رعاية الطفولة و الشباب عصب نهضة الامم



فراس حاتم
2019 / 11 / 30

يراودني فضول عند اطلاعي على تجارب امم كثيرة خرجت مدمرة و اصبحت متقدمة في غضون سنين قليلة عن السبب الرئيسي وراء ذلك كنت اظن ان المورد الطبيعي هو السبب الرئيس وراء ذلك ولكن ارى هذه الامم ليس لها اي مورد طبيعي و لا حتى مادي بسبب الحروب و النزاعات اهدرت المصادر المادية لكن بعد التدقيق في ذلك يتضح ان السر في ذلك هو رعاية الشباب و الطفولة اي تهيئة الاجواء الخصبة لها من خلال خلق برامج ناجحة من اجل استثمار طاقاتها و خلق اجيال تساهم في رفعة الدولة السياسية ,الاقتصادية ,الثقافية و الاجتماعية .ولان هذه الفثات من المجتمع مهمة فهي مصدر لا ينضب من الدماء الجديدة للبلاد فالدماء الجديدة للمجتمع هي الت تصنع قادة المستقبل الذين يكون همهم الاول و الاخير تطوير مجتمعاتهم و ترقية مكانة بلدانهم الى افضل ما يكون .فعلي سبيل المثال المثلث الذهبي في اعادة بناء المانيا و اليابان بعد الحرب العالمية الثانية كان هو التعليم و القضاء و الصحة فمن البديهي هذه البرامج موجهة لفئة الطفولة و الشباب للعمل على اعادة توظيفهم و دمجهم في مجتمعاتهم مرة اخرى باساليب ودماء جديدة تضمن لهم الدولة من خلالها العيش الكريم من خلال بناء مدارس و مستشفيات و مساكن و خلق وظائف و نظام قضائي عادل تخدم المواطن في اكثر مدينة نائية او مدمرة تمهيدا لانشاء بنى تحتية ضخمة للبلاد كفيلة بفتح ابواب التطور و الازدهار لها .بينما في بعض دولنا العربية لا يحدث هذا بل على العكس تكون الفئة المستهدفة من الشحن الطائفي و المذهبي و القومي و الحزبي هي فئة الطفولة و الشباب فبدلا من ان يكون فيها التعليم و الصحة و الرعاية الاجتماعية للطفل الزامي من الدولة من اللحظة التي يتم فيها اول صرخة خروج لهذه الدنيا يتم فيها اما تشغيل هذا الطفل و التي هذه الظاهرة محظورة دوليا او بيعه ومعلوم ان الاتجار بالبشر محظور و قتاله مع ميليشيات او منظمات ارهابية او حرمانه من مواصلة تعليمية لبؤس اللاوضاع داخل المدرسة لانها المكان المثالي لانتقال الامراض المعوية و المعدية غير عن الاهمال في البناء او الجهاز التعليمي و من المفاجأت ان هذا لايحدث في مدن فقيرة او نائية بل في مدن كبرى .فلا يستغرب احدأ ان يسمع ان في هذه الايام في العراق يتم هدم مدارس غريقة في العاصمة بغداد او البصرة غخرجت خيرة ابناء و بناء المجتمع بحجة البناء على ارض غير مرخصة و يتم بناء بدلا غليها مجمع تجاري تابع لاحد السياسيين( الاماجد) .غير عن ذلك الرشوة في الجهاز التعليمي المستشرية بالرغم من الراتب الجيد .وليس هذا فقط بل ظاهرة الابتزاز بين طلاب الابتدائية و المتوسظة لبعضهم البعض او الغش من خلال التصوير في الهاتف النقال و عند مسالة الطالب يرد كاالتالي"الا تعرف ابن من اكون؟؟؟؟!!!!!!!" اي جيل هذا الذي يستخدم لغة التهديد و الوغيد داخل المنظومة التعليمية.وحين ما نسال اين الدولة من كل هذا ؟؟؟ الجواب الدولة اخر همومها هو التعليم فالهم الاول هو الصراغ غلى المناصب و الاخير هو نهب المال العام .فهذه طبقة الطفولة التي ستقهر المستحيل انشالله ؟؟؟!!!!!!!!! فما بالك بطبقة الشباب التي تحتاج الى رعاية ولتكون هي من سيحمل راية المستقبل هي الامل وهي القدوة و النموذج .في سبيل المثال الفرق الكشفية كانت من انجح التجارب لرعاية الطبقة الشابة من كلا الجنسين و التي ضمنت خلق جيل مثقف ذو عقل سليم و جسم سليم و من خلال معسكرات صيفية تتخلها انشطة رياضية و ثقافية و اجتماعية يندمج فيها الفكر النظري مع العلمي و ايضا تكريس مفهوم الخدمة العامة في المجتمع و الكفيل بخلق مواطنة صالحة .بينما نرى العكس في مجتمعاتنا العربية فالاحباط و البؤس و العزوف عن التعليم هي السائدة في مجتمعاتنا نتيجة لاوضاع السياسية و الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية التي تسود المنطقة العربية و الشرق الاوسط ككل ويتم من خلالها استغلال الاطراف السياسية للطبقة الشابة و جعلها وقودا لصراعاتها بدلا من تخصيص برامج حقيقية لدمج و استيعاب الطبقة الشابة في مؤسسات الدولة لتكون حجر الاساس التي تبني عليها الدولة .لذلك يجب تحرير هذه الفثات من الطفولة و الشباب من خلال تدريسهم ما هي ثقافة التعايش و الاطلاع على ثقافات الشعوب الاخرى و زيادة الوعي الانساني و الروحي من خلال التدريس الديني العصري الذي يضمن للطفل فهم ان الدين هو اسلوب حياة و جسر تواصل يساهم في ثراء المجتمع قبل الشروع في وضع قوائم الحلال و الحرام لتكريس مجتمع مثقف واعي قادر على ضمان نهضة حقيقية و ليس هذا فقط بل توجيه على الطفل على تنمية مواهبه الفكرية و الرياضية و العلمية بدل من تعليمه على شراء لعبة بندقية او العاب الكمبيوتر التي تولد العنف .اما عن الشباب فيجب تشجيعهم على الانخراط في الخدمة العامة و الانشطة الرياضية و الثقافية كالمسرح و الموسيقى و الرحلات المدرسية و غير عن مراكز التدريب المهني للشباب التي غالبا ما تشرف عليها القوات المسلحة و التي تعلم بدورها الشاب مهن مختلفة بالاضافة الى الدراسة بالصيف و من خلالها يكون هناك فرص عمل صيفية لاظهار طاقته من خلالها بدلا من رمي هذه الثروات في اتون نار الحروب العبثية و الشر و الجريمة المنظمة فيتم من خلالها تعزيز دورهم في الازدهار للدولة ......برغم الصعوبات التي تعيق رعاية الشباب و الطفولة لانها بحاجة الى وقفة مع الضمير ليتحقق التغيير ,فلنتخيل لو تم تحقيقها مالذي يكون حال البلاد و العباد ؟؟!!!!!
مع تحياتي