حوار مع الذات ....حول المرأة 1



سامان أمين
2006 / 5 / 25

• هل تؤمن بالمساواة الكاملة بين المرأة والرجل ؟
• هل يمكن للمرأة الكردستانية والعراقية أن تتقلد المناصب السيادية في حكومة الاقليم أو في الحكومة المركزية ؟
• إن كان الجواب نعم ....هل يجب عليها أن تكون قيادية في حزب معين أم تستطيع أن تتقلد هذا المنصب السيادي وهي مستقلة ؟
• هل ينظر المجتمع العراقي الى المرأة وبصرف النظر عن حالتها الزوجية نظرة متساوية ؟
• هل يتساوى الزوجان في المركز القانوني ؟
• هل يحق للمرأة العراقية أختيار شريك حياتها ( سجّانها ) ؟

وعلى الطرف الآخر ........

• ألم تصبح المرأة الكردية والعربية العراقية وزيرة ؟
• ألا نرى في أي وزارة أو دائرة حكومية عدداً كثيراَ من السيدات ؟
• لماذا نُقيس تخلف المجتمع وظلمهِ أتجاه المرأة من منظور قرية في كردستان ولماذا لا نقارنها بحال المرأة في عاصمة الاقليم أو في مدينة مثل السليمانية ؟
• هل الازدواجية وأنفصام الشخصية موجودة فقط عند الرجل وهل إن المرأة العراقية مثالية في التفكير والشخصية والتربية وأنشاء أجيال وأجيال ؟

هذه الأسئلة والكثير منها طرحتها على نفسي في حوار مفتوح وليس على الهواء وبطريقة فيصل القاسم في برنامج الاتجاه المعاكس .
راودتني فكرة هذه المقالة وأنا جالس أتصفح لائحة حقوق المرأة العراقية والكردستانية وأشرب ُ فنجاناً من القهوة البغدادية ذي النكهة المُهيلة والتي ( تُنعششُ ) في الدماغ فضلاً عن لفافات التبغ أو السجائر والتي لا تفارقُ أناملي وشفتي إلا في ساعات النوم والاكل مع قلتها لأن نعمة النوم والانغماس فيه ومشاهدة الاحلام المستحيلة والجميلة ....والمثيرة أحياناً تصبح ضرباً من الخيال أو أحلام اليقظة في كردستان عند حلول نسائم فصل الصيف الحار لندرة الطاقة الكهربائية، هذه النعمة ألألهية البشرية والتي نفتقدها في العراق بوجه عام ..... وعلى سبيل الطرفة سألتُ شريكتي وسيدتي وأم قرة َ عيني " هل من المعقول أن يُرمى بكل من مايكل فاراداي وجيمس ماكسويل واللذان ِ أخترعا الكهرباء وتوماس أديسون الذي أخترع المصباح الكهربائي إلى جهنم وبئس المصير وأن يُساق َ الملتحين باللِحى في أيامنا هذه ِ بوجوهم العبوسة الوسخة وشعرهم الاشعث الاغبر ورائحة أنفاسهم النتنة إلى الفردوس مع الانبياء والصديقين والشهداء ؟ !!!!!!!!!
عذراً لكل من يقرأ المقال لخروجي عن الموضوع ولكن هذا يحصل دائماً في كتاباتنا لكثرة المعضلات والمشاكل في حياتنا الدنيا ....لذلك عذراً من جديد .
رجاءاً ...رجاءاً لنعود إلى صلب الموضوع .... هذا ما قالتهُ نفسي لنفسي وبتشنج ٍ واضح .. لم تُجب على أي سؤال ...!!!!

• نعم أؤمن بالمساواة الكاملة بين المرأة والرجل وحريتها الشخصية إلا في نقطة واحدة وهي تحويل الجنس، فلا أستطيع حتى في التفكير أو النظر إلى أنثى رقيقة هادئة مثقفة تتحول إلى رجل ضخم الجثة غليظ المنكبين ( شلولخ) أو بالعكس ... بمعنى لا أؤمن بالمساواة من الناحية البيولوجية فقط لا غير فالرجل رجل والمرأة مرأة.
هذا السؤال يجب أن يُطرح إلى المُشرع ورجل القانون بالدرجة الاساسية ففي لائحة حقوق المرأة الكردستانية وتحديداً في الفصل الأول " الأهلية والحقوق المدنية والسياسية " وفي المادة الأولى
أ- تقر حكومة أقليم كردستان المساواة التامة للمرأة مع الرجل أمام القانون.
أذن السؤال كما أسلفت يجب أن يطرح للمُشرع أو رجل القانون ودعني أضرب مثالاً .....
ما عقوبة المرأة التي تجد زوجها متلبساً بجريمة الزنا مع أمرأة أخرى وتبادر الزوجة في هذه اللحظة العصيبة بقتل زوجها أو لنقل الشروع في قتلهِ ؟
دعنا نُقلب الآية .. عقوبة الرجل الذي يقتل زوجتهِ في حالة المذكورة والتي تُعد شجاعة ودفاع عن الشرف والعرض، أقصى عقوبة قد تكون سنة حبس مع وقف التنفيذ أو السجن المخفف .
أما الجواب على السؤال أعلاه واضح لأن نفس القانوني الذي يشرع القانون ويحاكم الرجل بهذه العقوبة البسيطة قد يُعاقب الزوجة بالمؤبد أو بعشر سنوات من الحبس الغليظ هذا فضلاً اذا لم تتبادر عشيرة الزوج المقتول بقتل الزوجة أنتقاماً لأبنهم البار .... فأي ازدواجية وتخلف وظلم بحق تلك الزوجة، وهذا المثال حاولتْ طرحهُ المبدعة أيناس الدغيدي في فيلمها " عفواً ايها القانون" وقد كنتُ أكره هذه المرأة ومثلما نقول في بغداد ( أضوج منها ) ولكن الحق يُقال بعدما أستمعتُ إلى آرأئها ودخلتُ إلى أفكارها وجدتها تستحق لقب المبدعة الثورية ايناس الدغيدي .
وهذا المثال يؤدي بنا إلى تساؤلات عديدة منها .....
هل أن هذا القانوني أو المُشرع ينظر ُ إلى المرأة إن كانت عازبة أو متزوجة أو مطلقة أو أرملة بنفس العين ...؟ أشك في ذلك ... وليس القانوني بل المجتمع الرجولي بأسره ِ لا ينظر بعين متساوية.. وأستطيع الجزم بأن تسعين بالمئة منهم ينظرون إلى المرأة المطلقة أو الأرملة وكأنها في حالة أنتظار دائم وترقب لرجل شرقي يُطفئ نارها وينتشلها من الضياع والفراغ والوحدة القاتلة التي تعانيها لأنها ببساطة مجرد كائن أو مستودع أو وعاء تفريغ للذات هذا الكائن الذكوري المريض والذي يرى نفسهُ رحمة ً مهداة للمرأة ِ من السماء .

وللشجون بقية .....
ولا تزال الحقوق مهضومة .....