقي اكثرارتقاء وعقلانية ولكي نساعد انفسنا معا على النهوض بفكرنا وعقولنا والاستثمار في تربية انفسنا وتهذيب مشاعرنا نحو الافضل ..فكثيرا ماتؤدي عواطفنا اذا انفردت فيها النفس الى انحرافات سلوكيه قد تؤثرعلى الذات فينتج الرأي المرتبك وكثيرا مانجد ذواتنا تتجه لعمل ما مدفوعة بالعاطفه فالعواطف أحيانا تقيد إحساسنا بمشاعرالاخرين وفهم رأيهم وتقيدنا أحيانا أخرى في ادراك ما نبدو عليه أمامهم في حالات الانفعالات النفسيه عند الاخرين سواء كانوا افراد او مجاميع.. فيقول الفيلسوف نيتشيه (يجب علينا دوماً أن تتولد أفكارنا من صميم آلامنا. فالألم هو المحرر النهائي للعقل)...فربما نحتاج بأحاسيسنا بعض الألم كي نفهم الحياة أو نتقبلها وهذا لا يبدو دائما وغالبا خيارا محبباً أو مطلوباً بل نحن مجبرون على قبوله حيث لا تعطينا الدنيا ما نريد بدون تنازلات وتضحيات وخسائر قد تكون فادحة أحياناً وقد يبدو منطق العقلانيهفي أحد أهم مضامينها وحقيقتها أنها المقدرة على قبول التنازلات للتخفيف من المواقف المتصلبه المتشدده والرغبات النفسيه الجامحة ..فتبني النسبية والمواقف الوسطيه حتى ولو كانت صادمة الى نرجسيتنا المجروحة وعلى الضد من كبريائنا وكرامتنا ومبدئيتنا ..ففي كثير من الاحيان نعتقد اننا نعرف كل شيئ لكن العلماء يؤكدون ان نسبة ما يعرفه كل شخص هي اقل من واحد بالمليون من العلوم الموجوده في هذا العالم حتى لو كنا نعرف عن مشكله معينه اكثر مما يعرفه خصومنا هذا ليس دليل ان رأينا هوالاصوب ولهذا يحاول الكثير من الناس ان ينهلوا من العلم قدرالامكان لتطويرالذات وتوسيع مدركاتهم وبهذا علينا ان لا ننسى الحفاظ على تواضعنا ونفكر بالاخرين ..فعند اتخاذنا رأياً لأنفسنا علينا ان نفكر في عواقب هذا الرأي وآثاره وعلينا أن نفكر في وجهة نظر الطرف الاخر ونصغي لرأيه ونضع أنفسنا مكانه ....ومن هنا في هكذا ظروف ان نعمل بعقلانية المنطق بالتوازي مع عقلانية العواطف ونبتعد عن الانحياز ولا نستعجل إصدار الاحكام التي تؤثر على التوازن السلوكي للذات ..فانحيازنا كافراد في الظروف المظطربه لاي موقف ولاي مجموعه أو جماعه معينه قد يشوش تفكيرنا المنطقي العقلي..فعندما نفكر بقضيه ما أو حدث ما من الاحداث التي تجري سريعا في مجتمعنا علينا أن نبتعد عن التحيز لانه سيقودنا الى تبني رأي معين دون آخر في حين أننا لوفكرنا قليلا في كل مشكله أو قضيه أوحدث بهدوء ومنطقيا ربما نجده خاطئا فالتفكير بقضيه نرى تفكيرنا الناقد يقودنا الى عقلانيه المنطق ونتجاهل عقلانية العواطف والاحاسيس حتى في الاستبيانات التي نطرحها لأخذ آراء الاخرين ونصدر أحكامنا بعاطفيه ثم نفكر في إيجاد تبرير عقلاني له.. فإذا شعرت أن لي رأي خاص في قضيه معينه وعلي أن انتقد هذا الراي قبل التفوه به لكي أزيد تمسكي به إن كان صحيحا أو أنقاد ذاتيا الى تصحيحه إذا كان خاطئا من هنا علي أن اتذكر دائما إن الله سبحانه وتعالى وهبني نعمة عقلانية المنطق كما وهبني نعمة عقلانية العاطفه لكي أفكر فيهما تفكيرا صحيحا صائبا ولكي لا أكون تابعا لآراء الآخرين فيجب علينا ان لا نعطل نعمة عقلانية المنطق وكذالك عقلانية العاطفه والتفكير بصوره صحيحه لواقعنا الظالم الذي يحتوي الكثر من الشواذ السلوكيه التي ابتعدت عن عقلانية العواطف..فيجب أن لا نحصر تفكيرنا في ملذات النفس والتحيز والنفاق للعوطف بعيدا عن العقلانيه حتى في طرح الرأي علينا..