تصاعد نسب الطلاق هل هو من علامات قيام الساعة



وليد خليفة هداوي الخولاني
2019 / 9 / 30

داء وبيل يفتك بالأسر العراقية فيشتت الجمع ويفرق الابناء ويغلظ القلوب ويعظم الذنوب ، ويغير المودة والصفاء الى عداوة وبغضاء ، والسعادة والهناء الى تعاسة وشقاء ،يفرق الابناء عن الاباء ،ويحل عليهم الهم والبلاء ،الكثير من اسباب الطلاق تأتي بسبب تعنت احد الوالدين ،فيثور لأتفه الاسباب ، ويلقي بعشرة العمر مع شريكه ادراج الرياح . يتنكر لشريكه وكأنما لم يك يربطهما سابق حب ووفاء ،ولم يك بينهما ثمة عناق ولقاء. فهنالك مطلق عشرين وهنا مطلق سبعيني ، لا فرق ، الكل يركض باتجاه ابغض الحلال ،لا يرعون في الله الا ولا ذمة . ولو راجعنا للاحصائيات الخاصة بالطلاق لوجدنا، ارتفاع عدد النساء المطلقات في المجتمع العراقي الى نسبا غير مسبوقة.
وبحسب نتائج مسح الأمن الغذائي الذي نفذه الجهاز المركزي العراقي للإحصاء خلال عام 2016، فإن عدد الأرامل والمطلقات في العراق بلغ مليوناً و938 ألف أرملة ومطلقة. ( مركز النبأ الوثائقي).
وقد اقرت عضو لجنة المرأة والاسرة والطفل بالبرلمان عن الاتحاد الوطني الكردستاني ريزان شيخ دلير بأن عدد الارامل في العراق باستثناء محافظتي نينوى والانبار واقضية الحويجة في التأميم وبيجي والشرقاط في محافظة صلاح الدين وصل الى نحو مليون ارملة،.وذلك يعني ان عدد المطلقات لا يقل عن مليون مطلقة اذا اعتمدنا نتائج مسح الامن الغذائي التي اعلنها الجهاز المركزي للإحصاء، وربما يفوق ذلك العدد.
رئيس لجنة الرعاية الاجتماعية في مجلس محافظة بغداد هدى جليل لـ"المدى"، إن "أعداد المطلقات والأرامل في محافظة بغداد فقط ارتفع إلى 860 ألف امرأة ما بين مطلقة وأرملة".وذلك لعام 2017 فقط المسجلات .
كما تشير الاحصاءات الصادرة عن مجلس القضاء الاعلى الى حصول 245 الف حالة زواج في العراق لعام 2018 وبنسبة 737 حالة زواج لكل 100 الف نسمة من السكان .مقابل 73569 حالة طلاق ،(لا تشمل محافظات شمال العراق ) ويبلغ المعدل العام للنسبة المئوية لحالات الطلاق 30% من حالات الزواج الكلية ، اي مقابل كل مائة حالة زواج يتم طلاق 30 حالة .
غيران هذه النسبة تختلف من محافظة الى اخرى، حيث سجلت اعلى نسبة في بغداد الكرخ 62% اي مقابل كل 100 حالة زواج تقع 62 حالة طلاق تليها بغداد الرصافة بنسبة 44% ثم نينوى بنسبة 41% فالبصرة بنسبة 30% واقل نسبة سجلت في محافظة الانبار 14% ثم المثنى وصلاح الدين بنسبة 16% لكل منهما .
وطبقا لما يصيب كل 100 الف نسمة من حالات الزواج جاءت محافظة كربلاء بأعلى عدد حيث بلغ 967 ثم صلاح الدين 886 ثم ديالى 877 اما اخر محافظة فهي نينوى بعدد 304ثم البصرة 659.
اما حسب النسبة المئوية لحالات الطلاق من المجموع الكلي للطلاق والمحافظات ،فقد جاءت بغداد الرصافة بنسبة 23% وبغداد الكرخ بنسبة 17% ،البصرة 8% ،بابل 7%نينوى6%واقل نسبة في المثنى 1,5%ثم ميسان 2,2%.
تحليل بعض المؤشرات العامة للظاهرة ،وكالاتي :
1- ان مؤشرات الطلاق في العراق بشكل عام وفي بغداد الكرخ والرصافة ونينوى بشكل خاص تشكل خطورة بالغة بالنسبة للأسرة العراقية تستوجب دراسة فورية ووضع المعالجات.
2- ان محافظة نينوى تشهد حالة خاصة ، حيث تقل نسب الزواج وتزداد حالات الطلاق وربما يعود ذلك للظروف الامنية التي سادت المحافظة وتدمير نسبة كبيرة من مساكن المواطنين وتشتت الاسر نتيجة لذلك .
3- اقل نسبة طلاقا قياسا بحالات الزواج في الانبار ثم صلاح الدين والمثنى .
الحقوق المتبادلة بين الزوج والزوجة :
حقوق الزوج على زوجته:
وقبل الخوض في معاناة المجتمع والاسر العراقية من حالات الطلاق نود بيان الحقوق المتبادلة بين الزوج والزوجة وفقا لشرع الله لكي يكون كل منهما على بصيرة ،فقد قال تعالى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} (سورة النساء 34) كما جاء في السنة النبوية المطهرة عدة أحاديث تدل على حق الزوج، ومن تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام: (لَا يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ ، وَلَوْ صَلَحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا) ،.وعن عمرو بن الأحوص الجشمي - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع يقول بعد أن حمد الله تعالى، وأثنى عليه وذكر ووعظ، ثم قال: (ألا واستوصوا بالنساء خيرا، فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضربا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا؛ ألا إن لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا؛ فحقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون؛ ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن). ويمكن القول ان حقوق الزوج على زوجته كالاتي :
1- طاعة الزوج، فطاعة الزوج واجبة على الزوجة إلا إذا أمرها بمعصية فحينئذٍ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فالزوجة الصالحة تطيع زوجها إذا أمرها، وتدرك أن طاعته سببا من أسباب دخولها الجنة عن أبي علي طلق بن علي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور).
2- حسن معاشرة الزوج عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أيما امرأة ماتت، وزوجها عنها راض دخلت الجنة). وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله ‍! فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا).
3- الحق في تأديب زوجته إذا ترفعت عنه، فقد أعطى الإسلام الزوج الحق في تأديب زوجته إذا كانت ناشزاً بالوعظ والإرشاد، فإن لم يصلح معها ذلك هجرها في المضطجع، فإن لم يصلحها الهجران ضربها ضرباً غير مبرح.
4- عدم التنفل بالصيام والطاعة إلا بإذنه، وترك الخروج من البيت إلا بإذنه، وأن لا تدخل أحداً بيته إلا بإذنه. أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه).
5- التخفيف عليه في النفقات.
6- الحرص على التزين له، ورعاية بيته، وتربية أولاده.
7- قدم العلماء ومنهم الإمام أحمد طاعة الزوج على طاعة الوالدين، فلا يجب على الزوجة أن تطيع والديها إذا أمراها بفراق زوجها، وكذلك في حال زيارتهم وغيره لأنَّ طاعة زوجها أولى وأوجب، قال عليه الصلاة والسلام: (إذا صلت المرأة خمسها و صامت شهرها و حصنت فرجها و أطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت).
8- تلبية دعوته اذا دعاها للفراش :قال رسول الله: (إذا دعا الرجلُ امرأتَهُ إلى فراشِهِ فأَبَتْ، فبات غضبانَ عليها، لعنتها الملائكةُ حتى تُصبحَ).
9- عدم طلب الطلاق بلا سبب شرعي.
10- عدم الخروج من البيت إلّا باستئذانه.
11- الحرص على راحته نفسياً وجسدياً.
12- استقباله بالحسنى عند عودته للبيت.
13- الحفاظ على كرامة الزوج ومشاعره.
14- رعاية امور البيت وحسن تربية الاولاد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته: والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته(.
15- حفظ اسرار الزوج وعدم البوح بها او بعيوبه لاحد للتشهير او النيل منه .
حقوق الزوجة على الزوج :
كما للزوج حقوق فأن للزوجة حقوق على زوجها وهي :
1- معاشرة الزوجة بالمعروف وإكرامها واللطف في معاملتها.
2- دفع مهر الزوجة عند عقد القران.
3- إعفافها بالجماع مما يُبعد عنها الفتن.
4- النفقة عليها بتوفير كل احتياجاتها.
5- الصبر على أذيتها.
6- العدل بينها وبين غيرها من الزوجات.
7- المحافظة على أسرارها وعدم التكلّم بعيوبها.
8- تعليمها أمور الدين.
معاناة المجتمع العراقي:
يعاني المجتمع العراقي من هذه الظاهرة الخطيرة بعد الانفتاح الكبير الحاصل على العالم من خلال الانترنيت ووسائل الافساد الداخلة فيه ونسيان حقوق الزوج والزوجة في الشريعة الاسلامية . فلربما يمكن القول انه قلة من العوائل التي لم تحصل فيها حالات طلاق .
وما انا متحيز للرجال في طرحي هذا ، فأن المرأة بالنسبة لي هي ام وهي زوجة وهي ابنة وهي اخت ، وبالتالي تعني لي اشياء كثيرة ، ولا احاول ان اقلل من شأن المرأة او اعلي من شان الرجل فكلنا ماضون لرب يحكم بالعدل ولكني ابحث عن طاعة الله وعن الافعال التي ترضي الله ، نعم هنالك الكثير من الرجال السيئين والنساء الصالحات ولكن هنالك الكثير من النساء السيئات والرجال الصالحين حيث يقول الله جل وعلى في سورة الشمس: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)).
فإذا كان الترمل يكون بسبب فقدان الزوج جراء الاقدار والحروب والاعمال الارهابية ولا دور للمرأة في ذلك ، فان الطلاق غير ذلك ويعود لخلافات بين الزوجين ، ومن خلال اطلاعي على كثير من وقائع الطلاق ، وجدت ان المرأة في هذا الزمان غير المرأة في زمان اباءنا واجدادنا ، وهي سببا مباشرا في الكثير من حالات الطلاق .
المرأة في زمان الاباء والاجداد :
كانت امهاتنا يتحملن الكثير من عنف ابائنا وقساوتهم وعقم الحياة وبرودة الشتاء وحرارة الصيف ، كان الاب يضرب الام لأتفه الاسباب، وكانت الام تحمل الحطب على ضهرها كوقود للتنور ، وتربي البقر والغنم وتأتي بالحشيش لتغذيته ،وتحلب البقر وتعمل اللبن والزبد ،وتعجن الطحين وتخبزه في التنور بعدما تملاه بالحطب ثم توقد النار فيه وتضع قماشا حول يدها لتدخل يدها داخل التنور فوق الجمر الملتهب وتلصق اقراص الخبز داخله وتخرجها خبزا لا نرى اليوم مثله لذة وطعما ،كان المرأة كالمصراع تدور 24 ساعة ، وتطعم الاسرة من طبخ يدها طعاما لذيذا هنيئا مريئا ، إضافة الى ارضاع الاولاد من صدرها ، لم نكن نعرف حليب القواطي، كانت المرأة مطيعة صبورة ، تنطبق عليها كل مقومات المرأة الاسلامية .
نساء اليوم:
اما وقد دخلت ما تسمى بالحضارة ، ودخل الموبايل ودخل الانترنيت ،واخذت النساء ترتدي ملابس الرجال ، كالبنطال إضافة الى القمصان الشفافة والتنورات القصيرة و الرموش الاصطناعية والاظافر الاصطناعية والعدسات الاصطناعية والشعر الاصطناعي وتنفخ شفايفها في صالونات التجميل ، اما الاصباغ على الوجه فحدّث ولا حرج . والطعام يأتيهم جاهزا من المطاعم .والملابس عند المكوي والاولاد في الحضانة. فماذا يبقى من المرأة طبيعيا . وتتابع نساؤنا اليوم المسلسلات الاجنبية التركية والهندية وغيرها( حيث ترتبط النساء بالمسلسلات بعلاقات غير مشروعة مع من تحب خارج سيطرة الاسرة ).ادى ذلك لتغيير سلوك الكثير من النساء وعلاقتهن مع ازواجهن .
الكثير من النساء العراقيات اللواتي سافرن مع ازواجهن الى أوربا ، هجرن ازواجهن هناك ،وقدمن بلاغات عنهم الى الشرطة وطلبن التفريق والقانون الاوربي مع المرأة . نساء اوصلوهن أزواجهن الى الكليات من خلال الصرف ودفع اقساط الكلية ولما تخرجن تركن ازواجهن ..ونساء حملوهن أزواجهن على اكتافهم ليعبروهن ما تبقى من البحر بعد وقوف سفينة التهريب على بعد من اليابسة . وعندما بلغن بلد المهجر طلبن من ازواجهن نسيانهن .وقسم تزوجن من اشخاص اخرين حتى دون ان تطلّق من زوجها الاول .
الطلاق ما بين المرأة والرجل:
وهنالك عشرات الالاف القصص عن حالات الطلاق ، ، المراءة اليوم . اختلفت لم تعد تطيق زوجها ، وبعض الازواج لم يعودوا يطيقون زوجاتهم .فهذا الذي يطلق زوجته لأنها لم تعد له وجبة غذاء ، وتلك الزوجة تريد الدار لوحدها ، ولا تقبل ان يعيش معهما ابو وام زوجها، والاخرى لا تقبل لزوجها ان يكلم ابنته من طليقته . وتلك الاخرى تقول لزوجها بانها تحب ابوها ولا تحبه . ، يقال ان احد الازواج رأى امرأة فائقة الجمال فطلب يدها للزواج وبعد عدة ايام من زواجهما وعندما غسلت وجهها زالت عنه الاصباغ التي لونت بها وجهها ونزعت الرموش والعدسات اذا به يفاجأ بامرأة اخرى لا يعرفها قبيحة الشكل فطلقها على الفور .
قليل من الصبر للمرأة على الرجل، وقليل من الصبر للرجل على المرأة ، وعلى المرأة ان لا تضع راسها براس زوجها (فالرجال قوامون على النساء ) ، تتحمله بما يرضي الله ، كما هو الاخر عليه ان يتحملها ، فعشرة العمر لا تفككها مشكلة لحظة . ماذا يحصل لماذا عشرات الالاف من حالات الطلاق كل عام؟ لماذا زواج لا يدوم ايام او اشهر؟ امرأة طلبت الطلاق من زوجها وعمره اكثر من 60 عام ولديه اولاد واحفاد ، اغلقت بوجهه كل ابواب الدار وتركته في الشارع ، قال لي أترى عشرة 45 عام تهون في لحضه ؟ .
لكن الذي يحب بإخلاص يصبر والتي تحب بإخلاص تتحمل وتصبر ، اتقوا الله ، هذه الدنيا زائلة لا تسوى شروي نقير ، فأقضوها على (زين او شين ) . احدى النساء الجدات كانت تقول لابنتها (ماما الرجال رحمة ولو كان فحمة ).ليس الزوجة احلى النساء في العالم وليس الزوج احلى الرجال ، ومهما كان الجمال سيذبل كما الورد ،رب رجل جميل الشكل ،قبيح الفعل ، ورجل قبيح الشكل جميل الفعل ، وربما امرأة جميلة سيئة الاخلاق واخرى ليست جميلة حسنة الاخلاق ،والرجل لا يعاب على شكله لكنه يعاب على غيرته وشجاعته وكرمه ونخوته وعمله، ويقول الرسول محمد (ص) عن الزواج من النساء " اياكم وخضراء الدمن , قيل يارسول الله وما خضراء الدمن؟ قال (صلى الله عليه واله وسلم ) المرأة الحسناء في منبت السوء"..
الزوجة الصالحة ومهمة الاحتفاظ بالزوج وتغييره نحو الاحسن:
الزوجة يمكنها ان تدخل زوجها الجنة أو تزج به في النار؛ فالزواج رباط مقدس يربط بين الزوجين، ويؤلف بينهما، ويجب أن يقف كل منهما بجوار الآخر في دروب الحياة المتشابكة، وفي الحياة الحالية الصعبة .
تحتاج الزوجة المؤمنة الصالحة الناجحة، إلى الاستعانة بالله -أولاً- ثم إلى علم وجهد وصبر وسعة صدر. من اجل ان تغير في زوجها من بعض السلوكيات المنحرفة ان وجدتها فيه وفي هذا الموضوع ادناه مجموعة من النصائح والفوائد والقواعد في كيفية الاحتساب على الزوج وكما يلي :
1- ان تبدأ المرأة بإصلاح نفسها اولا ومعرفة الله حق معرفته ومراعاة زوجها بما يرضي الله . ولا بد لها ان تكون قدوة صالحة لزوجها وأولادها بحفظ اللسان، والمحافظة على الصلاة وسننها وأذكارها، وقراءة القرآن الكريم وغيرها من الأعمال الصالحة .
2- ان تشعر بمسؤوليتها في تغيير الزوج ان كان سيئا ، ولا بد أن تمتلك مع ذلك الإرادة والعزيمة الجادة على هذا التغيير، فإذا رأت زوجها يتكاسل عن الصلوات، أو يتعاطى الغيبة أو النميمة، أو يشرب الدخان أو المسكر، أو يعصي والديه أو أحدهما، أو يقطع أرحامه أو أي أمر من المحرمات ، فعليها ان تنبهه لذلك بطريقة ايمانية ودعوات مخلصة . المرأة الصالحة تستطيع أن تؤثر على زوجها إن هي صبرت وصابرت، وبذلت واجتهدت. ،
3- احترام الزوج وتقديره : للزوج حق عظيم على زوجته فيحرُم على الزوجة أن ترفع صوتها على زوجها -ولو قصر في حق الله تعالى-، ولا أن تجعل من ذلك سبباً في التقصير في حقوقه، وإنما تخاطبه بكل هدوء ولطف ورقة وحنان وشفقة.
4- استخدام الرفق والحكمة في نصح الزوج: المرأة لم تخلق من رأس الرجل كي تتعالى عليه، ولا من رجله لكي يحتقرها، بل خلقت من ضلعه لتكون تحت جناحه، قريبة إلى قلبه، فيحبها وتحبه، فحنان المرأة وأنوثتها ورقتها هي النبع الجميل الذي يروي عقل الرجل وقلبه. فالرجل يحب المرأة الوديعة الهادئة اللبقة، التي يحس انها تطيعه وتسمع كلامه .
5- - تقبّل الزوج على ما هو عليه: فإنه بشر، ولا بد أن تكون له أخطاء وعيوب، وان لا يضيق صدرها بهذه العيوب الموجودة في زوجها ، وأن لا تقصر نظرها على عيوبه، بل ينبغي لها دائمًا أن تنظر إلى الجانب الإيجابي في زوجها وصفاته الحسنة، ، فما من رجل بدون نقص فالكمال لله وحده ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كل ابن آدم خطاء، وخير الخاطئين التوابون)) .
6- اختيار وقت مناسب للنصح والتذكير: حيث تكلمه بذلك عندما يكون هادئا، ومرتاح البال، ولا تفتح معه المواضيع المقصر فيها في أي وقت تشاء ، وان لا تيأس من فعالية النصح وتصبر عليه ويؤكد هذا قول الشاعر:
ألا بالصبر تبلغ ما تريد *** وبالتقوى يلين لك الحديد
فالإنسان لا يحتاج في حياته شيئًا أكثر من الصبر، وفي الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وأن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا)).
7- تثقيف نفسها بالثقافة الاسلامية والاخلاقية الاصيلة والابتعاد عن الثقافة الداخلة عبر الاعلام والمسلسلات الاجنبية .
8- تجنب أسلوب التجسس لمعرفة علاقات الزوج وسلوكياته فذلك يكون هذا سبباً في امعانه في المنكرات فيصعب علاجها بعد ذلك. وعليها مراجعة اسباب اتجاهه هذا وتوفير الاجواء المناسبة له في الدار ليكون الدار محل راحته وسعادته وهناءة ..
9- عدم الانشغال بالفيس ووسائل التواصل الاجتماعي وترك زوجها دون ان تهيئ له الطعام او تشاركه في الحديث وأن تشعره بمحبتها واحترامها اياه .
10- ان لا تحادث او تكلم الاغراب من الرجال على وسائل التواصل الاجتماعي ، وتصغي لاحاديثهم وإغراءاتهم وان لا تبيح لهم مشاكلها مع زوجها فيطمعوا فيها .
11- ان تحترم امه وابوه وتجلها وتعاملهما باحترام كما هما والديها .
12- ان لا تكثر من جدال زوجها ولا تقهره وتكسره بلسانها خاصة في مسألة إمكاناته ولا تقارنه بزوج فلانه وعلانه فلكل رجل رزقه فالمهندس غير الطبيب وغير العامل وغير من لا يجد فرصة عمل .
13- ان تتجمل له بما يرضي الله وبدون مغالاة وتظهر بصورة حسنة (واهم شيء النظافة وطيب رائحة الجسم والنفس ) .
14- ان لا تفضل عليه احد من الناس، ولا تعمل علاقة مع أي امرأة دون علمه فالامرأة السيئة تسحب المراة الحسنة وقديما قال الشاعر :
لا تربط الجرباء حول صحيحة ...... خوفا على تلك الصحيحةِ تجربُ.
15- ان لا تكثر الشكوى من الامراض او الحالة المعاشية .
16- ان تهتم بتربية الابناء وتعليمهم احترام ابيهم وتعليمهم الصلاة وحسن الآدب وتذاكر لهم الدروس التي تعرفها .
17- ان لا تكون مبذرة وعليها ان تحرص على اموال زوجه
الخاتمة : ان من الحكمة ان يتعامل الزوجين فيما بينهما بما يرضي الله ، وان يحرصا على تمتين اواصر العلاقة الزوجية بينهما ، فالطلاق ابغض الحلال عند الله ، والطلاق من عمل الشيطان الذي ليس له سلطان على عباد الله المخلصين . والجمال يذهب ويتلاشى مع الزمن حيث يقول الله جل وعلا في كتابه المبين في سورة الروم " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)" وعلى الشباب والشابات ان يفكروا الف مرة بمن يختارون شريكا لحياتهم وان يجعلوا الله وكيلا عنهم . وان يبنوا عشهم الزوجي بناءا راسخا لا تهزه العواصف ولا تغرقه الامطار ، وان تسير سفينتهم الشراعية في بحور الحياة رصينة منيعة على الامواج والاهوال ،وذلك يدعو للتمسك بحبل الله وسنة نبيه ، كي لا يفترقوا ويتركوا اطفالا ضحايا في مجتمع لا يرحم ، محرومون من عطف الوالدين .فأن حسابهم غدا عند الله عسير .وان يبتعدوا عن القشور الحضارية والاعلام الهادم ، والعاب البوبجي والفيسات ونشر صورهن على وسائل التواصل الاجتماعي والتكلم مع الغرباء من خلالها ،ولكي يتجنبوا اغراءات بعض المنحرفين او المنحرفات الباحثين عن شهوة الحياة الدنيا ، وكل تلك معاول هدم للعلاقة الزوجية .والشيطان لعنه الله يحذرنا الله منه حيث يقول جل وعلا في سورة طه " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117(" ، ولو توكل الزوجان على الله وعبدوه حق عبادته لما وجد الشيطان اليهما سبيلا ، نسأل الله ان يحمي الاسر المسلمة جميعا من هذا الداء الفتاك ، وان تشق تلك الاسر طريقها لإداء رسالتها في الحياة حيث يقول الله جل وعلا في سورة الذاريات (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ، إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الآيات 56-58).